يعيش العالم هذه الايام في حركة ماراثونية سريعة تشارك فيها بلدان مختلفة تحت مسميات مكافحة الارهاب (الحشد العالمي لمواجهة الارهاب) ومن ضمنها دول معروفة بتمويلها وتغذيتها لهذه الحركات بالمال والسلاح وهذه الانظمة لم تتورع في اي لحظة من تقديم الدعم لهذه المنظمات الارهابية. ومن المعروف ان ايدولوجياتها الرسمية تستمد روحيتها وروحانيتها الموبؤءة من الافكار الظلامية التي اخذت تنتشر بشكل سريع منذ اواسط القرن الماضي ذات صفات دينية متطرفة قائمة على التكفير وقتل الاخر بشكل اوسع بعد الانفتاح الذي حصل في زيادة الاكتشافات النفطية وحصول تلك البلدان على موارد مالية ضخمة حيث وقعت تحت تأثير الحركات الدينية المنحرفة بتسميات معروفة واللجوء الى بناء المساجد والجوامع في بلدان العالم تحت شعارات دينية وخيرية والتي تعتبر الداعم الاصلي لانتشار هذه الحركات في اوروبا بعد ضخها بالمشاريع والروحانيات الضالة التي تقوم بتجيش الشباب عبر وسائل دنيئة تغسل بها ادمغتهم وحشوها بأفكارظلامية وعقائد خرافية منحرفة بمساعدة منظمات صهيونية وقفت الى جانبها تحت اغطية واقنعة هدامة ومزجها بفتاوى القتل والذبح والتدميرضد ابناء المذاهب والديانات والطوائف التي لاتسير وفق مناهجهم وايدلوجياتهم وحشو عقول المراهقين منهم بالعقائد التكفيرية المتشددة ذات الصبغة الفاشية والتي في الواقع تغيب عقولهم وتطمسها في رحم تلك المؤسسات الدينية المظللة والافكار المسحوقة والمغايرة للاسلام وهذه في الواقع اخذت تكشف عنها المصادر الصحفية الغربية من خطورة هذه المؤسسات واخذت تسلط الاضواء على الكثير من الحقائق وبدأت تتحدث عنها وسائل الاعلام ومن اهمها العلاقات الغربية بالدكتاتوريات في الشرق الاوسط والتي لعبت بخبث في سبيل صعود الارهاب المتطرف والمجنون الحالي حيث عملت على تغذية انشطتها في المنطقة .
ان انغماس هذه البلدان المستمر للاسهام في دعم هذه المنظمات وتورطها في الوقوف مع الارهاب بكل اشكاله المادية والمعنوية وتشكيل المرجعيات الفقهية للسلفية (الجهادية ) هو عماد وخميرة هذه الافكار وطبعاً هذا هو الاخطر لانه يتكفل بتوليد اجيال متعاقبة من المغرر بهم وتتخذ لها مسميات وتعلفها بمستجدات جديدة . ان الشعوب الاوربية بدأت تشعر بالخطر الذي اخذ يحدق بها وتدرك بان بلدانها تتجه نحو الانزلاق بسبب نشاطات هذه المؤسسات وبلدانها التعسف التي تضلل الراى العام العالمي باكاذيب سافرة على اساس مكافحة الارهاب فتراهم يتسابقون هذه الايام في عقد وحضور المؤتمرات المسلفنة لمحاربة الارهاب ظاهراً وتمرير اجنداتها في الباطن والدعوة للقضاء عليه حتى انهم اصبحوا كرماء في البذخ وصرف المبالغ والترويج لها بينما تبقى البلدان المتضررة والسباقة بالوقوف بوجه هذه الافة خارج تلك المؤتمرات مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية لانها ترفض تحالفاتهم المبطنة وتعلم من ان بعض الدول المشاركة هي المعنية اكثر من غيرها في نشر هذه الحركات الشاذة والمطيعة لسياسات الدول الامبريالية ومناهجها وقد احست واشنطن بضرورة وجود طهران في صياغة المشاريع لدورها الكبير والمؤثر والمميز في المنطقة جاء ذلك وعلى لسان وزير الخارجية الامريكي جون كيري في سياق كلمته في مجلس الامن الدولي لدعم الحكومة العراقية في مواجهة الارهاب يوم 20/9/2014 وقد سبق لايران ان رفضت المشاركة في مثل هذه المؤتمرات.
ان التحالفات الدولية الحالية لم تأت من فراغ بل هي امتدادات للصراعات الاستكبارية والدخول فيها يضمن لهم الادوار الكبرى لتثبيت وجودها ويحجم دور الدول المناهضة للارهاب فعلاً كما انها تلطف الاجواء لغرض التسليح والخروج من الركود التي تعاني منه بعض تلك الدول وخاصة الاتحاد الاوربي التي تكابد من ازمة اقتصادية خانقة لغرض الخروج من احراجات هذه الازمة المستفحلة . ان الدول التي تدعي محاربة الارهاب عليها ان تجري اصلاحات حقيقية وجذرية واسعة وشاملة داخل المؤسسات الدينية ومراقبة المساجد والجوامع المشبوهة بكل جد وان يُتحقق من منابعها الفكرية والعقائدية الفتاكة ومصادر تموينها و مصانع التامر واعلامها المسموم . ان الامة الاسلامية بمخزونها الديني والثقافي والتاريخي لاينقصها شيئ إلا الانطلاق نحو التخلص من عوامل الجمود والكبح وتوثيق عرى التعاون الفكري المعتدل وترسيخ مفاهيمه الحقة وصد الهجمة الشرسة المشوهة للحقائق التي تستهدف وجود الامة ووحدتها الخارجة من رحم العقيدة الالهية السمحاء.
https://telegram.me/buratha