المقالات

التغيير ثورة قد تفسدها السياسة

1315 19:13:28 2014-11-12

كل الشعوب على وجه الأرض، عندما تتعرض للظروف الغير طبيعية، تلجأ إلى خيار الثورة، هذه الثورة تأخذ أشكال عديدة، تارة تكون ثورة إدارية أو اقتصادية أو اجتماعية، وحسب العلة، أو تنحية الحاكم الظالم من خلال الثورة المسلحة، ونتائج معظم الثورات، تنتج التخلص من الانحراف، بشكل جذري أو جزئي. 

العراق كبلد انتقل من الديكتاتورية إلى الحكم الديمقراطي، عاني من سقطات كثيرة، كانت تودي به كبلد، وقد اجتمعت أسباب عديدة، في كل ما حصل، أبرزها النزعة الإنفرادية، التي سيطرت على بعض قياداته، وضعف البعض الآخر، في مواجهة تلك النزعة، بسبب مصالح خاصة أو انحياز حزبي أو فئوي، وعندما وصلت الأمور إلى نقطة مفصلية، حيث احتل الإرهاب ما يعادل ثلث البلد، وانعدم الأمن بشكل مرعب، في كل أجزاء الوطن، وسيطر ألفساد والمفسدين على مفاصل الدولة، وتحكم مجموعة من الفاسدين والفاشلين بمقدرات البلد وثرواته. 

تصدت المرجعية لعملية التغيير، وبإسناد ومشاركة قوى فاعلة في الساحة، عانت من التهميش والإستهداف، وحصل التغيير ألمنشود، لكن لم يستمر كما يتضح، ولم يكتمل بكل فصوله كي يثمر، فالخطوات التي تمت لحد اللحظة، لم تستطيع أن تعيد الثقة للشارع العراقي، بالحكومة الجديدة، كون الشارع لم يلحظ لحد الآن، اثر جديد يلامس حياة المواطن بشكل مباشر. 

أما ما يتحقق من انتصارات ضد الإرهاب، فلا يمكن أن يحسب للحكومة الجديدة كليا، لوجود مجاهدي الحشد الجهادي، الذي يقودهم قادة لا علاقة للحكومة بتنصيبهم، هم مجاهدون سابقون لبوا نداء المرجعية للجهاد الكفائي.  أما القوات الحكومية الرسمية، فمازالت تدار من قبل نفس القادة، الذين تسببوا بكل ما جرى، وهذا الحال ينطبق على الوزارات ودوائر الدولة المختلفة، فمازال المفسدين والفاشلين بنفس مواقعهم السابقة، ويعملون على إخفاء ملفات فسادهم أو معالجتها. 

الآمر الذي يجعل المواطن العراقي، يشعر بالخوف من إبقاء هؤلاء، كجزء من صفقة، قد تعقد بين القوى السياسية فيما بينها، أو بين بعضها وبين هؤلاء، خاصة وأن المواطن تعود، من بعض القوى السياسية هكذا صفقات، كانت السبب الرئيس فيما وصلت إليه الأمور، من تعقيد وتشابك، يحتاج التعامل معه بروح الثورة لا بروح السياسة. 

أن استثمار التغيير، وتفعيلة بكل مفاصل الدولة، يؤدي إلى نجاح عملية الإنقاذ، خاصة في وزارتي الدفاع والداخلية، والمفاصل القيادية فيهما، حيث توجد لو بيات خطرة، يصل إمتداد بعضها للمجاميع الإرهابية، والتعاون أو العمل ضمنها. 

كذا هناك مؤسسات على صلة غير مباشرة بالأمن، هي الأخرى تحتاج للتعامل السريع معها، وتنظيفها من براثن الفساد، أما إبقاء هذه الملفات تحت رحمة السياسة، والاتفاقات فهذا يعني فقدان التغيير لمقوماته، والإبقاء على الأمور كما هي، فالوقت بكل الأحوال، لصالح الانحراف والفساد، خاصة وان الفاسد يجيد ممارسة كل الوسائل، للإبقاء على موقعه، أو على الأقل الإفلات من الحساب، مطلوب ثورة جديدة لاستثمار التغيير، قبل أن يفقد بريقه لدى المواطن العراقي، ويخسر القائمين عليه ثقة الناس..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك