المقالات

جو بايدن وكشف المستور

1192 16:24:17 2014-10-07

يمكن لنا متابعة التاريخ لنقرأ في صفحاته ماتمربه المنطقة الان من ازمات وحوادث حيث لم تكن قد مرت بمثل هذه الايام من عدم الاستقرار يهز كل دولها وقلق يسود شعوبها من الاعمال الارهابية التي تذبح العشرات وارتفاع حصيلة الضحايا يومياً والمفقودين والمعوقين وسفك دماء الابرياء والتهجير القسري وتهديد حياة ابناء المدن والمناطق المختلفة وطبعاً سوف لن تبقى في حدود المنطقة فقط انما سوف تمتد الى مناطق ابعد اذا ما بقيت الحكومات الوطنية مكتوفة الايدي وعاجزة في مواجهة الازمة وعبور المحنة وان يقف العالم يتفرج معهم دون ان توضع حلول اساسية وهي من مهمات دول المنطقة وشعوبها اولاً واخراً وضرورة الابتعاد عن الحلول الترقيعية التي نراها لم تزيد الطين إلابلةً ويجب ان تتوحد الرؤى من اجل وضع استراتيجية سريعة لايقاف زحفها وانتشارها وثم القضاء على هذه العصابات المجرمة والتنظيمات البعيدة عن الانسانية والدين وتجفيف منابعها قبل فوات الاوان.

ان الارهاب الاسود الذي نراه اليوم في الكثير من البلدان بدأً بالتوسع والتحركات المشبوهة التي اخذت ترهب شعوبها ولاتنفع معها العمليات الاستعراضية التي نشاهدها وتقوم بها دول التحالف (والمتهمة بعضها في دعم هذه الجراثيم) في قصف مواقع محددة لان قصف بعض الاماكن عن طريق الجو تحت ذريعة محاربة الارهاب لاتحد من نشاطات هذه العصابات بل العكس قد تساعد على تكثير هذه الجماعات مادامت قيادة تلك العمليات ليست بيد البلدان المبتلية والتي تتحرك هذه التنظيمات على اراضيها (على قاعدة اهل مكة ادرى بشعابها )ولانستنتج من هذه العمليات إلا اطالة امد الحرب ولتأديب تلك العصابات لخروجها عن الخطوط الحمر واهداف تلك القوى الامبريالية .

ان الحرب ضد الارهاب في اي بلد يجب ان يكون من مهام قيادة وشعب ذلك البلد وعلى عاتقه وبمشاركة البلدان الاخرى اذا طلبت بشكل رسمي وعبر مجاريها الطبيعية ووفق ماتملي عليهم القرارات والقوانين التي تصاغ في المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ومجلس الامن وضمن الاطر التي تقرها.كما ان بلدان المنطقة هي التي تعرف من هم الارهابيين والجهات التي تقدم الدعم لهم واماكن تحركهم. ويجب ان يكون لهم الدور الريادي لقطع اوصال تلك العصابات لا ان تأتي قوة عسكرية من بقاع الدنيا تجهل طبيعة الارض والعدو للقضاء عليه. والارهاب له منابع مختلفة واذا اردنا القضاء على هذه الافة علينا ان نبحث عن الايدلوجيات والاموال والتسليح والتحركات الانسانية التي تقف خلفها من اجل شل تلك المنابع وقطعها.

ان العمليات العسكرية التي نشاهدها الان في محاربة الارهاب لاتمثل شئ ولايمكن من خلال قصف عربة تحمل عدد من المعتوهين اوضرب منشات نفطية او هدم البنية التحتية المهمة بشكل مقصود لاتعني الجدية في مكافحة هذه القوى الشريرة مادامت لاتجري وفق خطط مبرمجة مع البلدان المعنية مثل القيادات العراقية والسورية ويجب الضغط على كل من قطروالامارات والسعودية لوقف دعمها لهذه العصابات وتهاون تركيا في منع ورود وغلق الحدود بوجه هذه الزمرمن المرور والعبور الى العراق وسوريا وقد اشارنائب الرئيس الامريكي جو بايدن واتهم فيها دولاً حليفة للولايات المتحدة بينها انقرة بتمويل وتسليح منظمات ( ارهابية ) في سورية وهي مصرة على اسقاط النظام في سوريا (رغم اعتراض الرئيس التركي على ذلك الاتهام وطلب رسمياً الاعتذار للحكومة التركية )وما كان للرئيس اردوغان في اخذ الموافقة من مجلس الشعب التركي في المشاركة البرية في الحرب الى جانب التحالف الدولي وخروج القوات خارج الحدود إلاجزء من الاستمرار في المحاولات لاسقاط النظام السوري والتدخل في شؤون بلدان الجوار (وليس ببعيد ان يكون العراق المستهدف الاخر من هذه العمليات والمخططات وجزء من العملية المقصودة) ومن دعم المنظمات الخارجة عن القانون في بلدان الجوار التركي وقد كان الرئيس اردوغان قد نوه عنها اخيراً وفي مناسبات مختلفة لتلك الاطماع التوسعية.

وقد اعترف بهذا الخطأ و ذكرها جو بايدن بكل وضوح في جامعة هارفرد في 2 اكتوبر 2014 بالنص( لقد شن الحلفاء حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا الملايين من الدولارات وعشرات الاطنان من الاسلحة للذين يقاتلون الحكومة السورية واكد على تورط الحلفاء العرب المباشر مع المجموعات الارهابية العاملة في سوريا ).وهذا اتهام واضح لامريكا ايضاً بكونها على علم بكل الامور وتعرف مصادر انطلاق ودعم هذه المجموعات الارهابية.ويمكن فك اللغز من خلال الحكم عن غاية اربعون دولة بكل هذه الامكانات اللوجستية والاستعدادت العسكرية عن وما هي الاستراتيجية الطويلة الامد التي رسمتها كما تدعي من اجل تقسيم المنطقة والسيطرة عليها وهنا يقف المحللون في حيرة من امرهم لان معالم الحرب غير واضحة ولايمكن الاستنتاج بسهولة والحكم في الامر إلا ان يتعلق بدول المقاومة والممانعة وحذف هذه القوى من امام خطط القوى الكبرى لانها معيقة لاستراتيجياتهم للسيطرة على المنطقة وغصب خيراتها والعبث بها وفي ما تملي عليهم مصالحهم واطماعهم والتي تريد الهيمنة على سيادتها واستقلالها ومنافعها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك