المقالات

عاشوراء (11) السنة الثانية

1248 02:17:36 2014-11-06

{اَللّـهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ}.

انّ الذي قتلَ الحسين بن علي عليهم السلام يوم عاشوراء في كربلاء كان واحداً، ولكنّ الّذين هيّأوا له الظرف والحال كانوا أمّة، فالذي شايع وبايع وتابع كلّهم شركاء بدم الحسين (ع).

كما ان من يرضى بالجريمة او يبرّر لها شريكٌ بدمه عليه السلام كذلك، ففي الحديث الشريف {إذا عُمِلت الخطيئة في الأرض كان من شهِدها فكرِهها، وقال مرة؛ أنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها}.

ان هذا النّص الوارد في زيارة عاشوراء يحرّض على التذكير بأفعال القوم من اجل ان لا تتكرّر الجريمة لانّ الذي ينسى يعمد الى نفس الفعل وإن ْبعد حين، ولذلك فعندما سمع امير المؤمنين (ع) أصحابه يسبّون أهل الشام منعهم من ذلك قائلاً {إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ، وَلكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ، وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ}.
انّ السّب لا يغيّر من الامر شيئاً كما انّه لا يؤثّر في الذي تأثّر بالمنكر، فضلاً عن انّه لا يترك أثراً حتى في الذي يُمارس هذا الفعل ضد المجرم، واقصد به السّب.

ان الغرض من إنكار الخطأ هو السّعي لتنبيه فاعله لعلّه يقْلع عنه، او تنبيه من تأثّر به فقد يغيّر رأيه فلا يعود يمتدحُه او يتبنّاه مرّة اخرى، او انّه محاولة من مُنكِر الخطأ للانتباه وعدم الوقوع فيما وقع به الآخرون.
ولقد حدد أمير المؤمنين (ع) الغرض من ذكر افعال القوم، والتي هي:

الف؛ الصواب في القول، والذي يحتاج لتحقيقه الى معرفة عقلية المتلقي وطريقة فهمه للامور، وهو ما ذكرته الاية المباركة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
باء: الابلاغ في الاعذار، فليس المطلوب هو ان تقول فيسمع، أبداً، فذلك قد يكون جهد العاجز، إنّما عليك ان تبذل كل ما في وسعك من جهد معرفي لتصوّب العُذر في الهدف، فتترك أثراً، الامر الذي يتطلّب منك ان تكونَ على اطلاع دقيق بافعال القوم، اذ كلّما عرضت تفاصيل اكثر كلّما كان أعذارُك أصوب واكثر أثراً.

والان؛ هل يفعل السّب أيٍّ من هذه التأثيرات؟بالتاكيد كلّا وألفُ كلّا، بل العكس هو الصحيح فانّ الكثير من المخطئين تأخذُهم العزّة بالإثم اذا ما تعرّض للسّب، كما انّ الكثير من المتأثّرين يميلون اكثر فاكثر الى الظّالم اذا ما تعرّض للسّب، هو او الظالم لا فرق، ربما ليس حباً به وإنما عناداً ليس الا.
امّا ذكر أفعال القوم الظّالمين فانّه أصوب في محاولة التأثير والإصلاح، خاصّة اذا كان الحوار في إطار العقل والمنطق، فاذا لم يرعوي الظّالم بمثل هذا الأسلوب، فانّ الذي يتأثر به سيُعيد حساباته في اغلب الأحيان، وقد يتأثر بالكلام، طبعا هذا اذا كان الغرض من إنكار المنكر هو للإصلاح وليس للتشفّي مثلاً او ما الى ذلك.

لقد وظّفَ أهل البيت عليهم السلام هذا المنهج في كل الزيارات الواردة عنهم وخاصة لسيد الشهداء الامام الحسين (ع) وذلك لتحقيق العبارتين الواردتين في كلام أمير المؤمنين (ع) الا وهما (أصوب) و (أبلغ).

ولا يشذّ النّص الذي صدّرنا به المقال والوارد في زيارة عاشوراء عن هذا النهج، فهو يذكّر بهويّة كل الذين شاركوا في قتل السبط الشهيد (ع) يوم عاشوراء لتنبيه المتلقّي الى حقيقة الجريمة ومراحل تنفيذها على يد النظام السياسي الظالم والمنحرف، النظام الأموي.
انّ من واجبنا فضح جرائمهم لنتحدّى جهدهم الرّامي الى تبرئة الطاغية ابن الطلقاء يزيد بن معاوية من فعلته الشنيعة في كربلاء، انّهم يبذلون كل ما بوسعهم ويوظّفون كلّ ما عندهم من مالٍ واعلامٍ وفتوى لتبرير (جهله) بالجريمة او ما يصفونه بغضبه لعنه الله عندما سمِع بخبر استشهاد السيط (ع) وكأنّه كان جاهلاً بالأمر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك