تسارعت الأحداث بشكل غريب بعد أحداث العاشر من حزيران،بعد سقوط الموصل وبعض مناطق صلاح الدين والرمادي بيد عصابات داعش،وحدث ما يشبه الزلزال في معنويات الجيش والشارع العراقي،لان ما حدث أمر لا يصدق،خاصة وان الهزيمة التي تسبب بها الخونة والمتخاذلين،جرت فصولها وفق سيناريو غير متكافئ لا عددا ولا عدة، وكانت موازين القوى تصب لصالح الجيش العراقي.
ولان الانكسار كان كبيرا على الأرض وفي نفوس العراقيين،كان لا بد من من ردة فعل اقوى،تعيد رسم الخارطة من جديد،وتطلق أضواء الأمل والشجاعة في عتمة الليل والخوف التي تسبب بها حفنة من الجبناء والمتخاذلين وعديمي المسؤولية ،فكانت فتوى الإمام السيستاني بضرورة الجهاد الكفائي بلسما وداءا لكل العلل والاوجاع التي نزفت في الموصل وصلاح الدين والرمادي وكركوك وحزام بغداد.
وجاء تاثير مفعول الفتوى سريعا في صفوف القوات الامنية وابناء الحشد الشعبي الذين تمكنوا من اعادة موازين القوى الى حقيقتها،وفرضوا رسم واقع جديد،تمثل في اعادة مسك الارض،والحاق الهزائم بالدواعش والارهابيين والبعثيين والمتحالفين معهم،رغم كل القصور والخلل الذي رافق عمليات التشكيل والمشاركة الفعلية.
ان الواقع يقول،ان فتوى الامام السيستاني،واستجابة ابناء العشائر،وتصاعد الروح القتالية لابناء قواتنا الامنية،ووقوف العديد من الاصدقاء الى جانب الشعب العراقي،كانت عوامل كفيلة بتغيير موازين القوى،وكانت مقدمة لتطهير كامل التراب العراقي،رغم ان الحاجة كانت ولا زالت حقيقية الى تسليح قواتنا الامنية بما يتلائم وطبيعة المعركة،وتفعيل الجهد الاستخباري،ومنع تدفق جرذان الارهابيين،ووقف الدعم المالي والمعنوي والاعلامي.
ان تسارع الاحداث ،ودخول الامريكان ومعهم اكثر من اربعين دولة كطرف اساس في المعركة ضد عصابة داعش، امر يحتاج الى تنفس بعمق من اجل الوصول الى حقيقة ودوافع هذا التحالف ،وحقيقة الحاجة اليه ،وطبيعة العلاقة التي تربط امريكا وحلفائها من جهة ،والعراق من جهة اخرى،واسباب قبول الدول الارهابية في التحالف،ورفض مشاركة ايران المعنية بالامر اكثر من غيرها.
ان وجود تحالف دولي ضد داعش والعصابات الاجرامية وبهذا الحجم،امر جيد رغم انه جاء متاخرا،ولكن وكما يقولون ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي ،لكن لمن تاتي ،وهل ان من أتى جادا في معالجة العدو،ثم اذا كان الامر يتعلق بواقع ومستقبل العراق،لماذا تقبل امريكا دخول بعض الاطراف التي كانت حتى وقت قريب ممولة وحاضنة لهذه العصابات، في وقت ترفض مشاركة ايران التي تعتبر حليف اساس للعراق وشعبه ولم يسجل عليها اي شائبة بما يتعلق بدعم الإرهاب.
ان مراجعة معطيات التحالف الدولي حتى ألان،لا تؤشر اي تقدم في مجال القضاء على داعش وتمددها،بل ان عصابة داعش وجدت من الحرية والمساحة في ظل وجود تحالف امريكا ،ما لم تجده في مواجهة الجيش العراقي وابناء الحشد الشعبي.
علينا ان لا نثق كثيرا بامريكا وحلفائها لانها تبحث عن مصالحها ولا تبحث عن مصالح الشعب العراقي ويجب علينا ان نبقى متيقظين وعاملين بفتوى الإمام السيستاني إضافة الى الاعتماد على الأصدقاء الحقيقيين.
https://telegram.me/buratha