المقالات

بين الإقليم والمركز حينما يتكلم العقلاء

1891 01:50:39 2014-11-18


الأختلاف بين الإقليم والمركز، أستهلك كثير من أحاديث الإعلام السياسي، حتى تمقص بعضهم جلباب الوطنية، وتذرع به على شماعة الفشل، حتى وصل الإختلاف الى التعقيد، وطلب الإقليم الإنفصال، وتحريك قوات عسكرية، كأننا نُعد الى حرب خارجية، والإرهاب ينهش في جسد العراق، ولا يروق لبعض الطبقة السياسية إلاّ تسميته بالصراع؟! ما حدث مجمله صراع إرادات ونفوذ مادي، وسوء في إدارة الثروات الطبيعية، وعدم فهم آليات العمل المشترك، على تاريخ إستراتيجي ضامن لوحدة العراق.

الدول لا تُدار بالصراخ، وتبادل الإتهامات والتخوين والشكوك، وفرق كبير بين سلطة يقودها عقلاء، يبحثون عن المشتركات والحلول التي تجنب الشارع من التأزم، والدخول في دوامة الخلافات ثم التعقيدات، وفريق يحمل مشاعل النار، يترتدي ثوب الوطنية، بأفكار الأنانية، يزج الشارع الذي لا يعنيه، سوى أن يجد طبقة سياسية، قادرة على حل خلافاتها في كواليس الأطر الوطنية.
منذ سنوات والعراق يعاني من أزمة الخلاف بين الأقليم والمركز، حتى إذا سألت أبن السماوة التي لا تملك نفطاً، لماذا ترتفع نسبة الفقر، وإذا ذهبت الى البصرة التي تعطي 80% من واردات العراق ولم يتم الإهتمام بها، وذهبت الى ميسان ووجدت أهوارها ما تزال في حالة جفاف ومعاملها معطلة وفيها 5 ملايين لغم، وإلى ذي قار ووجدت زقورتها يغطيها التراب، وتحولت مدينة مهد الحضارة الى مقبرة الحضارة، لكان الجواب سريعاً من المسؤولين الفاشلين، وعلى لسان المواطن بسبب إقليم كردستان.

المسألة إقتصادية وطنية، ومن لا يفكر بتحويل العراق من بلد ريعي يعتمد على إنتاج النفط، تحت سيطرة الشركات العالمية وبورصة السوق النفطي العالمي، ولم يُشغل المعامل والمزارع، وسنوياً يسمع بعودة 75% من موازنات بعض المحافظات، هنا صاحب السلطة والقرار، ليس سوى أداة للفرقة وتوسيع المشاكل، وعدم البحث عن الحلول الإستراتيجية، وكما نعرف أن القائد من يجد الحلول لا يبحث عن المبررات، وإتهام غيره بالتقصير.
الإتفاق الذي تم بين وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس حكومة إقليم كردستان، حظي بترحيب واسع من قبل الأطراف الوطنية، وفتح الباب واسعاً لتسوية القضايا العالقة بين الإقليم والمركز، ودليل على أن الخلافات لم تكن بتلك الصورة المهولة، التي كانت تصوّر للمواطن، فقد إقتصر الإتفاق على ثلاثة نقاط بسيطة واضحة: أن تعطي الحكومة المركزية للأقليم 500 مليون دولار، ويعطي الأقليم يومياً 150 ألف برميل، ويُكمل رئيس الأقليم المفاوضات مع بغداد، بضمانة وزير النفط.

الإتفاق يفتح الطريق لحلول شاملة دستورية عادلة، وعند حساب النفط المُصدر من كردستان، يمكن للحكومة أن تسترجع المبلغ خلال45 يوم، وهذا ما يوفر سنوياً بحدود 80 مليار دولار، ويمد جسور الثقة بين الطرفين، بعد سنوات من التصعيد وإفتعال الأزمات والشكوك، والمعروف أن السيد العبادي والتحالف الوطني والقيادة الكوردية، حريصون على تفعيل الإتفاق وتجاوز الخلافات.

العراق اليوم بحاجة الى تعزيز وحدته الوطنية ورص صفوفه الداخلية، وهو يواجه معركة مصيرية مع داعش، والإتفاق لبنة لبناء الوحدة الداخلية.
الإتفاق تم بتوجهات عراقية مخلصة، ولم يتعرض للتدخلات والضغوط الخارجية، إدراكاً المصلحة الوطنية العليا، وعامل أساسي في نجاح المفاوضات، معرفة الآثار الوطنية والإقتصادية، ومن هنا نستطيع القول: أن القيادات العراقية قادرة على حل مشاكلاها بعيد عن الغرباء والضوضاء، وكان للثقة المتبادلة بين المتحاورين، بسبب الخلفية التاريخية والتحالفات الإستراتيجية، وتم أكتشاف أن المشكلة مصطنعة ولا تحتاج الى كل ذلك التهويل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك