المقالات

العزف على وتر الأزمات

1309 01:41:19 2014-11-19


ابتلى العراق بعد التغيير في عام 2003، بمجموعة من تجار السياسة، حيث شكلت دكاكين لغرض التكسب، أفرزت عدد كبير من هؤلاء، الذي نشأ جميعهم على ثقافة البعث، المبنية على الشعارات والاستغفال، من خلال التلاعب بالألفاظ، وتزييف الحقائق، لاستدرار عواطف الشارع، واستغلال حسن النية، الذي عليه أغلبية الشعب العراقي. 

هذه الجوقة، عاشت عصرها الذهبي في السنوات ألثمان الماضية، حيث تصدت لتبرير أخطاء، وفشل الحكومة في معالجة الملفات المختلفة، في حياة الشعب العراقي، وذلك باللجوء لخلق أزمات داخلية، وخارجية بمناسبة وبدونها، لتنتهي ثمان سنوات من عمر الشعب العراقي، كانت نتائجها سقوط أكثر من ثلث البلد، بيد الإرهاب وفرض طوق على بغداد، فضلا عن أزمة اقتصادية خانقة، وصراع بين مكونات الشعب العراقي، ثمنه دماء تسفك يوميا في الشارع. 

حتى تصدت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، لتصدر فتوى الجهاد الكفائي، لحماية البلد من الانهيار، والوقوع بيد المجاميع الإرهابية، وكذا رفعت شعار التغيير، وقادته بإسناد القوى الخيرة والمخلصة، في الساحة السياسية العراقية، وشكلت حكومة وفق برنامج محدد ومتفق عليه، وبمباركة المرجعية، الآمر الذي أثار ارتياح وترحيب، داخلي وإقليمي ودولي. 

هذا جعل تجار السياسية، والطارئين عليها، في موقف لا يحسدون عليه، فالواقع كشف شعاراتهم وادعاءاتهم، مما جعل كلماتهم تتعثر، وبضاعتهم التي طالما تاجروا بها تصاب بالكساد، مما افقدهم توازنهم، وأصبح ديدنهم نقد أي أنجاز. 

مع الحملة، التي يقوم بها الجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي، وتأكيد القائد العام على ضرورة تجنب استهداف المدن، الآهلة بالسكان، وهو أمر سبق وان أصدره القائد العام السابق، فأقاموا الدنيا بالصراخ والعويل، من أن الحملة العسكرية تتعثر، والسبب أمر القائد العام، رغم أن الضربات الجوية ازدادت، وأصبحت أكثر تركيز. 

الآن مع الاتفاق الأولي، مع إقليم كردستان، تباكى هؤلاء على حقوق محافظات الوسط والجنوب المنتجة للنفط، تلك المحافظات التي عارض هؤلاء أنفسهم، منحها البترو5 دولار قبل أشهر، ووقفوا ضد مشروع البصرة العاصمة الاقتصادية، ومبادرة إعادة تأهيل ميسان. 
حتى وصفت احدهم الاتفاق بأنه( نكبه وطنية).! وهو الاتفاق الذي أريد منه، وضع يد الحكومة على الثروة النفطية، كتطبيق لفقرة عائمة في الدستور، لم تسن بقانون يحدد الحقوق والواجبات، على الأطراف المنتجة والحكومة الاتحادية، وكذا الاعتراف بحق الإقليم بالميزانية، ورواتب موظفيه، ومستحقات شركات التنقيب على النفط، التي عملت في كردستان.

هؤلاء الشراذم الذي ابتلى بهم العراق، نسوا إنهم طيلة ثمان سنوات أمضوها بالأزمات، لم يتمكنوا من سن قانون، يفسر الفقرة الدستورية الخاصة بالثروة النفطية، ويوضح العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية، وحقوق وواجبات كل طرف، وتغافل هؤلاء عن ما يقارب المليون برميل نفط، التي يمكن أن تضاف للميزانية الاتحادية، التي تركوها خاوية، وغضوا الطرف عن المبالغ التي دفعت للشركات النفطية، من قبل وزارة النفط السابقة، دون أن تحصل مقابلها، على لتر من نفط كردستان. 

ليسأل هؤلاء وزارة النفط السابقة عن إجراءاتها، وتصدير نفط كردستان متوقف منذ عام 2010، ليخبروا الشعب عن مقدار الخسائر، التي دفعها العراق لهذا السبب.  علم هؤلاء أن سر عزفهم على وتر الأزمات، قد أنفضح، وان الأزمات التي كانوا يختفون خلفها، للتغطية على فشلهم وسرقاتهم، لم تعد موجودة، لذا حق لهم افتعال كل هذا الضجيج....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك