المقالات

ماراثونية المؤتمرات..تقاطع المصالح والاهداف

1046 05:46:02 2014-09-21

يعيش العالم هذه الايام في حركة ماراثونية سريعة تشارك فيها بلدان مختلفة تحت مسميات مكافحة الارهاب (الحشد العالمي لمواجهة الارهاب) ومن ضمنها دول معروفة بتمويلها وتغذيتها لهذه الحركات بالمال والسلاح وهذه الانظمة لم تتورع في اي لحظة من تقديم الدعم لهذه المنظمات الارهابية. ومن المعروف ان ايدولوجياتها الرسمية تستمد روحيتها وروحانيتها الموبؤءة من الافكار الظلامية التي اخذت تنتشر بشكل سريع منذ اواسط القرن الماضي ذات صفات دينية متطرفة قائمة على التكفير وقتل الاخر بشكل اوسع بعد الانفتاح الذي حصل في زيادة الاكتشافات النفطية وحصول تلك البلدان على موارد مالية ضخمة حيث وقعت تحت تأثير الحركات الدينية المنحرفة بتسميات معروفة واللجوء الى بناء المساجد والجوامع في بلدان العالم تحت شعارات دينية وخيرية والتي تعتبر الداعم الاصلي لانتشار هذه الحركات في اوروبا بعد ضخها بالمشاريع والروحانيات الضالة التي تقوم بتجيش الشباب عبر وسائل دنيئة تغسل بها ادمغتهم وحشوها بأفكارظلامية وعقائد خرافية منحرفة بمساعدة منظمات صهيونية وقفت الى جانبها تحت اغطية واقنعة هدامة ومزجها بفتاوى القتل والذبح والتدميرضد ابناء المذاهب والديانات والطوائف التي لاتسير وفق مناهجهم وايدلوجياتهم وحشو عقول المراهقين منهم بالعقائد التكفيرية المتشددة ذات الصبغة الفاشية والتي في الواقع تغيب عقولهم وتطمسها في رحم تلك المؤسسات الدينية المظللة والافكار المسحوقة والمغايرة للاسلام وهذه في الواقع اخذت تكشف عنها المصادر الصحفية الغربية من خطورة هذه المؤسسات واخذت تسلط الاضواء على الكثير من الحقائق وبدأت تتحدث عنها وسائل الاعلام ومن اهمها العلاقات الغربية بالدكتاتوريات في الشرق الاوسط والتي لعبت بخبث في سبيل صعود الارهاب المتطرف والمجنون الحالي حيث عملت على تغذية انشطتها في المنطقة .

ان انغماس هذه البلدان المستمر للاسهام في دعم هذه المنظمات وتورطها في الوقوف مع الارهاب بكل اشكاله المادية والمعنوية وتشكيل المرجعيات الفقهية للسلفية (الجهادية ) هو عماد وخميرة هذه الافكار وطبعاً هذا هو الاخطر لانه يتكفل بتوليد اجيال متعاقبة من المغرر بهم وتتخذ لها مسميات وتعلفها بمستجدات جديدة . ان الشعوب الاوربية بدأت تشعر بالخطر الذي اخذ يحدق بها وتدرك بان بلدانها تتجه نحو الانزلاق بسبب نشاطات هذه المؤسسات وبلدانها التعسف التي تضلل الراى العام العالمي باكاذيب سافرة على اساس مكافحة الارهاب فتراهم يتسابقون هذه الايام في عقد وحضور المؤتمرات المسلفنة لمحاربة الارهاب ظاهراً وتمرير اجنداتها في الباطن والدعوة للقضاء عليه حتى انهم اصبحوا كرماء في البذخ وصرف المبالغ والترويج لها بينما تبقى البلدان المتضررة والسباقة بالوقوف بوجه هذه الافة خارج تلك المؤتمرات مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية لانها ترفض تحالفاتهم المبطنة وتعلم من ان بعض الدول المشاركة هي المعنية اكثر من غيرها في نشر هذه الحركات الشاذة والمطيعة لسياسات الدول الامبريالية ومناهجها وقد احست واشنطن بضرورة وجود طهران في صياغة المشاريع لدورها الكبير والمؤثر والمميز في المنطقة جاء ذلك وعلى لسان وزير الخارجية الامريكي جون كيري في سياق كلمته في مجلس الامن الدولي لدعم الحكومة العراقية في مواجهة الارهاب يوم 20/9/2014 وقد سبق لايران ان رفضت المشاركة في مثل  هذه المؤتمرات.

ان التحالفات الدولية الحالية لم تأت من فراغ بل هي امتدادات للصراعات الاستكبارية والدخول فيها يضمن لهم الادوار الكبرى لتثبيت وجودها ويحجم دور الدول المناهضة للارهاب فعلاً كما انها تلطف الاجواء لغرض التسليح والخروج من الركود التي تعاني منه بعض تلك الدول وخاصة الاتحاد الاوربي التي تكابد من ازمة اقتصادية خانقة لغرض الخروج من احراجات هذه الازمة المستفحلة . ان الدول التي تدعي محاربة الارهاب عليها ان تجري اصلاحات حقيقية وجذرية واسعة وشاملة داخل المؤسسات الدينية ومراقبة المساجد والجوامع المشبوهة بكل جد وان يُتحقق من منابعها الفكرية والعقائدية الفتاكة ومصادر تموينها و مصانع التامر واعلامها المسموم . ان الامة الاسلامية بمخزونها الديني والثقافي والتاريخي لاينقصها شيئ إلا الانطلاق نحو التخلص من عوامل الجمود والكبح وتوثيق عرى التعاون الفكري المعتدل وترسيخ مفاهيمه الحقة وصد الهجمة الشرسة المشوهة للحقائق التي تستهدف وجود الامة ووحدتها الخارجة من رحم العقيدة الالهية السمحاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك