المقالات

ماهي الابعاد الحقيقية وراء تخفيض أسعار النفط العالمية من قبل الولايات المتحدة والسعودية

819 00:27:25 2014-10-17

تؤكد المصادر الخبرية ان مشروع ميزانية العراق المستهدفة لعام 2014 يبلغ حجمها 150 مليار دولار، وهي الأعلى في تاريخ العراق ، وأشارت تلك المصادر إلى حجم الميزانية هي الأعلى في تاريخ العراق بين الميزانيات السابقة وسيبلغ 174.6 تريليون دينار عراقي (150.1 مليار دولار) على أساس احتساب سعر للنفط قدره 90 دولارًا للبرميل الواحد، حيث يتوقع أن يصل حجم الصادرات النفطية للعام المقبل إلى 3.4 مليون برميل يوميًا. وأوضح أن الميزانية المقبلة تزيد على سابقتها لعام 2013 بحوالى 36 تريليون دينار (30 مليار دولار). ويذكر أن الدولار الأميركي يساوي 1160 دينار عراقي حاليًا. ولكن الأهم من ذلك كله هو الانخفاض المتواصل في أسعار النفط العالمية في مؤامرة يشترك في تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية لتنفيذ أغراض سياسية دنيئة ؟

وقد وصلت الاسعار الحالية الى مستويات متدنية يدق معه جرس الانذار للحكومة العراقية حيث يتداول سعر برميل نفط برنت اليوم في حدود 85 دولار ويتوقع هبوطه الى 77 دولار أي 13 دولار أقل عن السعر المستهدف 90 دولار في ميزانية 2014 وهذا ما يزيد قلقنا في عدم اتباع الحكومة العراقية سياسة اقتصادية حكيمة في كيفية مواجهة النقص المفاجئ الذي سيطرء على الميزانية في حال حصول انهيارات في اسواق النفط العالمية ليعود بنا التاريخ عندما انخفضت أسعار النفط من 38 دولار للبرميل الواحد الى 8 دولار !! ولمعرفة الغاية من تخفيض الاسعار الحالية نوجز مايلي : 

أولا : ان فشل الحصار الاقتصادي الذي اعتمدته الولايات المتحدة ضد كل من روسيا و الجمهورية الاسلامية وحلفائهما في المنطقة جعلها تفكر في ايجاد طرق عقابية أكثر ايلاما ضد حلفائها ومن هذه الطرق هي التلاعب في أسعار النفط العالمية لتركيع هذه الدول بالضغط عليها اقتصاديا ومن أهم هذه الاساليب هي تخفيض اسعار النفط الى مستويات متدنية جدا قد تصل حتى دون السبعين دولارا وذلك لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض في كل من هذه الدول علما ان هذا مثل هذا الاسلوب استخدمته الويلات المتحدة ايام الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي والصين ، وقد ساعد الحظر النفطي الأمريكي على تشلي عام 1973 الجنرال بينوتشه في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الاشتراكي سلفادور الليندي . 

ثانيا : ان تخفيض الاسعار سيفاقم من آثار العقوبات و يزيد الضغط على الجانب الروسي للحصول على تنازلات مهمة في الملفات السياسية العالمية كسوريا وجورجيا وهو محاولة أخرى على عودة تصدير الغاز الروسي وانسيابية تصديره الى الدول الاوربية بالاسعار القديمة ، وهذا ما يرفضه الرئيس بوتين جملة وتفصيلا. 

ثالثا : اجبار المفاوض الايراني بتقديم تنازلات حقيقية في جميع الملفات الداخلية والخارجية المتعلقة بالعراق ، سورية ، لبنان ، البحرين والقضية الفلسطينية وذلك بممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية كتخفيض اسعار النفط التي تؤدي الى اضعاف الاقتصاد الايراني وتساعد على تقليل قدرة ايران من التوسع الخارجي بتقديمه المساعدات المالية واللوجستية للدول المتحالفة معها خاصة سورية والرئيس بشار الأسد الذي تصر السعودية على اسقاطه وجعلت ذلك شرطا على الولايات المتحدة قبل الموافقة على تخفيض اسعار النفط وتعويض الولايات المتحدة بجميع الخسائر الاقتصادية المرتقبة ! ومما زاد الطين بله هو الرفض الايراني الأخير بالتعاون مع امريكا والدول الاوربية لتعويض النقص الحاصل من الغاز الروسي والذي اعتبرته الولايات المتحدة حلفا روسيا ايرانيا ضدها.


رابعا : ان استخدام سلاح تخفيض اسعار النفط سيؤدي الى اجبار الحكومة العراقية بتقديم المزيد من التنازلات للولايات الأمريكية والتي بدورها تريد ارضاء الدول الداعمة للارهاب و الكرد والسنة وعودة أزلام النظام الصدامي البائد . 

خامسا : بعد ايقاع العراق بخسائر فادحة من جراء تخفيض اسعار النفط سيتم ربطه بصندوق النقد الدولي وتكبيله بالديون والفوائد المستقبلية التي ستنهك الاقتصاد العراقي على المدى الطويل وهذه سياسة استعمارية يتعمدها صندوق النقد الدولي بالتنسيق مع الولايات المتحدة تحت عنواين المساعدات والقروض وما شابه ذلك . 

على الحكومة العراقية والبرلمان الانتباه الى حجم هذه المؤامرة الجديدة باعادة صياغة موازنتها الجديدة وتخفيض حجم الانفاق المقترح والعمل الجاد بزيادة الصادرات بالتطوير السريع في حقول أبار النفط والغاز وتنويع مصادر الدخل وتشجيع الاستثمارالصناعي والزراعي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك