لا يجد اي متتبع منصف ،صعوبة في تاشير حالات الكيل بمكيالين،التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية ،اتجاه الدول واتجاه القضايا المصيرية لدول العالم المختلفة،فهي في الوقت الذي تقف بالضد من دولة معينة على قضية محددة ،نراها تغض الطرف عن دولة مجرمة مستهترة حيال قضية مصيرية ،لها علاقة مباشرة بمستقبل واستقرار الدول الأخرى.
والأمثلة التي تتعاطى بها امريكا بانتقائية كثيرة ،وتكاد تكون قريبة من بعضها البعض في الزمان والمكان ،فهي تغض الطرف عن جرائم حقوق الانسان التي تنتهكها حكومات البحرين والسعودية وتركيا،نراها على الطرف الاخر تجيش الجيوش وتقود التمرد في دول تدافع عن ابنائها من هجمات العصابات الاجرامية والتكفيرية ،وكما هو الحال في سوريا وايران والعراق.
والامر الغريب،هو ان امريكا تعلم بجرائم اصدقائها،وتعلن انها تعلم بهذه الجرائم ،لكنها في الوقت ذاته ترفض اتخاذ اي قرار من شانه ان يؤدب هذه الدول او يمنعها من تكرار جرائمها او تفرض عليها قيود او عقوبات مالية او اقتصادية او عسكرية ،وهذه العقوبات هي السلاح الامريكي الاكثر استخداما،لكن ليس لمن بينها وبينه عقد زواج دائم ،انما تتخذ مثل هذا السلاح ضد الدول التي لا تدخل بسهولة في بيت الطاعة الامريكي.
وواضح ان علاقة امريكا بمثلث الشر والاعتداء والموت والقتل ،والمتمثل بتركيا العثمانية والسعودية الوهابية ودويلة قطر الارهابية ،انما ينطلق من اساس واحد وفروع متعددة تتعلق بكل دولة على حدة ،والاساس هو ان هذه الدول لها علاقات استراتيجية مع امريكا ،وهذه العلاقات قائمة على خدمة المشروع الامريكي، وتنفيذ مطالبه سواء من الجوانب الاقتصادية التي لها علاقة بالنفط واسواق الاستهلاك الاخرى ،او في الجوانب العسكرية ،والتي تتمثل بتنفيذ الاجندات الامريكية واثارة المشاكل في المنطقة وتوريد الاسلحة والمعدات الامريكية ،وغير بعيد عن الجوانب العسكرية هو تواجد القواعد الامركية في هذه الدول المذكورة.
ان بقاء شهر العسل بين امريكا والدول الثلاث المعنية ،لن ينتهي قريبا طالما ان الاقطاب والمحاور انتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي ،وطالما ان امريكا هي الشرطي الوحيد في العالم،كما ان هذا التحالف سيستمر طالما بقيت هذه الدول على علاقة جيدة مع اسرائيل وفي خدمة الحاخامات وطوع امرهم،ولا اظن ان هذا التحالف سيتلاشى طالما بقيت هذه المنطقة المصدر الاساس للطاقة والاقتصاد والنفط،ولا اعتقد ان بوادر الشماتة بانهيار هذا التحالف ستكون قريبة طالما بقيت العقلية الامريكية الحاكمة تعتمد التفرقة وزرع النفاق الشقاق والعداء بين دول العالم.
ان على الاطراف التي تنتظر انهيار عقد التحالف بين هذه الدول ،ان تتحمل تبعات خلافها مع امريكا ،او مع هذه الدول متحدة او منفردة ،لان هذا الانتظار سيؤدي الى مشاكل سياسية واقتصادية ،وسيؤدي الى نقص في الانفس والثمرات،لكن النتيجة في النهاية هي التحرر من قيود ومن التبعية والانبطاح والترمل.
https://telegram.me/buratha