اشتكت ساحتنا السياسية منذ عشر سنوات ،غياب الزعيم الوطني الذي يرتفع فوق الإنتماء الطائفي أو القومي أو المناطقي والحزبي ، وإذا اقررنا بعدم وجود نخب سياسية محترفة لديناميكية العمل السياسي ، فأن التشتت وهيمنة النزعات الشخصية والمصلحية تكون هي الحاصل الذي يجعل الجملة السياسية في العراق الجديد ، خبر دون مبتدأ ..!
كنت ارنو لسماحة السيد عمار الحكيم وهو يرعى المؤتمر الوطني للنازحين ، ويقدم رؤيته في طرح معالجات واقعية واسعافية لأكثر من مليون عراقي يعيش حالة طوارئ قصوى بسبب الغزو الداعشي ..، وترافقا مع المبادرات الإنسانية والمساعدات العينية والمادية والمعنوية التي قدمتها مؤسسات المجلس الأعلى الإسلامي للنازحين ، بتوجيه مباشر من السيد الحكيم ، هنا تكتمل ملامح القائد أو الزعيم الوطني الذي ينشغل بإيجاد حلول للأزمات الوطنية ، وليس البحث عن مكسب سياسي .
بروز الدور المحوري والقائد للسيد عمار الحكيم في تكوين التحالف الوطني ومأسسته ، وجملة المواقف والتحركات وماتنطوي عليه من حلول نوعية ذكية في تحرير التحالف من الهيمنة الفردية أو الإستقطاب الحكومي الذي استمر لثماني سنوات ، وماترشح عن ترجمة إجرائية لخطاب المرجعية في إحداث تغيير في بنية المؤسسة السلطوية ، وتوزيع أدوارها بين شركاء الوطن والعملية السياسية ، تلك الجهود كانت تقف وببسالة وراء انبثاق حكومة حيدر العبادي ونجاحها في كسب التأييد السياسي الوطني الذي حظيت به، ناهيك عن المكسب الدولي والتحولات التي حصلت للعراق ومستقبله .
ان الدور الوطني الذي لعبه السيد عمار الحكيم والنشاط الشخصي في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، رغم ابتعادها وتصادمها مع بعضها ، وقدرته الفائقة على اقناع الشركاء وتقديم مصالح الوطن العليا ، أضفى حالة من الإطمئنان والشعور بالثقة لدى كل الأطراف السياسية التي اعطت تأييدها لحكومة العبادي ، بعد ان وجدت في تصريحات وتعهدات السيد الحكيم توجها وطنيا خالصا ، وروح تفرش آفاقها وأحلامها على امتداد الوطن العراقي .
السيد عمار الحكيم لم ينشغل بإختيار موقع حكومي لنفسه ،او وزارات و مواقع لنفوذ حكومي للمجلس الأعلى ، انما يكرس جهوده لإخراج البلاد من أزماته السياسية والاقتصادية والإجتماعية ، وهو يحمل برنامج انقاذ وإصلاح وطني شامل ، كفيل بإخراج العراق من مستنقع ازماته المستعصية .
من هنا أقترح على أحزاب التحالف الوطني اختيار سماحة السيد عمار الحكيم رئيساً للتحالف الوطني العراقي ، بعد ان ذهب رئيسه السابق الدكتور ابراهيم الجعفري وزيرا للخارجية ، وباختيار السيد الحكيم تكون الدماء قد تجددت في هذا الجسد الذي يوشك على التآكل والتخشب .
وجود السيد الحكيم على رأس التحالف الوطني ، سيعطي للتحالف مزيدا من الدعم والهيبة وقوة القرار السياسي،الذي سينعكس في قرارات و برامج حكومية إصلاحية تسهم بإيجاد حلول عملية لواقعنا الغارق في الأزمات البنيوية والفساد المتراكم منذ عشر سنوات واكثر .
ادوار ومواقف عمار الحكيم تعكس صورة ناصعة ومبهرة لولادة الزعيم الوطني، وهو ماينبغي ان تحرص على وجوده كل الأطراف والمكونات العراقية وليس الشيعة وحسب .
https://telegram.me/buratha