المقالات

أعادة هبل وحرب كربلاء

1265 03:37:01 2014-12-11

الزمان سنة ستون للهجرة, والمكان دمشق حاضرة العالم, عاصمة مملكة الأمويين, حيث تعهدت تلك العاصمة, إن تمد العالم الإسلامي بالفتنة, فهناك يجلس شخصا تمثل بكل صفات الشيطنة, معتبراً نفسه المدافع عن ارث الأجداد, ممن عبدوا هبل, ضد دين الرحمة المحمدي, انه يزيد بن معاوية, ليكمل مسيرة الانقلابيون, في محاربة نهج الرسول الخاتم, والسعي لإفراغ الإسلام من محتواه, وجعله مجرد صورة من دون روح, فقط يحكمون بها الناس, والسلوك هو نفس سلوك قريش أيام هبل.
السكوت على الانحراف يدفع به ليتمدد, والناس تنتظر المخلص ان يعلن الثورة, فالانحراف يكاد يخنق المنهج.
الانحراف عن النهج المحمدي قد تحقق, بفعل الجهود الكبيرة التي بذلها الانقلابيون, منذ العام الأول لرحيل الرسول الخاتم (صلواته تعالى عليه واله), إما خط الممانعة كان يسعى دوما للحفاظ على الأساس, فالأمة بدين ملوكها, تسير بنهج الانقلابين لأنهم يضمنون لها الرزق والعطايا والمناصب, ويرهبوهم بالقوة التي تحت أيديهم, فبين الترهيب والترغيب انصاعت فئة واسعة, بخلاف بقية النهج, الذين كانوا يعيشون العسر والتحديد والإبعاد, فكان الأمر بيد الانقلابيين, مما يعني انحراف الخط العام.

عند فجر عام 60 للهجرة, كانت الأمة تتجه إلى نفق مظلم, نتيجة الانحراف الكبير عن النهج الأول, وتغييب دور بقية النهج, وبروز نكرات الأمس! وتحكمهم بالمصير والتاريخ والمستقبل, وترسخ نهج جديد كبديل للنهج المحمدي, وهو نهج الانقلابيون, بوابة الانسلاخ التام عن حقيقة الدين, فكان الأمر يحتاج لثورة, كي تصحو الأمة من سباتها, ونظرة للمنطقة في تلك الفترة , كانت ارض العراق هي ارض الثورة الخصبة, التي يمكن إن تكون مشعل نور للأجيال, بالإضافة لقيام الحجة, لان أهل العراق وحدهم هم من راسلوا الإمام, يطالبوه بالخروج معه.  الإمام الحسين عليه السلام بقية الرسول الخاتم, وهو يرى تبدل الحياة, وانحراف طريقها بعيدا عن النهج الأول, كان لا سبيل أخر إمامه إلا الخروج للإصلاح, وتنبيه الأمة على خطر ضياعها الأبدي, فسلوكها كان بحسب النهج المصطنع, دين الانقلابين والذي يضمن صعود القردة , للتحكم بالدين والدنيا, لذا خرج الإمام يطلب التغيير وإعادة الروح للإسلام.

كانت رحلة الحسين نحو العراق, عبر صحراء الجزيرة, سيرا حيثيا لإعادة إحياء الدين, فالموت يكاد يخنق الدين, سلطان دمشق سيعيد تماثيل الإله, إن لم يتم الوقوف بوجهه. إلى إن وصل لكربلاء, فعمد إلى نشر أفكار الثورة, من خلال خطبه التي وثقها التاريخ, وشعاراته العاشورائية التي هي اكبر صرخة بوجه الظلم, يستمد من عبقها المسلم والمسيحي والبوذي, فالحسين لكل الإنسانية.

تمت التضحية الكبرى, وأعيدت الروح للنهج المحمدي, وخسر هنالك المبطلون, وانتصر الحسين على جيوش يزيد, فسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك