المقالات

حكومة العبادي ومعامل الأمن الجديدة

1320 01:28:30 2014-09-17

نترقب بِشغف؛ إكتمال الكابينة الوزارية، بعد العُسر الذي رافقها منذ بداية تشكيلها حتى هذه اللحظة، وكثيرٌ ما تكون الخواتيم مليئة بالصدمات، والمفاجآت، وما يداعب مخيلنا؛ أن تكون الخاتمة مسك، ويتولى وزارتي الدفاع والداخلية؛ وزراء تهون بِعهدهم المطامح، ويصنعوا الأمن بعد إن طالت غيبته، حتى في أحلامنا، وطاولنا السأم والضرر من صناعة الأمن المزيفة. 

أحد عشر عاماً، نعيش في كنف الأمن المزيف، كالموتى الأحياء، فما يفصلنا عن الموت؛ أسلاك واهية، وخيوط رفيعة، ننتظر الدور، لتتشظى أجسادنا، إثر مفخخة، أو لغمٌ مزروع على أحد الأرصفة، أو رصاصة مجهولة، لنبقى دروع بشرية في سبيل نجاح العملية السياسية، وضمان ديمومتها، ويبقى" رنكَو" في تصريحاته النارية، كالأسد يزئر بِوجه الإرهاب!

الحقيقة لا يحجبها غربال؛ فشل الأمن، نتيجة طبيعية لإدارة سياسي الصدفة، وإستحواذه على الوزارات" الدسمة" لتسير الحكومة في منعرج الفساد، تحت كارثة" الإدارة بالوكالة" لوزارتين، تُقدر أهميتهما في الوقت الراهن، بنصف الدولة، من حيث الموارد البشرية، والميزانية الهائلة التي تتمتعان بها؛ الأمر الذي يتطلب تنصيب وزراء مهنيين، مع مستشارين عسكريين، وكمٌ هائل من الطاقات، حتى تقف كل وزارة، أمام موجات الإرهاب المتواصلة، ومخاطر إحتلاله للمدن، والقرى.

ما لا يقبل الشك؛ إن المهمة التي ستُلقى على عاتق من سينالون منصبي الدفاع، والداخلية، ستكون صعبة للغاية؛ لوجود ترسبات ثقيلة من الفساد، بين وطأت البعثيون، وتوليهم المناصب العسكرية، والأمنية الحساسة من جهة، وتكاثر " الفضائيون" تحت راية القادة! وإرضة الفساد التي حطمت المؤسسة العسكرية بُرمتها من جهة أخرى؛ أنهما منعرجين كان لهما الأثر الكبير، في إنتكاسة الموصل، والمناطق المحاذية لها، الأمر الذي جعل المعالجة تتطلب جهداً عالٍ في إتخاذ السبل الكفيلة لإجتثاث هذه الآفات الضارة. 

ليس هنالك مضيعة للوقت، وينبغي إختيار مُرشحين لتولي المنصبين الأساسيين في صناعة الأمن، وليكتمل الفريق الحكومي، والإسراع في إتخاذ القرارات الجريئة؛ لتُحسم المعركة مع داعش، كخطوة يمكن أن تترك بصمة مُشرفة لحكومة العبادي في بداية عملها على الأرض، وتُفسح لها المجال، لإعادة الثقة التي فُقدت جراء الحكومات السابقة، وفشلها في إحتضان الشعب تحت سقف المواطنة.

عُلقت آمال العراقيين، وأرتبطت بالتغير الحكومي، ونجاح وزارتي الدفاع، والداخلية في حسم الحرب ضد الإرهاب، وعودة النازحين إلى ديارهم التي سُلبت من قبلِ عصابات داعش؛ إلى جانب الدور الذي سيلعبه صُناع القرار في إنهاء القضايا العالقة في جسد الحكومة، هو بمثابة ثمار بذرة التغيير التي نترقبُها ، لكي نلتمس وجودها، وليس مجرد أضغاث أحلام، لا تمت إلى الواقع بِصلة.

أعطاب معامل الأمن كارثية، تسببت في زهق الأرواح، ونزوح الآف من السُكان، وإحتلال مدن، وقرى، لهذا ننتظر إعادة تأهيل لهذه المعامل، وتطهيرها من الفساد الذي عصف بها، غبار الماضي القريب الذي خيم على أجهزتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك