المقالات

العراقيون ينتزعون ثقة المجتمع الدولي

1591 01:46:32 2014-11-16


لقد اعادت الانتصارات العظيمة التي حققها العراقيون على الاٍرهاب لحد الان ثقة المجتمع الدولي بالعملية السياسية برمتها، وليس فقط في قدرتهم الذاتية على الدفاع عن انفسهم، من دون ان يعني ذلك التقليل من شان المواقف الإيجابية التي أبداها الأصدقاء والحلفاء في المنطقة والعالم بهذا الخصوص.
وأضفت الان متحدثا لقناة (بي بي سي) الفضائية على الهواء مباشرة عن طريق خدمة (سكايب):
وما كنا نشهد هذه الانتصارات، وما كانت لتتحقق لولا؛

اولا؛ فتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي والتي أوقفت الانهيار بسبب التمدّد السريع والمفاجئ الذي حققه الارهابيون وقتها.
لقد اعترف بدور الفتوى في إيقاف الانهيار الشامل، أعداء العراق قبل أصدقائه، بل حتى الارهابيون انفسهم أُجبِروا للاعتراف بذلك رغماً عنهم.

ثانياً؛ الصمود المثالي والثبات المشهود لأهالي (آمرلي) والذي اندهش له العالم برمّته، حتى سرت انتصاراتهم على الارهاب، وبامكانياتهم المتواضعة، مسرى المثل الذي يُحتذى.
لقد كان انتصار (آمرلي) على الارهاب وتحريرها لنفسها، بداية كل هذه الانتصارات، فكان حجر الزاوية، ولذلك فلها يعود الفضل المعنوي والروحي على كل مناطق العراق الاخرى التي تعرضت او لا تزال تتعرض للارهاب، ففي (آمرلي) تحطمت أسطورة الارهابيين فتوقّف تمدّدهم، وعلى صخرتها تحطّمت الهزيمة والجبن والتخاذل والخيانة.

ثالثاً؛ استجابة العراقيين لفتوى الجهاد الكفائي والتي تجلت بالحشد الشعبي العظيم الذي تحول مع الوقت الى ما يشبه الجهاز العصبي والعمود الفقري في المنظومة الأمنية والدفاعية والعسكرية العراقية.
لقد تحدى الحشد الشعبي اعتى حروب الدعاية السوداء التي شنها الارهابيون واذنابهم وحواضنهم ضده، إنْ بالتشكيك او بالطعن بالولاء والانتماء، او بالتوصيفات الظالمة، فان عزيمته وثباته واصراره على مواجهة الاٍرهاب في مثل هذه الظروف هو الذي منحه إعجاب العالم به، وحاجة الآخرين له، ومنهم حواضن الارهاب الفعليّة.

رابعاً؛ التغيير السياسي الإيجابي الكبير الذي شهدته العملية السياسية والذي غيّر المعادلات الوطنية لصالح العراق الذي كاد ان ينزلق الى هاوية الفشل ونُعلن عن شهادة وفاته لو لم نشهد هذا التغيير الوطني الاستراتيجي، وذلك بسبب سياسات الخلف التي تبنّت استراتيجية صناعة الأزمات مع الجميع ظناً منه بانّه سيتمكن بها الافلات من نهايته المحتومة مدى الدهر، وتلك هي سياسة الطغاة المستبدين عادة، الذين يعتمدون على ملأ فاسد ووصولي ونفعي.

خامساً؛ خطط السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي في مجال مكافحة الفساد المالي والاداري، خاصة في المنظومة الأمنية والعسكرية، والتزامه بها واصراره على إنجازها، والتي ساهمت في اعادة هيكلتها وكذلك اعادة النظر في الخطط الأمنية والعسكرية التي اعتمدها خلفه وفريقه والتي اثبتت اخيراً فشلها وعدم قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية.
ان اصراره على محاربة الفساد المالي والاداري بما يساهم في اعادة هيبة الدولة ومؤسساتها، وفي ظل ظروف أمنية وسياسية قاهرة، منحه، وفريقه الحكومي، ثقة المجتمع الدولي الذي بات ينظر الى كل ذلك من ارهاصات المرحلة الجديدة التي دشّنها العراق الجديد بعد ازاحة العقبة الكأداء التي حاولت التشبث بالسلطة على حساب المصلحة العليا للبلاد.

سادساً؛ ولا ينبغي بالمطلق ان نتجاهل التلاحم الوطني الذي شهده العراق في حربه ضد الارهاب، سواء بين مختلف مكونات المجتمع العراقي او بين السياسيين انفسهم او بين بغداد وإقليم كردستان، حتى اختلطت دماء العراقيين جميعاً واموالهم وممتلكاتهم وإمكانياتهم وهم يحاربون الارهاب.
ان ذلك وغيره من العوامل التي ساهمت في تحقيق الانتصارات المتلاحقة الاخيرة على الاٍرهاب، أعاد ثقة المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، بالعملية السياسية وبقدرة وكفاءة العراقيين في الحرب على الارهاب من دون الحاجة الى اي تدخل عسكري بري ومِن قِبَلِ ايٍّ كان.
ولقد ترتب على اعادة الثقة هذه تصميم واشنطن وحليفاتها على الاستمرار في مساعدة العراق في حربه على الارهاب وزيادة انواع الدعم العسكري والتعاون الأمني والاستخباراتي مع بغداد واربيل ما سيساهم في التعجيل بتحرير كل شبر من ارض العراق من دنس الارهابيين ورميهم خلف الحدود وتشريد مَنْ خلفهم من أنظمة ارهابية واجهزة استخبارات ومافيات المال والاعلام والتي يقف على رأسها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية ومؤسّسته الدينية المشعوذة والمتخلفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك