عندما تترقب الإحداث، وتتابع المواقف، تصل إلى حقائق، تحتاج منك إلى دقة ووعي وضمير حي، لتقيم الأحداث على حقيقتها، وإلا فأن التلاعب بالوقائع من أيسر وأسهل الأمور، خاصة في منطق الصحراء، والتاريخ العربي الإسلامي شاهد على التزوير والتزييف، الذي حصل فيه، وكيف تمكن المؤرخ من تغيير الحقائق، وطمس اغلبها، لتذهب من المسلمات لدى المسلمين، حتى رفع شأن ووضع أخر.
نستمع ونقرأ ألان لبعض الساسة، ما يحاكي الأمس بدرجة كبيرة، لغايات وأهداف، لا تختلف عن ذاك الزمن كثيرا، إيران البلد الجار للعرب، والذي يشترك معهم بأكثر من رابط، كان قبل نجاح الثورة الإسلامية، قبلة الحكام العرب، ولا يحلوا لهم الاستجمام إلا في ربوعه.
لكن عندما غيرت السفارة الصهيونية بالسفارة الفلسطينية في طهران، ومد يد العون لحركات التحرر في العالم، إبتداءأ من فلسطين إلى لبنان، لتصل مساعداته لا بعد دولة فيها مسلمين، تحول إلى العدو الأول، وغفرت جميع ذنوب إسرائيل.
لعل آخر النغمات التي يحاول الأعراب وأسيادهم، ترسيخها في العقل الإسلامي والشيعي بالخصوص، أن إيران دولة فوق التشيع، وتعمل على تسخير التشيع لبناء إمبراطوريتها الفارسية في المنطقة. لذا فأن إيران عندما دعمت انشاء حزب الله في لبنان، لغرض تحرير الأرض اللبنانية، المحتلة من الصهاينة، كانت تريد من ذلك، ضم الجنوب اللبناني لتوسع به طهران.!
عندما قدمت مساعدتها للمسلمين في يوغسلافيا، واستقبلت مئات الآسر، الهاربة من جحيم الغرب، الذي اتحد ضد المسلمين هناك، كانت تطمح لضم سراييفو، لحدود إيران لتتسع الإمبراطورية الفارسية. عندما قدمت أشكال الدعم للفلسطينيين، كانت تهدف لتحرير فلسطين وجعلها مقاطعة تابعة للإمبراطورية الفارسية..! عندما فتحت أبوابها للاجئين من أفغانستان والشيشان، كانت تريد أن تفرض إرادتها على المنطقة..!
هذا ما تمكنا من إحصائه من المساعدات الإيرانية للمسلمين السنة.
أما فتح حدودها، وإيواء مئات الألوف من أبناء الشعب العراقي، من الكورد والشيعة وحتى السنة، ولسنوات طويلة كانت تهدف لاستخدام هؤلاء، ورقة ضغط على نظام البعث، لذا فتحت أمامهم أبوابها، ووضعت أمامهم خيارات عديدة، البقاء في إيران أو السفر للخارج أو قتال النظام أو الدراسة..!
كذا مساعدة إيران للشعب العراقي، أثناء الحصار الغربي ألبعثي عليه، وصدور فتوى تحريم شراء التمر العراقي، من قبل التجار الإيرانيين، وكذا فتح إيران لسفارتها في العراق بعد الاحتلال مباشرة، والسماح للعراقيين الدخول لإيران بالهوية الشخصية، وتزويد العراق بالكهرباء والمشتقات النفطية، رغم كل العراقيل التي كانت توضع من قبل المحتل، وأذناب النظام في الحكومة العراقية بوجه هذه العملية، كلها تهدف لدعم تأسيس الإمبراطورية الفارسية..!
لذا يجب الحذر من إيران، التي ترفض أن تدور في فلك أمريكا، ولا ترضى الخضوع لإرادة المستكبر، وتدافع عن المستضعفين، وتدفعهم للمطالبة بحقوقهم، والثورة بوجه الحكام المستكبرين.
إيران دولة فوق الإسلام فضلا عن التشيع، تريد أن توجد نفسها من عدم.! فعمقها الحضاري يمتد لآلاف السنين، وعمق أعدائها أمريكا ومشايخ الخليج، الحضاري بعمق الحضارة الصهيونية في فلسطين، وأرضها الواسعة تحوي من خيرات، مالا تمتلكه أي من صحارى الخليج، التي تهدف لخدمة الإسلام والمسلمين..! فمن يريد من يستخدم الإسلام، ومن يريد من يخدمه، يا أولى الألباب..؟
https://telegram.me/buratha