لا يخفى على المتابعين والمراقبين للشأن السياسي العراقي من قريب أو من بعيد سيجد أن لأهل السنة مشاركة حقيقية في كافة الفعاليات وعلى جميع الأنشطة سيما في ميادين السلطات الثلاثة وبقوة فاعلة , وتأتي هذه المشاركة للذين تجلت بروحيتهم الوطنية العمل بإخلاص لإنقاذ الحكومة والشعب من التأمر الإقليمي والذي يحف بها كل فترة من تهديدات حقيقية , أهل السنة في العراق إخواننا ولهم ما علينا من واجبات وحقوق تحت مظلة الدستور العراقي الذي صوت عليه الجميع رغم بعض الإخفاقات في فقراته الذي لايرتقي الى مستوى الطموح,
ولكننا بفضل التزامنا الشرعي للدفاع عن العراق ومقدساته أثرنا على أنفسنا أن نكون شركاء في كل شيء , البعض من سياسيو السنة يضع حبه للكرسي فوق حبه للوطن وما يحدق به من أخطار ولايهمه بذلك سوا انه وجد المنصب ليعيش فيه على إطلال أبناء محافظته أو المناطق التي أوكلت إليه المهمة لتمثيلهم في العملية السياسية بما يؤمن لهم العيش وحصولهم على الحقوق أسوة ببقية أطياف المجتمع , ومن خلال ما تظهره القنوات الفضائية ولقاءاتها مع أبناء المحافظات الساخنة تظهر الحقيقة بان أبناء تلك المحافظات لايحترمون ولا يعتبرون هولاء السياسيين هم من يمثلهم بل الأكثر من ذلك يقولون بحقهم هم الذين دفعونا الى هذا المأزق الحقيقي وتخلوا عنا وهروبوا إلى الدول المجاورة للعراق ويعيشون في فنادق الدرجة الأولى , متناسين وعودهم وقسمهم أمام أبناء المحافظات قبل أجراء الانتخابات, ولا يختلف الأمر أيضا عن التظاهرات والاعتصامات التي حدثت في محافظة الانبار واستمرت عدة أشهر لم تجد أي سياسي سني استمع لمطالب المتظاهرين أوعلى الأقل كلف نفسه بزيارة ميادين الاعتصام في البداية قبل ان تتوسع وتأخذ طابعا طائفيا أو مسلحا لا يمكن بعدها الاستماع وحل المشاكل وتذليل المطالب بل زاروا أماكن الاعتصام للتحريض وإشعال الفتنة,
وما قام به بعض السياسيين من زيارة الى ميدان الاعتصام ولا أحب أن اذكر تلك الأسماء جاء متأخرا جدا بعد اتساع الاحتجاجات وصعوبة السيطرة عليها مع قرب وقت الانتخابات التشريعية لاستثمار تلك الأصوات كدعاية انتخابية, يرافق ذلك أن هنالك خلل كبير في القيادات السياسية السنية وقيادات التظاهر التي تحشُد الناس ضد الحكومة تجدهم أول الناس هربا في حالة المواجهة كما حصل أيضا في محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين فقد تركوا ساحة المواجهة هربا الى إقليم كردستان والأردن بما فيهم الزعامات الدينية والعشائرية وتخلت كليا عن القاعدة الجماهيرية التي اعتمدت عليها كل يوم كوسيلة ضغط وحينما تقدم الجيش تغيرت الحالة وغابت أصوات المطالبة ,
مما حدا بتلك القيادات الهاربة وأمام الإعلام المغرض أن تحرض على قتل الجيش والتمرد ورفع شعارات إسقاط العملية السياسية ,لهذا نجد أن سياسيي السنة هم الذين أطاحوا بقواعدهم من خلال المحافظة على مكاسبهم وتثبيت وجودهم بل افتعلوا أزمة مقاطعة الحكومة كإفراد والاحتفاظ بكافة الامتيازات من رواتب ومخصصات واعتبروا مرجعيتهم الدول التي يؤون إليها أثناء الأزمات خاضعين لها , وقد سمعت الكثير من المحللين السياسيين في لقاءات وندوات إعلامية أن سياسيو السنة لم يجدوا حلول مقبولة وإنهاء الأزمات بينهم وبين الحكومة المركزية ولم يذللوا أي عقبة من مطالب السنة الشرعية بل استثمروها لصالحهم واعتبروها وسيلة ضغط على الحكومة لتأمين انجازات سياسية لهم وتحويلها في بعض الأوقات الى أزمة مفتعلة تسبب في تأخر البناء وتعطيل عجلة التطور وخلق حالة من الفوضى انسجاما مع متطلبات وطموح الدول الاقليمة , وفي الحقيقة قد استثمر الأعداء في الداخل والخارج هذه العبارة حول (تهميش سنة العراق) كعنوان ومدخل في تنفيذ الكثير من العمليات الانتحارية وتأجيج الصراع الطائفي , وقد استفاد من ذلك أعداء العراق لتوسيع الصراع ليبقى فترة طويلة من اجل استنزاف دماء وثروات العراق .
https://telegram.me/buratha