يتسائل عديد من معارفي عن سر تغير موقفي من رافض للانتماء لأي جهة ومدافع عن الحق بصورة عامة، إلى حكيمي مستعد للموت في سبيل هذا التيار.
في حقيقة الأمر أن السبب كانت كلمات سمعتها من أكثر من قيادي في دولة القانون، بعد إنتصارهم في مجالس المحافظات قبيل الولاية الثانية للمالكي: "من الأفضل للمجلس أن يتحول إلى منظمة مجتمع مدني توزع الماء على الزوار" ،لم أرى فيما قيل إهانة للمجلس الأعلى، فالسياسة عالم الممكن والنجاح والفشل فيه أمر وارد، ولكني تيقنت أن فيه إهانة لزوار الحسين.
أدركت أن التنافس بين المجلس ودولة القانون لم يكن إختلافا في البرامج الحكومية بل هوة شاسعة في المبادئ والنهج الحسيني، أن حكامنا الجدد يرون أن خدمة الحسين عمل دنيوي يترفعون عن القيام به، وأن حربهم لهدام كانت كحرب بني العباس لبني أمية، وشعاراتهم لم تكن إلا ذر رماد في العيون كشعار "يالثارات الحسين" الذي رفعه بني العباس.
علمت يقينا أن خطرهم يوازي خطر هدام أن لم يتفوق عليه، لأن كلام هدام كان يلقى رواجا عند الأقلية، بينما كلامهم يدغدغ مشاعر الأغلبية التي ظلمت وعذبت أبان حكم النظام البائد، وفعلا بدأوا في التخطيط لإقامة أمبراطورية جديدة تحكم العراق بالحديد والنار ، وللوصول الى هذا الهدف كان محتما عليهم اللأصطدام بوكلاء الحجة (عجل تعالى فرجه الشريف) مراجعنا العظام، وزين لهم الشيطان أعمالهم فكانت البداية ترويج بعض الأفكار الهدامة وأهمها (فصل السياسة عن الدين) وللأسف أقتنع بها الكثير متناسين أن الدين أساس الحكم في الإسلام.
بدأوا بإرجاع جلادي وجلاوزة هدام اللعين، طبعا لإستخدامهم لقمع الشعب عند الضرورة ، كل هذه وهم يتجاهلون نصائح المرجعية مدعين أمام العامة الخنوع والإنصياع لأوامرهم ،فما كان من المرجعية إلا غلق أبوابها بوجوههم ورفض إستقبالهم، فصور لهم غرورهم وعدد من المنافقين حولهم أنهم أكبر من المرجعية، وبدأت حربهم ضدها بمساندة ودعم الحركات المنحرفة مثل الصرخي وغيره ليكونوا بديلا للمراجع،وتم اعتقال عدد غير قليل من وكلاء المرجعية، ووصل الأمر إلى تهديد أحد المراجع بالترحيل من العراق!
لكن شمس الحقيقة أبت ألا الظهور، وسقطوا بسرعة تجاوزت بكثير سرعة صعودهم، وعلا صوت الحق ، نعم لقد أنتصر الحسين (عليه السلام) من جديد وحكم خدمة زوراه أرض العراق.
https://telegram.me/buratha