عانت الشعوب الإسلامية والعربية الكثير من الاحتلال، ودفعت أثمان باهظة، تتضاعف مع مرور الوقت، ومن أعظم جرائم الغرب ضد هذه الشعوب المتخلفة، التشويش على قادتها المخلصين، بطرق وأساليب خبيثة، تنطلي على أصحاب العقول الراجحة، في بعض الأحيان، فكيف بمن يقرر ويقيم على أساس (سمعت ويقولون)، بلا تدقيق أو تمحيص أو تفكير.
عبد المهدي المنتفكي شخصية سياسية كبيرة، من أسرة علمائية معروفة بالكرم والتدين، حيث كان لوالدة السيد حسن، ديوانا يجتمع إليه شيوخ ووجهاء العشائر، وفي هذا المضيف توحدت العشائر، لتقف بوجه الاحتلال العثماني، الذي لم يتمكن من إخضاع قضاء الشطرة لسلطته، وكذا من هذا المضيف، انطلقت شرارة مقاومة المحتل البريطاني.
في هذه المضيف ترعرع السيد عبد المهدي، ومن ثم سافر إلى النجف ألاشرف، ليدرس العلوم الإسلامية، فدرس المنطق والفقه وكتب التفسير والحديث، بعدها تولى وزارة المعارف في حكومة جعفر العسكري الثانية ، وتمكن من النهوض بالوزارة، ووضع الخطط، التي من شأنها أن ترفع من مستوى التعليم، هذه الانجازات، أضافت لشخص السيد عبدالمهدي ميزة أخرى، جعلته يتربع على قيادة الشارع العراقي، وخاصة مناطق وسط وجنوب العراق.
لذا تجاوز الحدود التي يسمح بها المحتل البريطاني، والتي تقضي بعدم السماح لوجود قائد شيعي، خارج التقليد يجمع عليه الشارع الشيعي، لذا تمت فبركة قضية طرده للمعلم الطائفي أنيس النصولي، وتم تأليب الشارع، بما فيه بعض الشيعية ضد السيد عبد المهدي، والانتقال بالقضية إلى أروقة مجلس الأمن، والهدف إيقاف مد السيد عبد المهدي المتنامي.
ويعيد التاريخ نفسه، لتلفق قضية من نوع آخر، ضد ولده السيد عادل، الذي ينتمي لتيار إسلامي معروف، بتاريخه الناصع في مقاومة النظام الديكتاتوري، وكذا وجود الشخصيات العلمائية في صفوفه، ويقف على رأسه السادة أل الحكيم، تلك الأسرة التي تحظى بمقبولية كبيرة، في الشارع العراقي بكل مكوناته.
مما يعضد العقلية العلمية للسيد عادل، ويمنحه حرية كبيرة في التخطيط، وإعادة بناء العراق، الذي دمرته مغامرات النظام ألبعثي، مما جعل المحتل الأمريكي، يستشعر خطر السيد عادل على مستقبله في العراق، حيث أن المحتل الأمريكي، وان ترك العراق ظاهريا، يسعى للإبقاء على حاجة العراق له، في كل المجالات، ويريد استمرار حالة الفوضى في كل الملفات، ليبقى البلد ضعيف، كي لايأخذ موقعه الطبيعي في المنطقة والعالم، ووجود شخصيات من أمثال السيد عادل، يعرقل هذا التوجه.
لذا كانت قضية المصرف ، التي هي جريمة جنائية، كان للسيد عادل وحمايته الدور الأبرز، في إلقاء القبض على الجناة، وإعادة الأموال المسروقة، بشهادة من حاول إلصاق التهمة به، وبحمايته قبل أن يوحى له من قبل المحتل بفبركة القضية، وطرد اللواء عبدا لكريم خلف، بطل صولة الفرسان، وخلاف رئيس الحكومة في حينه مع وزير الداخلية، كلها جاءت لرفضهم تغيير مسار التحقيق ضد السيد عادل.
تلا قف البعض هذه الحادثة، للقدح بشخص السيد بلا تدقيق أو تمحيص، ليعيد التاريخ نفسه مع الابن، كما حصل مع الأب، في محاولة إزاحة المخلصين من الساحة، بطرق خبيثة، تنطلي على السذج بسهولة...
https://telegram.me/buratha