لكل مشكلة لا بد من أسباب، ومسببات، والبحث والوقوف على معرفة الحقيقة يتطلب سلوك الطرق الصحيحة؛ التي تؤدي اليها بشكل مختصر وسريع، من اجل إحقاق الحق، وإرضاء الضمير ان وجد في زحمة موت كثير من الضمائر اليوم في عالمنا الحديث..
بعد ان أوصدت ابواب المسؤولين في وجوه اباء وامهات الضحايا في سبايكر، وسجن بأدوش، واعترضتهم الكتل الكونكريتيه، والأسوار العسكرية المحيطة في مدينة الامراء" الخضراء" بقوا يجوبون الشوارع تحت لهيب الشمس الحارقة، التي لم تزد عن لهيب ولهفة قلوبهم، خلال اكثر من 60 يوما؛ لا يعرفون مصير فلذات اكبادهم، ولم يجدوا من يقف معهم في محنتهم من الساسة، والقيادات الامنية..
فقد وجد هؤلاء المفجوعين ضالتهم في مجلس النواب العراقي، الذي كان محل اتهام، وانتقاد طيلة الدورتين السابقتين من قبل الزعامات السياسية، التي اردته صريعا طيلة الثمان سنوات المنصرمة؛ من خلال التنصل من مسؤولياتها، ورميها في اروقة مجلس النواب، والساق فشلها بالسلطة التشريعية، وابعادها عن عملها الحقيقي، ودورها الكبير؛ وهو التشريعي، والرقابي..
الفاقدون، والفاقدات، ايقظوا الضمير العالمي، والإنساني، والأخلاقي؛ في دموع منهمرة، وقلوباً حرى خلال 60 يوما بلياليها، غيرت ملامح وجوههم الشمس، وشقق شفاههم العطش، املين ان يجدوا أولئك الذين ابرموا معهم العهود، والمواثيق قبل 30 نيسان من هذا العام خلال السباق الانتخابي؛ الذي اصبح في وقتها البرنامج الوحيد عند اصحاب القرار، في محافظات الوسط، والجنوب؛ هو التطوع في صفوف القوى الأمنية مقابل" اصوات ذويهم"..
المشهد الأخير من هذه المسرحية السياسية الكبرى، والذي يعد هذا المشهد في ضمير العالم من الجرائم الوحشية، والهمجية على مر التاريخ؛ الذي راح ضحيته اكثر من 3000 شاباً في ريعان شبابهم في قاعدة سبايكر، وسجن بأدوش، والقصور الرئاسية في تكريت، حيث جمع هذا المشهد بين اهالي المغدورين، والقادة الأمنيين؛ الذي غاب عنه" القائد العام للقوات المسلحة"، تحت قبة البرلمان العراقي، الذي اتضحت فيه كثير من الملابسات، واصبحت الامور غير خافية على ذوي الضحايا، والراي العام..
حيث تكلم الناجون من هذه المجزرة بمرارة، وحرقة قلب، وبينوا مدى الخيانة، والتخاذل الكبير من قبل القادة الأمنيين؛ وجعلهم صيدا سهلا بيد وحوش الارض" داعش"، وقد اتضحت الامور اكثر عن المؤسسة الامنية حين تكلم القادة، وإرباكهم في القرارات، وهشاشة المؤسسة برمتها..
لم يخلوا هذا المشهد من المزايدات السياسية، والحزبية، الذي جعل بعض النواب ينتفض، ويدافع بقوة عن الحكومة السابقة، الذي كان على هرمها؛ والبعض الاخر تكلم عن حداد، ورفع الرايات السوداء على الدوائر، والمؤسسات؛ وابتعدوا عن مضمون القضية الرئيسي، وهو الوقوف على معرفة" اسباب، ومسببات تلك الجريمة الكبرى"...
https://telegram.me/buratha