مما يذكره لنا التاريخ، بأن العرب كانت إذا ظهر لديها رجل، يمتلك ميزه ما، قيادة أو شجاعة أو شاعرية، كانت تسلم عليه بالإمرة، وتعمل على رفع شأنه والالتفاف حوله، والغرض إنها تفاخر به الأقوام الأخرى، لذا كانت العرب مثلا، تتفاخر على الأقوام الأخرى بالرسول الكريم، كونه ينتمي لها، رغم ما فعلته بذريته وبرسالته من بعده.!
العراق ومنذ أن شكلت الدولة العراقية، كان يعاني حالة عدم الاستقرار، لأسباب تعددت تفسيراتها، هناك من يوعز السبب إلى ظلم وتهميش الأغلبية، وأخر يذهب إلى عدم وجود قائد وقيادة.
هذا الأمر بالتحديد نحتاج إلى الوقوف عنده، لنناقش مدى مطابقته للواقع، فالشيعة وهم أغلبية الشعب العراقي، لديهم قيادة موحدة وهي المرجعية الدينية، والدليل مواقفها المشهودة على مر تاريخ العراق، حيث استطاعت أن تقود مواجهات ضد محتل أو ظالم.
لكن البعض يقرر أن المرجعية في العراق على الأغلب، لم تكن تتدخل بشكل مباشر بكل الشؤون، التي تعني حياة الناس، كالأمور السياسية مثلا، وأخر يذهب إلى أن تعدد الأديان والمذاهب، أدى إلى غياب القيادة الموحدة للشعب العراقي، لذا كانت هناك دعوات لقيادة خارج الانتماءات، وبما أن الشعب العراقي، يغلب عليه الطابع الإسلامي، لذا يفترض وجود قيادة دينية سياسية، تتمكن نيل ثقة الشعب العراقي، يمكن أن يلتف حولها الشعب بكل انتماءاته القومية والدينية.
نستطيع أن نفرز من بين قادة الساحة اليوم، قيادة قادرة على تجاوز كل التقسيمات في الشارع العراقي، وما على الشعب إلا الالتفاف حولها، ليتخلص من كل تبعات ونتائج التشرذم، هذه القيادة ممثلة بالسيد عمار الحكيم، حيث ينتمي للأغلبية الشيعية، ومن أسرة تعد احد أهم أعمدة الأغلبية، سواء علما أو جهاد ، وأيضا يحظى بقبول كل الطيف العراقي، ولا يوجد مكون من مكونات الشعب العراقي يتقاطع معه، إلا من بعض الحاسدين وأصحاب الأجندة، التي لا تريد للعراق أن يستقر.
حيث تجد عمار الحكيم الشيعي يجالس السنة، ويستمع لمطالبهم ويتبناها، وكذا مع الكورد والتركمان، ونفس الحال بالنسبة للمسيح والأيزيديين والصابئة، فقد ذهب للأنبار ولصلاح الدين ونينوى وديالى، كما زار النجف الأشرف والبصرة وكربلاء، هذا الحال مع الشعب نفسه مع الساسة، ولعل انجاز تشكيل الحكومة الحالية، لم يكن ليتحقق لولا اعتدال وإنصاف ومقبولية عمار الحكيم، كما يذكر ساسة كل المكونات ذلك.
زيارته الأخيرة لكردستان، وبرنامجها يعبر عن قيادة وطنية، تحظى باحترام وقبول الجميع، لكن تجده يلتقي مع الأحزاب السياسية، وبرلمان الإقليم ويذهب لزيارة المهجرين قسرا، يجالسهم وكأنه في بغداد أو النجف الأشرف، ويرافقه القادة الكورد بكل ثقة، وتهيأ له كل الوسائل الكفيلة بنجاح زيارته، ترى كم قائد آخر يمكن أن يحظى بهذه الثقة، ويتمكن من تحقيق هكذا لقاءات، سوى السيد عمار الحكيم، من هنا نعتقد أن الشعب العراقي، أن كان يبحث عن خلاصة فما عليه، إلا الالتفاف حول قيادة الحكيم، فهو الأقدر على العبور بالبلد إلى شاطئ الأمان، وللشعب أن يفاخر به الآخرين...
https://telegram.me/buratha