لعبت تركيا على مدار السنوات الاخيرة،دورا سلبيا في توظيف علاقاتها وقوتها مع العرب ،وتحديدا مع العراق ،رغم كل الفوائد والعوائد التي تجنيها الدولة العثمانية ،من امدادات النفط ،ومن استيراد الخردة والبضاعة التركية. وطوال هذه السنوات،فان اردوغان ودولته،لم يتعاملوا مع العراق وفق مبدا حسن الجوار،بل كانوا يتعامل معه بفوقية واستهتار ،مستغلا الأوضاع المأساوية التي يعيشها العراق،خاصة بعد سقوط نظام صدام في عام 2003،حيث ان اردوكان ودولته اصبحوا البيئة والحاضنة للمجاميع الارهابية، والقتلة والمجرمين،وشهدت انقرة واسطنبول ،اقامة العديد من المؤتمرات المعادية للعراق وشعبه وتجربته الديمقراطية،بل ان اردوكان وفي اكثر من مناسبة،تحدث بلسان طائفي طليق ،فاق جميع من تحدث بهذا النفس من العراقيين الذين ياويهم ويبذل العطاء لهم.
تركيا واردكونها لم يتوقفوا عند حدود التدخل المباشر في الشان العراقي، ودعم القتلة والارهابيين ،بل عمد الى قطع المياه عن العراق ،وعن سهوله ووديانه ،وتسبب بعطش وادي الرافدين ،وتجفيف انهاره بطريقة عدوانية خالصة،مما ترتب على هذا العمل،اثار سلبية ،بيئية واقتصادية واجتماعية.
ان الوقوف بوجه تركيا عسكريا في الوقت الحالي،امر غير وارد ،بسبب الهجمة الارهابية التي يعاني منها العراق وشعبه، وبالتالي فانه مشغول بما هو اهم ،ولكن يمكن التعامل مع اردوكان،بنفس الطريقة التي يتعامل هو بها مع جيرانه ،وسقيه بنفس الكاس التي يسقي منها الدول التي لا يتماثل معها.
ولان اعداء تركيا في المنطقة اصبحوا كثر،فهذا يعني ان بامكان هؤلاء ان يثيروا المتاعب لاردوغان وحزبه وجمهوريته المترنحة ،سواء في الجوانب العسكرية او في الجوانب الاقتصادية،ولان العراق معني اكثر من غيره بتجاوزات تركيا ،فان بامكانه ان يتخذ جملة من الخطوات الحاسمة ،في الجوانب الاقتصادية ،خاصة وان تركيا تعتمد على العراق في تصريف بضاعتها المتعبة ،حيث تبلغ صادرات تركيا الى العراق سنويا، وقبل احتلال الموصل، اكثر من 12 مليار دولار،وهو مبلغ كبير تحتاجه تركيا في ترميم وضعها الاقتصادي المتهالك،ولعل الامر الاكثر ضررا على تركيا،هو وقف التعامل النفطي واللجوء الى منافذ اخرى لتصدير منتجاتنا النفطية ،وكذلك رفض التعامل مع الشركات الاستثمارية التركية ،وتفضيل شركات الدول التي لها علاقات جيدة مع العراق.
الامر الاكثر ضررا على تركيا،والذي يمكن ان تقوم به مخابرات الدول العربية،وبالاستعانة بالكرد،هو اعادة فتيل النزاع بين حزب العمال وبين تركيا،من خلال دعم تطلعات الكرد الاتراك للانفصال،وتوفير المال والسلاح والتدريب لهم، وبالضبط كما يفعل حزب اردوكان في توفير الملاذات الامنة للدواعش والقتلة والارهابيين.
ان على العرب ان لا يتركوا اردوكان يتحرك بحرية واريحية في عواصمهم،وان عليهم ان يبحثوا عن نقاط ضعفه،خاصة وان الاموال والارهابيين اكثر البضائع التي يستطيع العرب تصديرها،وبالتالي فان مسوغات العرب ووعاضها متوفرة من اجل اطلاق الفتاوى التي بامكانها ان تحول نهار اردوكان الى جحيم لا يطاق.
https://telegram.me/buratha