المقالات

قصة أحتراق كرسي!

1502 19:11:31 2014-08-11

يعرف العراقيون والعالم أجمع, مصير القائد العام للقوات المسلحة السابق, الذي سكن الجحور بعد القصور, فرغم بطشه وقهره للشعب العراقي, ألا أن قوته لم يستخدمها لمواجهة القوات المحتلة, بل كان يستعرض عضلاته على أبناء جلدته وشعبه, وحين إحتدمت المعارك مع قوات ألاحتلال بقيت البصرة تقاوم, لأكثر من 21 يوماً بينما القائد العام, وجدوه في حفرة!
محاولات عديدة من قبل رؤساء الدول, سبقت التدخل الأمريكي , من أجل أقناع رئيس النظام السابق أن يتخلى عن السلطة بشكل سلمي, ألا أنه رفض التنحي وأصر على البقاء, وأدخل العراق بعد رحيله بالقوة, في عهدة قوات أجنبية, وأدخل البلاد في طوفان من دم, وبعد ذلك كان مكانه جحر تحت ألارض.

كأن الكرسي, ومن يجلس عليه ملعون بلعنة أهل السماء والأرض, بل حتى لعنات الأساطير التي قرأناها في الحكايات صغاراً, حلًت على الكرسي, الذي يوصل من يجلس عليه لحتفه, فيهلكه هو وحاشيته, وحتى أفراد أسرته. قطع الشطرنج التي تهاوت واحدة, تلو الأخرى في المنطقة العربية, كانت خير دليل على مصير المتمسكين بالكراسي, عرش تلو آخر, وحاكم تلو أخر, كان من المفترض أن يكون مصير من سبق, عبرة لمن يصر على البقاء.
العراق اليوم, وبعد أن تخلص من نير حاكم جثم على رقاب الشعب لمدة أكثر من 35 عاماً, يحاول أن يبتعد قدر الإمكان عن تلك التجربة المريرة, ويسعى للتغيير, حتى يتسابق الرؤساء والقادة والوزراء, حين يدركون أن مصيرهم ترك المناصب لمن يخلفهم, لخدمة الشعب, وترك ذكرى طيبة في نفوس الناس, فيعمل المسؤول طوال أربع أو ثمان سنوات, أذا ما تم إنتخابه مرة أخرى, لولاية ثانية, قدر ألامكان لخدمة شعبه, حتى يترك بصمة طيبة, أو منجزٍ مميز يحسب له حين يسجل التاريخ ماله وما عليه.

الولايات المتحدة, لن تجدد للرئيس أكثر من ولايتين, فالكل يرحل, حتى تتاح الفرصة للدماء الشابة الجديدة, أن تأخذ دورها في صناعة التغيير, ويدلي كل بدلوه, فيخدم بلده ويرحل, أما مصحوباً باللعنات, أو مصحوباً بالمجد والعز.
أما العراق, فعلى ما يبدو وضع الساسة فيه مختلفٌ كثيراً, عن التجربة ألامريكية, فمن يجلس على كرسي ألامنيات, لن يتركه حتى يرحل عنه مجبراً, وكأنه الخاتم الملعون في أسطورة سيد الخواتم, من يمسك بالخاتم, لن يستطيع أن يتركه ألا بعد أن يلقى حتفه, فكذلك الكرسي, من يجلس عليه لن يغادره بإراداته, بل يخرج مرغماً, من قصره الى جحره! فنهاية الكرسي حفرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك