المقالات

الإشاعات حول بغداد ومخطط التقسيم

1578 18:30:24 2014-10-24

سلسلة من التصريحات الأمريكية, وعلى مستوى شخصيات عسكرية هامة في البنتاغون, والتي أكدت بان التنظيم الإرهابي بات يتمدد ويقترب من تخوم العاصمة, حتى وصل الأمر إلى التأكيد الأمريكي, بان الدواعش على بعد 15كيلو من قلب بغداد! وقبلها كانت قصة اقتراب الدواعش من مطار بغداد , لولا القدرات الأمريكية الجبارة التي ردت كيد الدواعش, كما روجت الماكنة الإعلامية الأمريكية وقنوات العهر العربية .
بنفس الوقت لم يكن هناك أي شيء على الأرض, وتم تكذيب هذه التصريحات من قبل الجهات الحكومية العراقية, والنتيجة صدمة الشارع من نهج أمريكا الغريب!

سلسلة من الإشاعات يتم إطلاقها من قبل قم الهرم الأمريكي,اوباما وكيري ودمسي, كلها تدعم الجانب الإرهابي (داعش), مع إن الجانب الأمريكي قام بمسرحية كبيرة , من تحشيد القوى العالمية ضد داعش, وتشكيل تحالف دولي , والقيام بعشرات الضربات الجوية ,للقضاء على داعش, وكان المنتظر من العمليات الجوية إن تحد من حركة الدواعش, فكيف يصرح الأمريكان أنفسهم بهذه الإشاعات ؟إلا تدلل على فشلهم المدهش! فكيف بأكبر القوى العالمية تخسر حربها إمام تنظيم إرهابي محدود؟ وهل أمريكا بهذه السذاجة؟

أمريكا بهذه الإشاعة تنسف جهودها, فهي تعلن الحرب ضد داعش, فكيف تعلن إن داعش بات قريبا من بغداد؟ إلا يعني هذا إن هناك مخطط تسير به القيادة الأمريكية, لجعل عصابات داعش تتمدد وتمسك الأرض, وما التحالف إلا غطاء حماية, ويهدف لفتح ثغرات داخلية عبر إشعال فتيل الأزمة بين الشيعة والسنة, كي تسلك من هذا الباب داعش, وتسيطر جغرافيا, بحيث تكون داعش كيان يمنع تواصل محور روسيا وإيران في المنطقة.
الدواعش يقومون باستعراضات عسكرية لقواتهم تمتد لساعات, وطيران قوات التحالف الدولي تختفي, فلا ضربات ولا صواريخ, فقط يتم ضرب قوات الحشد الشعبي باعتبار الخطأ! وهذا الخطاء لا يتجه نحو الدواعش! مما يعطي فكرة عن طبيعة العدو الحقيقي, وهي أمريكا, تسعى بقوة لتحقيق شيء معين تريد حدوثه, والإشاعات وسيلة للضغط على الحكومة العراقية. 

داعش وظهورها السريع يذكرنا بالقاعدة وبداية ظهورها , وكلاهما كانت أمريكا هي الدافع لإيجاد هذه التنظيمات الإرهابية, لتحقيق جملة من الأهداف, أهداف تسويقية لصناعة الأسلحة, والتي تحتاج دوما لفتح أسواق لها, لذلك تقوم الأجهزة الاستخبارية بصنع فتن, وأزمات, وحروب, واقتتال داخلي. وهدف إستراتيجي وهو تقسيم المنطقة إلى أقاليم ودويلات صغيرة, متحاربة متصارعة مع بعض, التقسيم على أساس الطائفة والقومية والدين, مما يجعل أهل المنطقة تحلم بالعودة لتقسيم سايكس بيكو, فما كان بالأمس خطاءً يصبح اليوم حلم العودة إليه!
والتقسيم كي ينطلق يحتاج إن يبدأ من بغداد, فهي الباعث لكل جديد ,لكن بغداد محمية بقوة من الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.
أمريكا كي تحقق غايتها عملت على أكثر من محور, المحور الأول تهيئة الأرض لداعش, ومحور بث الخوف والتهويل خطرها, ومحور ثالث عبارة عن دعم التفجيرات في بغداد وتكثيف حصولها, والمحور الأهم في إثارة الفتنة بين الشيعة والسنة ,ومحور السعي لدعم المفسدين كي تبقى الفوضى, خلطة من بواعث الشر حتى تحين ساعة الصفر, ويأتون بوحشهم, يقضم الأرض وتنطلق شرارة التقسيم من بغداد . 

ألان بان زيف ما يقولون, فقوات الجيش مدعومة بقوات الحشد الشعبي تسيطر على حزام بغداد , ولا وجود لأي خطر يهدد العاصمة.
لكن يجب إن نتعلم من الدرس جيدا, ونؤسس لهيئات إعلامية ترد الإشاعة في مهدها, هيئات تفكك الإشاعة وتتبع أصلها, وتصنع الكلمة المضادة, ذات التأثير الكبير, ثم معرفة وقت ومكان إطلاقها, لتحقيق الغرض المنشود, مع الاهتمام بتشكيل فرق الرد على الإشاعة بإشاعة مماثلة معاكسة في التأثير.
فالحرب ليست عسكرية فقط, , بل إعلامية أيضا,أن الإشاعات تأثيرها مدمر, فالإشاعات تصنع واقع جديد, وكما قال توماس كارليل (التاريخ ليس سوى عصارة الإشاعات).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك