عندما نتصفح أوراق التاريخ، الذي وصل ألينا، برغم كل التشويه والتدليس الذي تعرض له، نجد حقيقة يشترك فيها كل المصلحين والقادة الكبار، وهي أنهم دائما كانوا هدف لسهام التسقيط والاستهداف، والبحث عن أي موبقة، لغرض إلصاقها بهم، فنبي الرحمة ورسول الإنسانية بأكملها، جاء بأخر رسالة، كانت خلاصة لخطاب السماء لأهل الأرض، لذا كان فيها كل خير وحذرت من كل شر،
اتهم الرسول بأنواع التهم، ساحر مجنون تارة، وتزوج فلانة بعمر ست سنوات، وغيرها من الترهات، التي دفع الإسلام ثمنها، وكذا إذا استعرضنا مسيرة آل البيت، لا نجد إمام منهم، إلا وقد حاول المنافقين إلصاق تهمة باطلة ضده، منهم من يصلي وهو سكران.! وآخر أمضى عمره في الزواج والطلاق، وآخر خرج على إمام زمانه، حبا وتعلقا بالسلطة، وهكذا.
الوقت الحاضر تجد استمرار لهذه المسيرة، رغم اختلاف أشخاص المستهدفين بالمنزلة، حيث هوجمت المرجعية ورجال الدين، بشكل لا يختلف عن ما تلقاه أجدادهم، من الدس والتزوير والتقويل، للحد الذي تم صرف ملايين الدولارات، لغرض استهداف المرجعية، وموقعها القيادي في وسط الأمة، والمؤلم أن هذا الاستهداف، يأتي من بعض من يدعي انتمائه للمرجعية، ومذهب أهل البيت.
بالأمس القريب وقبل تشكيل الحكومة، نسمع التحريف والتأويل على أشدة، في هجمة غير مسبوقة ضد المرجعية، ولما حققت المرجعية مصلحة الأمة في التغيير، وقبلها حفظت البلد من الضياع، في فتوى الجهاد الكفائي، لم ينتهي مسلسل الاستهداف هذا، بل تحول إلى همس وتلميح، وحول التهجم العلني والدس والتشهير، إلى المتصدين للعمل السياسي، من الملتزمين برؤى وأطروحات المرجعية.
نشهد اليوم هجمة ظالمة تشن ضد شخص السيد عمار الحكيم مثلا، والمجلس الأعلى وقياداته، فأي زيارة لسماحته من أي شخصية، أو أي مشروع أو حديث تتحدث به الحكومة الجديدة، يحاول هؤلاء حرفه عن حقيقته، والبداية بأن المجلس الأعلى والسيد الحكيم خالف المرجعية، من خلال إعادة توزير الشخصيات التي سبق لها أن تسلمت مناصب في الحكومة، دون الالتفات إلى نجاحات هؤلاء، وهذا تجني على المرجعية، قبل السيد الحكيم، فلا يمكن للمرجعية أن تعارض تنصيب الناجح، بل هي من يدعوا إلى ذلك، وكل وزراء المجلس الأعلى، شهد لهم القاصي والداني بالنجاح، والأمر الأخر استقبال السيد الحكيم للنجيفي، وهو نائب رئيس الجمهورية، وشقيقة محافظ الموصل الذي أراد البعض إلصاق، ما جرى في الموصل به، لغرض التعمية على المقصر الحقيقي، فالكل يعرف أن المحافظ لا يحق له التحكم، حتى بحراس مبنى المحافظة، فما علاقته بالقوات العسكرية التي هزمت بالموصل..! لسنا بصدد الدفاع عن شخص ما، ولكن هو دفاع عن وعي وإدراك الشارع العراقي.
أيضا سرت إشاعة أن المجلس الأعلى، يتبنى إصدار عفو خاص عن المجرم طارق الهاشمي ورافع العيساوي.! وكأن الحكومة ومجلس النواب والسلطة القضائية، ليس فيها إلا المجلس الأعلى، والعراق يخلوا من القيادات، إلا السيد عمار الحكيم، لذا يقرر وينفذ بمفردة، أن العزف على وتر الاستغفال، في محاولة لإسقاط القيادات الحقيقة المخلصة، هو نهج عدائي للدين والمذهب والشعب العراقي، ينبغي الوقوف بوجهه بشدة وتعريه الفاشلين، ممن لا يجيدون إلا هذه الأساليب الرخيصة، والمستهدف ارتقى سلم العلى، لان الشارع بدأ يكشف الحقائق على ارض الواقع...
https://telegram.me/buratha