وضع الانبار محير ويبعث على الشك والريبة،منذ نصب خيم الاعتصام في الطريق السريع ،وما اعقب هذا الاعتصام من مشاكل وجرائم وارهاب،لكن حتى ذلك الحين واهالي الانبار ونوابها لم يتزحزحوا عن مواقفهم الداعمة لمطالب ساحات العز والكرامة، كما كان يحلوا لهم في حينها.
ومع تعدد التسميات التي كان يطلقها القائمين على الاعتصام المدفوع الثمن والولائم،ومع جرائم اختطاف الجنود وقتلهم وغدرهم،لازمت الحكومة جانب التهدئة مع ما كانت تواجهه من استنكار وشجب من جميع شرائح ابناء الشعب العراقي التي كانت تطالب بانهاء مهزلة الاعتصام ،لانها مقدمة لفتنة يقف ورائها المتطرفين من اتباع تنظيم القاعدة وبقايا البعث الصدامي ومتعهدي الفتنة الطائفية من العرب المستعربة.
ولم يخطر ببال احد من اهل الانبار،ان ما يحدث في مدينة النخوة والكرامة لا يمت الى تاريخها العشائري الكريم ولا الى ضيافة شيوخها ونجدنهم،انما اعمال دخيلة باطلة يراد منها خلط الاوراق وتمزيق جسد البلد الواحد،لكن للاسف انطلت الخدعة على الالاف ممن كان يحضر صلاة الجمعة وكان يردد هتافات القاعدة والموت للشيعة وقادمون يا بغداد.
اليوم الانبار خائفة منكسرة تبحث عن ابنائها فلم تجدهم،وتتنخى بهم فلم تسمع لهم جوابا،وتطلق صرخات الاستنجاد فلم يستصرخها غير ابنا العراق الشرفاء من الوسط والجنوب مع من ثارت بهم نخوة الحمية من عشائر الجغايفة وشمر والبو ريشة الابطال.
اليوم الرمادي تبحث في ساحات العز عن بقايا رجولة فلم تجد غير خيم ممزقة وذكريات مؤلمة،اندثرت بفعل الرياح والغبار وعار الخيانة للعراق وعشائره ونخوته ،ومع صوتها المبحوح من اثر النحيب تسال.. اين الالاف التي كانت تتوعد بالقتل والزحف الى بغداد،اين الرجال الذين كانوا يمزقون حجاب السماء برعونة الطائفية وصوت الفتنة البغيض اين الذين يتباهون برجولتهم عندما وقفوا ضد الامريكان بمعركة مشرفة..كيف غابت قيم الرجولة ..وهل يعقل ان تختفي قيم الرجولة والنخوة والكرامة.
ان الانبار ليست هي ....ولا اهلها هم...لان من يعرف ابناء الانبار يعرف انهم اصحاب نخوة وحمية ،ولا ينامون على الضيم او الذلة، ويعرف انهم رجال لا ينتخون بغير نخوة ارضهم وعشائرهم ،ولا يستعينون بالاجنبي حتى لو لم تبق الا النساء.
ان بامكان الانبار واهلها اعادة كتابة التاريخ من جديد مع ابناء جلدتهم من ابطال القوات المسلحة والحشد الشعبي ،ورفض دخول القوات الامريكية ،وان الخوف من الدواعش ليس له ما يبرره ،خاصة وان الرمادي ليست مدينة صغيرة حتى يستهين اهلها بقوتهم وسطوتهم ،بل هي مدينة كبيرة وفيها من السكان ما يزيد على المليون والنصف مليون نسمة ،مقابل حفنة من المرتزقة والاوباش وبائعي الدم والعرض.
اذا كانت امرلي المدينة الشيعية التركمانية الصغيرة ،قد صمدت اكثر من 80 يوم امام عتاة المجرمين والزناة والموتورين،فان من المخجل ان تتداعى الرمادي خوفا ورعبا بكل عشائرها وجيشها امام الدواعش المرعوبين،الا اذا كانوا منقسمين على انفسهم ،ولا يعرفون هل هذه العشائر مع العراق ام مع داعش.
https://telegram.me/buratha