كثير من دول العالم، مرت بانتكاسات معينة، وظروف قاهرة، أوصلت بعضها إلى العدم، كما في الصومال مثلا، وأيضا ليبيا اليوم، وبعضها تمكن من تسخير هذه الظروف، ليتسلق سلم التقدم والتطور كما في الجمهورية الإسلامية.
العراق بعد التغيير، كان إمام فرصة كبيرة للنهوض، وإعادة البناء، لولا فشل الساسة الذي استلموا مفاصل الحكم، ممن لا يجيدون إدارة الحكم، لإحداث النهضة، بل لجأ هؤلاء الساسة إلى الطرق التقليدية في الإدارة، وتمكن منهم حب السلطة، والتشبث الأعمى بكرسي الحكم.
هذا دفع بهم إلى التفكير بحكم البلد، دون التدبر بكيفية البناء، فكانت الأولوية لديهم في صنع لوبيات، مؤيدة لهم وصنع حلقة خاصة بالحاكم، وتقريب الفاشلين والانتهازيين والفاسدين، لغايات شخصية بحته، تمكنهم من تحريك هؤلاء كما يشاءون، الأمر الذي دفعهم لإبعاد المخلصين والناجحين.
اليوم بعد أن تمكنت المرجعية، مع الساسة السائرين في نهجها، من تغيير الحاكم الفاشل والطامع، هناك فرصة أخرى أمام من تولوا زمام الأمور، إذا لم تستثمر فالواقع يحدث عن انهيار، لا رجعة فيه للبلد، وهذا يفرض حكمة وحنكة وتجرد.
الخطوة الأولى في اختيار شخصيات قادرة على جمع الأضداد، وفي جميع مفاصل الحكومة، شخصيات تستطيع أن تقود ثورة، لمعالجة مخلفات الحكومة السابقة المدمرة، وبنفس الوقت تقدم خدمة في مجال عملها، وتحافظ على القوانين والأموال، هكذا شخصيات موجودة وبكثرة، لكن تحتاج لمن يبحث عنها بصدق.
هناك المجاهدين ممن أثبتت التجربة اليوم، قدرتهم على إدارة المواجهة مع الإرهاب، وهو التحدي الأكبر للعراق ألان، لذا وضع هؤلاء على رأس الأجهزة الأمنية وقيادة العمليات، يحقق الهدف، رغم أن التوافق قد يعرقل، لكن على الأقل حصص التحالف الوطني في هذه الأجهزة، يكلف بها هؤلاء، وعدم اللجوء إلى محاصصة داخل التحالف.
كذا بالنسبة للهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، هناك شخصيات مستقلة وموظفين ذوي خبرة في كل الاختصاصات، لديهم قدرة على التصدي الناجح، لكن ربما بعضهم بعيد عن الأحزاب، لذا يفترض على رئاسة الحكومة، والتحالف الوطني البحث عن هؤلاء وتكليفهم بإدارة هذا المواقع، بعيد عن المحاصصة، وهذا مطلوب على الأكثر من التحالف الوطني كما أسلفنا، على اعتبار أن الحكومة هي حكومة التحالف الوطني.
أما البقاء على الحالة السابقة، بمنح هذه المواقع للحزبيين والمقربين من قيادات الأحزاب، على اعتبار أن المناصب هي تشريف وغنيمة، تمنح للمقربين بغض النظر عن خبرتهم وقدرتهم، فهذا يعني إعادة التجربة السابقة، لكن بوجوه مختلفة.
أن المسؤولية التاريخية التي ينهض بها التحالف الوطني، تفرض عليه التعامل مع الأوضاع، بتضحية وحكمة وحنكة، وابسط هذه التضحية هي التضحية بالحصص الداخلية في التحالف، وتوزيع المواقع لذوي القربى، فالتحالف اليوم مسئول عن العراق، شاء أم أبى فهو يتحمل الفشل، فضلا عن كون المتضرر الأول من الفشل، الأغلبية التي يمثلها التحالف الوطني، فهل نرى نقلة في تفكير قادة التحالف، أم على القلوب أقفالها....
https://telegram.me/buratha