خطأ غير مسبوق ارتكبه السيد حيدر العبادي رئيس وزراءالعراق ،حينما تحدث في نيويورك عن مخططات لداعش بمهاجمة محطات الأنفاق في امريكا وفرنسا .
مبعث الإحراج في هذه الإشكالية لاياتي من تكذيب الخبر او نفيه من قبل البيت الأبيض ومسؤولي الإستخبارات ، وانما في حالة الإرباك والإنذار التي عاشها لساعات ملايين البشر الذين يستخدمون قطارات الأنفاق ليل نهار، مادعى بعض المسؤولين الى عقد مؤتمرات صحفية داخل محطات المترو لبث الطمأنينة النفسية لدى الجمهور...!
المشكلة التي تعاني منها رئاسة وزراءالحكومة العراقية منذ 2003، غياب المستشارين السياسيين والإعلاميين، الذين يضعون الرئيس على السكة الصحيحة ويرسمون له خطى النجاح .
ان لعنة الحزب أو شلة الأصدقاءوالأقارب الأميين والشخصيات الهزيلة المبتذلة والفاسدة ، تشكل السمة البارزة للمستشارين التي غطت ثماني سنوات من حكم المالكي ومن سبقه ايضا،وهو مانخشى ان يتكررالحال مع الأخ العبادي .
لو كان برفقة العبادي مستشارين متخصصين ، وعلى دراية بما يتوجب قوله في هذا المحفل الدولي ، لنصحوه بعدم التطرق للشأن المخابراتي على نحو علني ، لسببين الأول ان هكذا بيانات ومعلومات استباقية يتم ايصالها عبر قنوات خاصة وليس إعلانها عبر الإعلام ..!وثانيا وهو الأهم ، أننا نشكو من نقص فادح في هذا الجانب ،استغله عدونا الإرهابي في تفجيرات يومية واستباحت المدن والأرواح ..!؟
تحذيرات العبادي للإستخبارات الأمريكية والفرنسية ، كمن "يبيع الميه في حارة السقايين "كما يقول المثل المصري ، فالعقل الإستخباري في البنتاجون المتكون على شكل الدماغ البشري ، يغطي كل نصف منه ،نصف الكرة الأرضية ، ويستقبل ويحلل ستة ملايين معلومة بالدقيقة ،ترده من مليارات نقاط الإنصات ومحطات الرصد والتصوير والإستشعار ...؟ ويكفي ان نعرف بأن شركات الأنترنيت العملاقة مثل "كوكل" و"ياهو " و"الفيس بوك " وغيرها تمثل قاعدة بيانات للمخابرات الأمريكية ...!؟
ماحدث من خطأ ينبغي ان يوقظ العبادي لأمور عديدة ، وابرزها وجود دوائر استخبارات وجهاز مخابرات تخضع لأسس مهنية ومعايير الذكاء والتخصص، وتشتغل بكونها مؤسسات وطنية معلوماتية في إطار من سرية بالغة الدقة هدفها حفظ أمن البلاد ، وليس دائرة يحشر بها العاطلين والأميين من الأقارب والحزب الحاكم ...!؟
ارجو من الأخ العبادي وطاقمه الرئاسي ان لايغضب من ملاحظاتي ونصائحي كما كان يحدث مع المالكي وبطانته الفاسدة .
https://telegram.me/buratha