المقالات

داعش تقصف بِطوب أبو خزامة..!

1301 00:12:06 2014-10-05

ما حدث في عهد العثمانيين من نزاعٍ طائفي؛ يحدث اليوم، وكأن عقارب الساعة عادت إلى الوراء! فبينما كان المتشددين من السنة يتبركون بِمدفع"طوب أبو خزامة" كونه حرر بغداد من" الصفويين" ولم ينظروا إلى أخوانهم الشيعة، وهم مُقطعة أشلائهم بِقذائف المدفع؛ نجد في عهدنا من يتبرك بِسكين الدواعش، وهي تذبح الأبرياء العُزل.

لم يختلف" طوب أبو خزامة" عن سكين الدواعش، فكلاهما آلة قاتلة، وصاحبهما واحد؛ فإذا كان" العثمانيون من إستخدم المدفع في حربهم ضد"الصفويين" لإنقاذ أهل السُنة كما يزعمون فهم اليوم ؛ داعمون لمشروع داعش في قيام ما يسمى" دولة الإسلام في العراق والشام" حتى الرمق الآخير، وإذا كانت الأخيرة سنت السكين لِذبح الشيعة المكون الاكبر في العراق، فهذا تنفيذاً لرغبة أسياد أوردغان..! اللافت في الماضي المروع، والجديد المُفرع؛ ظاهرة التبرك بأسلحة دمرت البلد، وسفكت الدماء، وهذه الظاهرة تأثرت بالمد الخارجي، على إعتبار أن الدولة العثمانية هي الحامية الأولى عن السُنة في العراق، وهذا المدفع هو المُنقذ لحمايتهم من بطش الصفويين والشيعة!

إستقبال المتشددين من السنة، وبعض عشائر(العزة والكرامة!) للدواعش، وإعلانهم البيعة، وإسنادهم بالمال والبنون، لم يكن وليد اللحظة؛ بل كان له جذور تأريخية، تقف عند هذا الإستقبال المُهيب لقتلة أبناء الشيعة، والمكونات الأخرى، فداعش لاتختلف عن العثمانيون؛ فهي أيضاً حامية لأبناء السنة، وجاءت لإسترجاع"الحقوق المسلوبة" ومُحاربة أعدائهم الشيعة!

لا نبريء المتشددين من الشيعة من التخندق والإنغلاق على أنفسهم؛ وكثيرٌ منهم من ينظر إلى السُنة بأنهم داعش، ولا يستثني بِذلك صغيراً ولا كبيراً، معتدلاً أو متعصباً، ولو صح الأمر بيده؛ لقصف المدن التي تتواجد بها داعش بالأسلحة المحظورة دولياً، ولا يرحم بذلك طفلاً رضيع، أو إمرأة تضع حملها، أو سُنة مغلوب على أمرهم، وإستسلموا لظروفهم المجتمعية، وأصروا على البقاء في مدنهم دون اللجوء الى بقعة آمنة من خطر داعش، وتقاليد حكمها الوهابي.

كثيرٌ من كان لايميز بين الإعتدال والتعصب، والعشائر التي بايعت داعش، ورحبت بـ (دولة الخلافة) والتي رفضت ذلك، ووقفت موقفاً بطولياً في مواجهتها؛ أو بين" عثمان" وهو ينقذ أبناء الشيعة في فاجعة" جسر الأئمة" وذلك الذي يُفجر الجسر لِيشل حركة الناس؛ أو بين المرأة الشجاعة"أمية" وهي تقاوم الإرهابين بالسلاح، وتلك التي تفجر نفسها في حشدٍ من الناس؛ فالنظرة واحدة عند المتشددين في المذاهب في رؤية الطرف الآخر كعدو لدود، دون النظر كونه شريك في أرض، وبلد واحد. 

"طوب أبو خزامة" والتبرك به؛ دلالة تأريخية واضحة على التشدد والتبعية الموجودة في نفوس المتشددين الذين تغزلوا بالعثمانيين، وجعلوهم ولاة أمورهم، وهم أنفسهم وقفوا اليوم مع داعش في إرتكاب المجازر؛ فالأخيرة يعتبرونها المُنقذة من حكم الشيعة الروافض..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك