التاريخ سجل ليس له نهاية يصنعه الابطال ويدون فيه اسماء ممن سطرو ملاحم تفتخر فيها الشعوب ويتناقلها الاجيال جيلا بعد اخر , كما لايغفل اي فترة برزت كسموا وفيها رفعة واشراقة للانسانية وتفتخر الشعوب بحضارتها وتاريخها وتحتفل باي حدث مهما كان حجمه طالما سطر انجازا اعادة فيه حقا مغتصب وعزز فيها كرامة الانسان, فستكتب بماء الذهب في صفحات تكون مثيرة تعيد لوجه البلد عنفوانه في حقبة ماضية تجلت فيها معنى الشجاعة والعزة والفداء , آمرلي مدينة صغيرة كبقية مدن وقصبات العراق تعرضت الى انتهاكات وتفجيرات مستمرة من قبل الارهابين وفقدت الكثير من شبابها وتعرضت الى تهديدات من مجاميع مسلحة وقتلوا على الهوية , وفي احد الايام استيقضوا اهالي المدينة على صوت انفجارات وعبوات ناسفة راح ضحيتها 180 بين شهيد وجريح ,
ومع ذلك بقيت تلك المدينة الرائعة يسودها الحب ونكران الذات وارتباطها الفكري والتزامها الخلقي ان لاتأخذ بجريرة الشبه ورد الفعل اتجاه الابرياء , مدينة صغيرة ولكن اصبح لها عنوان وحيز كبيرفي تاريخ العراق وسطرت ملحمة الصمود امام قوى الشر والظلام في الوقت الذي انهارت محافظات بجميع الياتها واقضيتها ولم تصمد امام اعصار الشر , فهي اخذت بثائر كل من هرب وعلمت الاخرين ان الشجاعة هي صبر وارادة حقيقة ,رغم ماجرى عليها من مأساة ومعاناة لايشعر بها الا من عاش الحصار وبقى مدافعا فيها عن العرض والكرامة , فالشهادة كلمة سهلة اللفظ ولكن حينما تواجه التحديات الصعبة سيكون الانسان هنا اما ان يخلد في سماء العزة ويتغابن عن الدنيا ويتذكر صيحات الامام الحسين عليه السلام هل من ناصر ينصرنا أو ان يكون اصم يترك ارض المعركة مغبونا الى الدنيا الفانية , رجال ونساء امرلي استحقوا كلمة العزة والشهادة , لانهم واجه التحدي بجميع اشكاله لمدة 85 يوما , والمعروف عن مدينة امرلي التابعه لقضاء طوز خرماتو الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين تلك المحافظة التي اصبحت اسيره بيد الداعشين , اغلبية سكان تلك المنطقة من القومية التركمانية ويتحدثون اللغة التركمانية ومن الطائفة الشيعية التي اصابها ما اصاب المحافظات الاخرى من مأساة وتفخيخ , هذه المنطقة ايضا فيها جوامع مهمة منها جامع الامام الصادق وجامع الامام الحسين والامين وجامع الامام علي بن ابي طالب ومن المعالم الاثرية فيها مقام الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام , ولاتخلوا المنطقة من علماء وشخصيات كانت لهم بصمات رائعة في تهذيب العقول وارشاد الناس الى هداية الخير , وتعليمهم فقة واحكام اهل البيت عليهم السلام منهم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عبد الحسين عيسى والاستاذ الشهيد حسن عيسى الجواري وسماحة الحجة شكور افندي البياتي , مدينة آمرلي اصبحت اليوم هي منارا يعتز بها المواطن لما لمسه من سكان تلك المدينة بما فيها النساء التي حملت السلاح وهيأة الحماس وشد ازر جميع الرجال ووقفت الى جانب اخيها وزوجها وولدها تحثه على الصبر والقتال ,
الجميع بالمدينة تقاسموا رغيف الخبز وتحملوا المعاناة مشتركة , رغم ما يصل اليهم من امدادات لاترتقي الى الاكتفاء الذاتي ولكن حسن التنظيم واحترام الارادة والعزم والثبات جعل تلك المدينة غالية بعيون الشعب العراقي ومفتاح لتحقيق النصر وامل لكل المقاتلين وبقية المحافظات والقرى التي استباحها تنظيم داعش ان تحرر نفسها وان تتخذ من مدينة امرلي الصمود كيف اثرت العقيدة والثبات وروح المواطنة والالتزام بالخلق الديني على محاربة الكفر ومواجهة الطغاة مهمما كلف الامر , واقول بصراحة لو كانت مدينة أمرلي فيها خليط من المذاهب لحدثت خيانة وفروا سكانها وعانوا قساوة التهجير ليحلوا بها داعش ويفعلوا القبائح وينهبوا الاموال ويغتصبوا النساء فان المدينة كانت من طائفة شيعية واحدة جمعهم حب الحسين عليه السلام ,والجميع يعلم ان هنالك مدن وقرى تسكنها طوائف متعددة اكثر عددا ومساحة من مدينة امرلي فلم تصمد وغادرت اماكنها ودورها كما جرى لقضاء تلعفر الذي يفوق سكانه اضعاف سكان امرلي ولم يصمدوا لساعات امام داعش لسبب وجود عناصر لاتروم لها الانسجام المذهبي وتواطئة على مدينتها ولربما هنالك اختلاف في وجهات النظر والعقيدة كما تعرضت المدينة في وقت سابق الى تهديدات ودخول ارهابيين ازمة الوضع فيها, ربما هذه الحالة الاولى والابرز على الساحة العراقية التي تنتصر فيها قرية لايتجاوز سكانها 40 الف نسمة على تنظيم داعش الذي اطاح بمحافظتي ومدن اقليمية , لما يمتلكه من اسلحة واندفاع وخلايا نائمة تسهل له الطرق, هذا الانتصار الذي تحقق يرجع الى الايمان بقدرات الانسان وصبره في مواجهة التحديات ومعرفة الله معرفة حقيقية والتمسك ايضا بمبادى اهل البيت عليهم السلام , فالشجاعة لاتتطلب الكثرة والاسلحة انما الايمان بالله ومعرفة الحق فكم من فئة صغيرة
https://telegram.me/buratha