قبل أكثر من أربع سنوات،بدأت الأوضاع السياسية في العراق تسير باتجاه التازيم وخلق الفجوات بين مكونات الشعب العراقي،ولم تنفع جهود المصالحة الوطنية وملايين الدولارات من راب صدع المجتمع،الذي بدا يتوسع باطار طائفي، شجعت عليه أطراف داخلية وخارجية،من اجل مصالح وحسابات طائفية وانتخابية.
ولم يتوقف الأمر عند حدود التازيم،بل امتد على مدار السنوات الاربع الماضية الى خلق الازمات والاعتياش عليها،سواء من قبل الحكومة،او من قبل اطراف في الحكومة تدعي المعارضة والتهميش والإقصاء،ادى الى تداعيات كبيرة أصابت المجتمع العراقي بمقتل وتسببت بانهيار الوضع الأمني وانعدام الخدمات وتراجع في كافة الملفات.
هذا الافتعال للازمات والاعتياش عليها،لم يقدم للبلد غير المزيد من التراجع ومزيد من التمزق في اللحمة الوطنية والتنافر بين السلطات الثلاث،لان امور البلد تدار وفق التركيبة السكانية ،وبالتالي فان هذه التركيبة منحت السلطات لمكونات الشعب العراقي"القومية والطائفية"،ومعها تزايدت الفجوة،وكثرة الخلافات،ولم يمر يوم دون ازمة ودون مشكلة ،فكان البلد يدور في افلاك مشاكل الرئاسات الثلاث،دون ان يكون للشعب حق في زمن الازمات.
ان المرحلة الحالية التي جاءت على أنقاض المرحلة السابقة ،تتطلب من الجميع مغادرة إرهاصات ومشاكل الزمن الماضي،خاصة مع التغيير في الرئاسات الثلاث الذي دعت اليه المرجعية الدينية العيا،ومع الدعم الدولي والعربي والإقليمي والمحلي الذي حظيت به الحكومة الحالية .
ان التوافق بين الرئاسات الثلاثة،من شانه ان ينسحب على الوضع السياسي برمته في البلد،ومن شانه ان يبدل احوال البلد من حال سيء ومتازم الى حال من الاستقرار والوئام ،خاصة وان معظم مشاكل العراق سياسية اكثر منها امنية،وقد وصلنا الى حالة من الاستنزاف السلبي ،وبات من الضروري على الجميع استخلاص الدروس والعبر من تجربة السنوات الماضية ومن الاحتماء بالأطراف الأخرى ،التي لم تجلب للبلد غير الموت والدمار.
ان أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين يجب ان تكون من الماضي،ونحن نعيش توحد مكونات الشعب العراقي في اروع تلاحم ،وهي تدافع عن الأراضي العراقية المقدسة ضد تنظيم داعش الإرهابي،كما هو الحال في الضلوعية وامرلي والرمادي وفي سامراء وبلد والدجيل ،بعد ان انكشف غطاء النوايا السيئة والجهات التي تقف ورائها،وبعد ان اختلطت دماء جميع مكونات الشعب العراقي في خندق الدفاع المقدس ضد العصابات الاجرامية.
ليس معيبا ان يحذو قادة الكتل السياسية حذو أبناء الشعب العراقي في مغادرة الأزمات،لكن المعيب ان يستمر بعض القادة السياسيين بمنهج اثارة الازمات والبحث عن المناصب والمغانم والاحتماء خلف الحدود.
https://telegram.me/buratha