المقالات

عاشوراء (12) والاخيرة السنة الثانية

1074 22:02:48 2014-11-06


{اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي اَللّـهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ}.

انّه شرفٌ ما بعده شرف ان ينتمي المرء الى الحسين (ع) والى قِيَمِهِ ومبادئه، والى شهداء كربلاء الذين سطّروا اروع الملاحم الخالدة في القيم النبيلة، فكلُّ شهيدٍ من شهداء عاشوراء نورُ هدى يهدي الى قيمة عظيمة من قيم الانسانية بأبعادها الرّبانية المتألقة، ولذلك يحق لشيعة الحسين (ع) ان يشكروا الله تعالى على ما هداهم الى الاصطفاف مع قيم عاشوراء النبيلة، على العكس ممن يتفاخروا بانتمائهم او تبنّيهم للنهج الأموي الذي مثّل يوم عاشوراء كل معاني الدناءة والخسّة والانحطاط، كما يفعل البعض، فتراه يتجاهل الذكرى بكل طريقة ممكنة، ظَنّا منه بأنّ ذلك سيقلّل من قيمتها، ناسياً او متناسياً بانّ الأحرار في العالم يمرون عليها ويحيونها رغماً عن انفه وعن أنف النهج الأموي الذي رسمه الطلقاء وأبناء الطلقاء عندما نزوا على السلطة بالضدّ من إرادة الناس، وقبل ذلك بالضّد من إرادة رسول الله (ص) الذي اخبرنا بان الله تعالى حرّم عليهم الخلافة.

وليس المقصود بالتشيّع للحسين (ع) هو الانتماء العقائدي فحسب، وإنما المقصود به الولاء له والميل الى جانب مظلوميته ضد الظالمين بغضّ النظر عن دين الانسان او مذهبه او خلفيّته الثقافية وما الى ذلك، فكم من الأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والزعماء السياسيين والكتاب والعظماء الذين انتصروا للحسين (ع) وهم على غير دينه؟ وكم من أدعياء الدين والإسلام والتشيّع واجهوا الحسين (ع) وكل ما يتعلق به من دون ان يعطوا لانتمائهم اليه بالهوية أيّة قيمة؟.

انّ شكر الله تعالى على نعمة الإحساس بعِظَم الرزيّة وخطر الجريمة الأموية على الاسلام والمسلمين، بل على البشرية وعلى كل معاني الانسانية. يستدعي الانتباه الى واقعنا في كل آن لنحذر من تكرار الجريمة، والا ما فائدة إنكار جريمة التاريخ مع تكرار جريمة الحاضر؟ ماذا ينفع ان استنكر جريمة عاشوراء عام للهجرة في كربلاء وانا أكرر الجريمة اليوم إنْ بالفعل او بالكلمة السيئة او بالاعلام التضليلي؟ ماذا ينفع ان استنكر الجريمة الأموية التاريخية وانا اتبنى جرائم أموية تمارسها عصابات الارهابيين في العراق مثلا او في سوريا او في اي بلاد من بلاد المسلمين؟.
ان استنكار جرائم الماضي اذا لم يكن دافعا لاستنكار جرائم الحاضر لا فائدة ترجى منه أبداً، ولذلك ورد في النص اعلاه الدعاء لله تعالى بثبات قدم الصدق مع الحسين (ع) وهي إشارة الى إمكانية زلل القدم عن خط الحسين (ع) ونهجه اذا كانت القدم كاذبة ومدّعية.

لقد مثّلت كربلاء مائز بين خطّين، خط الحق وخط الباطل، خط العدل وخط الظلم، واذا كان احفاد النهج الأموي اوفياء له بتكرارهم لجرائمه البشعة كما يفعلون اليوم في مختلف البلاد العربية والإسلامية، والتي كانت آخرها جريمتهم البشعة في حسينية الأحساء بالمنطقة الشرقية في الجزيرة العربية، عندما هجموا بأسلحتهم على أنصار الحسين (ع) العزّل في احدى الحسينيات، فاستشهد عدد منهم وأُصيب اخرون، فلماذا لا نكون نحن اوفياء لنهج الحسين (ع) في كل حركة وسَكَنةٍ؟ لماذا لا نجسّد نهجه عليه السلام في علاقاتنا الاجتماعية وفي العلاقة مع الاخر وفي أخلاقياتنا وفي كل شيء؟ الم نخاطب الامام بالقول؛ يا رحمة الله الواسعة؟ فلماذا تضيق صدورنا من بعضنا ولا يتحمّل بعضنا البعض الاخر؟ لماذا هذا التمزّق والانشقاق والصراعات الثانوية التي تُذهب بريحنا وتفتّت قوانا في مواجهة التحديات العظيمة التي تواجهنا؟.

لماذا يتّحد أنصار الطلقاء ويجتمعون على باطلهم، ويختلف أنصار الحسين (ع) ويتفرّقون عن حقّهم؟!
تعالوا جميعاً نصعد سفينة الحسين (ع) بعد ان ندع كل ما يفرّق صفوفنا على الساحل، لنخلق جبهة قوية قادرة على مواجهة التحديات، خاصة تحدي الاٍرهاب الأموي الأعمى الذي شوّه سمعة الدين الذي استشهد الحسين (ع) من اجل ان يحفظه لنا نقيا خالصاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك