ربما كثيرون لم يستوعبوا حجم الأنجاز الذي حققه التحالف الوطني، بأختيار مرشحه لرئاسة ألحكومة، حيث ينظر لما جرى على أنه تغيير شخص، بأخر من نفس الحزب ونفس الكتلة، لكون رئيس الوزراء الحالي لم يتمكن من إنجاز، أي تقدم على جميع المستويات، بل ساهم في تراجع البلد على كل الأصعدة.
إلا أن الحقيقة أن عملية التعيين، كانت عملية إنقاذ، لما تبقى من الديمقراطية في العراق، التي حاول الحاكم وأدها، والإنفراد بالحكم الى ما لا نهاية كأسلافة.
هذا الإنجاز يحتاج إلى إستثمار، يحصن الديمقراطية ضد طموحات بعض الطامعين، وتطلعاتهم لإعادة الديكتاتورية، مما يفرض على الساسة، وبالخصوص في التحالف الوطني، وضع خارطة صحيحة لتشكيل الحكومة، تبدأ بتعريف الكل بحجمه واستحقاقه.
فالشيعة عليهم أن يعرفوا إنهم أغلبية الشعب العراقي، وأن تواجدهم الجغرافي في وسط وجنوب العراق، الذي يحوي الثروات، وهذا يفرض عليهم التصرف والمطالبة وفق هذا، بدون تنازل أو أستئثار، وكذا بالنسبة للكورد والعرب السنة والمكونات الأخرى.
وكذا فتح كل الملفات منذ التغيير لليوم، ومعالجة ما فيها، وفق الدستور والقانون تمهيدا لإغلاقها بشكل نهائي، كي لا تبقى أوراق بيد احد يستخدمها عند الحاجة، وأيضا وضع برنامج حكومي ملزم، تكون أول اولوياته إكمال مؤسسات الدولة، كي ترتكز الحكومة الحالية، والحكومات أللاحقة لهذه المؤسسات، وعدم ترك الإمور كما هي الأن، والتي أدت إلى تشجيع بعض تجار السياسة، لتأسيس دكتاتورية جديدة.
وأن يتم التركيز على مبدأ الفصل بين السلطات، وفك أي تداخل بينها، كذا أصدار قانون يمنع تعيين أصحاب الدرجات الخاصة بالوكالة، ومنع تحزيب الوزارات ومكاتب الرئاسات، بأي شكل من الأشكال، وتشكيل لجنة في كل وزارة، تتولى موضوع التعيين أو الترشيح تضم المكونات السياسية المختلفة، لضمان تعيين وتولي الكفاءات، أضافة لمنع تحزيب الوزارات ومكاتب الرئاسات.
وأخيرا إتمام القوانين الدستورية كافة، والأهم العمل على عدم التساهل مع الفاسدين، وإتخاذ خطواته وإجراءات قاسية بحقهم، عندها نضع لبنة في طريق إعادة بناء البلد، وترميم ما كان مهدم أو هدم الأن، على المستويات السياسية والإقتصادية.
وخلاف ذلك نعتقد أن العراق سيبقى يعيش تحت ألتهديد، من ظهور ديكتاتور جديد، فضلا عن ما يعاني منه الأن من تهديدات، وصلت إلى بقائه كبلد على خارطة العالم، وعدم التفريط بهذه الفرصة، والإستفادة من كل الدعم، الذي حظى به مرشح التحالف الوطني، على المستوى المحلي والأقليمي والدولي، فلم يحظ العراق، وأي من خطواته في العملية السياسية بهكذا دعم.
مما يعطي مؤشر واضح على ان العالم اليوم، يقف مع العراق، ويمد له يد النهوض والعودة الى دوره الحقيقي، كبلد يمتلك كل إمكانات النهوض، ، وإيصال رسالة واضحة للجميع، بأن إعادة البناء قد بدأت، وستكون بدون المفسدين، ممن سخروا كل شي في العراق، لاغراض شخصية وحزبية، هذا ما ينتظرة الشعب العراقي، قبل أن يأخذه اليأس إلى المجهول....
https://telegram.me/buratha