واحدة من أنواع الحروب، الحرب النفسية، وهي من الحروب الحديثة، وأصبحت شائعة على مستوى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتمارس في العادة بعدت أساليب، وحسب الأهداف، يعنينا منها إسقاط ثقة الأخر بنفسه، أو بقومه أو مقدراته، هذه الحرب عانى منها أتباع أهل البيت على مر العصور، من قبل الحكام، لتصبح أمر مسلم به حتى من قبلهم.
اليوم سمعنا هذا، واستسلم إليه كثيرون منا، لا نصلح للحكم! لا نملك الخبرة! ليس لدينا قيادة! نحن مختلفون على خلاف الآخر! الأخر يسنده العالم كله! ونحن لا ناصر لنا، وسواها من العبارات التي لا تمت للواقع بصلة، لوجود أدلة نفيها ومن ارض الواقع نفسه.
قد يكون بعض من يطلقها، رد فعل على ما يشعر به، من مرارة الوضع القائم، لكن في كل الأحوال هو عجز فرد، يراد له أن يكون عجز امة، وهنا يكمن الخطر، لان ذلك سيعيش مع الأجيال، وقد يتحول إلى سمة من سمات هذه الأمة.
أن لم يعالج من خلال حملة تشمل الكثير من القطاعات، الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وسواها، تميط اللثام عن تاريخ عجزت البشرية مذ وجودها، أن تجد شبيه أو قريب الشبه منه.
فالشيعة أتباع من كان اصغر القوم عمرا، وأدرك أعظم رسالة أنزلتها السماء للأرض، أتباع من بات وهو في عمر الصبا، على فراش الموت، ليفتدي هادي الأمة وسراجها، أتباع من قهر أبطال العرب، ممن كانت العرب تعدهم بألف فارس، فهو من قهر ابن ود العامري، حين كان أتباع الإسلام بكل رموزهم، يرتجفون خوفا.
أليس حمزة بطل البيداء منهم، أليس الحسين إمامهم، القائمة تطول ويصعب إحصائها من الأبطال، في امة حاضرها لا يختلف عن ماضيها.
الدماء التي سالت، والصدور التي استقبلت رصاص رجال الشاه، والهدام لأبنائها، لبنان البحرين كلهم رجال هذه الأمة، التي يراد لها أن تكون خارج المعادلة، خوفا منها، لأنها الحقيقة الواحدة، بين كل الشعارات في ساحة العالم اجمع.
يتحدثون عن عدم وجود قاده لها، هل أنجبت الأرض في عصرها الحديث، الإمام الخميني وخلفه الإمام الخامنئي، هل توجد قيادة أذهلت العالم، وجلس كبارها متصاغرين إمام أمامها كما الإمام السيستاني.
هل وقف في الميدان رجال، كرجالات هذه الأمة، يقاتلون إلى جانب مقاديهم، القدرة على إدارة الحكم، أي بلد في العالم لديه قدرة أن يحاصر ثلاثون عام، ليتحول إلى دولة نووية، وينافس على المراتب الأولى بالعالم في كل المجالات.
أي امة لديها قائد يشخص العلة، ويضع الحل، يتحدث عن القانون والسياسة، وعن البناء وعن الأمن بإدراك أذهل خبراء العالم.
بالأمس أرعب الحاكم الأمة بجيش الشام، واليوم يحاول العالم بأ جمعه أن يرعبنا بداعش، هذه الهائمات البشرية، التي جمعتها قوى الشر بالعالم ودربتها، لتجد لها موطئ في العراق.
بسبب الفاشلين ممن حسبوا على الأمة، وكانت لهم مساهمة كبيرة في شتمها من الأخر، وزرع اليأس في نفوس بعض أبنائها، لكن داعش الآن في طريقها لتذوب، بكلمة من قائد الأمة، الذي لو قيض لها ساسة وجماهير، أن تلتزم بما يقول حرفيا، لاجتاحت العالم، وأذهلت الأعداء من قدرتها وقابليتها...
https://telegram.me/buratha