المقالات

عندما يكون للإرهاب دين....

1123 01:43:06 2014-08-25

الشراكة تستند إلى طرفين أو أكثر، بينهما عهود وعقود ومواثيق، تحكم شراكتهم، وعلى كل طرف من المتشاركين، واجبات وله حقوق، والحفاظ على توازن هذه المعادلة، يضمن استمرار الشراكة. العراق كبلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف، أريد لهذه المكونات بعد التغيير، أن تتشارك في إدارته وإعادة أعماره، وسط هواجس ومخاوف مختلفة لدى كل مكون، هذه الهواجس كانت أقوى من حسن النية، الذي تعاملت به الأغلبية منذ السقوط لليوم، فعندما توجه المرجعية مثلا، بأن يصف ممثلي الأغلبية في العملية السياسية، أبناء السنة بأنهم أنفسنا، وتصف رئيس الجمهورية الكوردي، بأن صمام أمان للعراق والعراقيين، يعبر عن حرص لتهدئه الهواجس، وخلق بيئة مناسبة للتعايش بين مكونات الطيف العراقي. 

قرنت هذه الدعوات بالأفعال، فعندما كانت زيارة العتبات المقدسة في كربلاء قد تكلف الشيعي روحه، وعندما تعرضت المراقد المقدسة للانتهاك والهدم، وبالخصوص ضريح الإمامين في سامراء، وقبلها ما حصل في جسر الأئمة، كانت المرجعية والقيادات السياسية للشيعة، تطلق نداءات التهدئة واستيعاب الحدث، وعدم توجيه اتهام لأي مكون من مكونات الشعب العراقي، لكون الإرهاب لا دين له.

اليوم حيث المذابح والتهجير والقسوة، التي لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل، وشملت كل مكونات الطيف العراقي، عدى المكون السني على الأغلب، ولعل سبايكر وتلعفر وسنجار والطوز وأمرلي وسواها، شواهد حقيقية لما ذهبنا إليه، رغم ذلك لم تصدر أصوات، أو نداءات تتهم أي طرف، حتى من أثبتت الوقائع مشاركته بهذه الجرائم، بأي وسيلة أو سبيل، خاصة بعد سقوط الموصل، وكيف استقبل أهلها الهائمات البشرية، التي حملت انتماءات دولية كثيرة، وكذا عشائر صلاح الدين الذي قتلت جنود سبايكر، وأسرت بعضهم وتساوم اليوم عليهم.
لكن عندما حصل اعتداء على جامع مصعب بن الزبير في ديالى، انبرى ساسة المكون السني، وعلقوا مفاوضات تشكيل الحكومة، ووجهوا التهمة بما لا يقبل الشك، إلى مليشيات شيعية ومدعومة، وذهب بعضهم إلى أنها، تتلقى توجيهات من خلف الحدود، وهذا الحال أيضا ينطبق، عندما يحصل حادث جنائي في البصرة مثلا، ضد أي شخص ينتمي للطائفة السنية، ويصبح الإرهاب له دين ومذهب.

مواقف ممثلي المكون السني هذه تبرر من قبلهم، على أنها تناغم مع جمهورهم وشارعهم، وكأن الأخر الذي دائما يصف الإرهاب، بأن لا دين له لا جمهور لديه، وان جمهوره ساذج، وممكن أن يتحمل مواقف التهدئة، مع الآخر إلى ما لانهاية.  مع الحراك المدعوم محليا وإقليما ودولي،ا لفتح صفحة جديدة من العمل السياسي، بين مكونات الشعب العراقي، وسير مفاوضات تشكيل حكومة شراكة وليس مشاركة، كما يريدها السنة.

على المفاوض الشيعي أن يلزمهم، بأن يكون الإرهاب لا دين له، أينما نفذ جرائمه، وفي أي وقت وان يكون هذا نهج، الغرض منه تربية الشعب بكل طوائفه على هذه الحقيقة، فمن يقتل ويهجر حتى لو كان منتسب لدى الدولة، هو إرهابي لا يدين بدين، ولا يؤمن بمذهب، والقانون هو من يحاسبه على أفعاله، وعندما تبنى الشراكة على هذا الأساس، فالأمل كبير بتجاوز محنة العراق.

أما بقاء الأمور كما هي ألان، فلا نتوقع تحقيق أي استقرار، ولا يمكن أن تتعايش مكوناته مع بعضها، مهما دفعت الأغلبية من أثمان وتنازلات، فالأخر يريد أن يكون شريك بالمكتسبات، مع حفظ دم جمهوره، وعلى الأغلبية أن تدفع دم، وتتنازل عن استحقاق جمهورها، وكل طموحها وأهدافها إرضاء شركاء المكتسبات لاغير...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك