اصدر الإمام الخميني أمر باعتبار آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس، تقام فيه عدد من الفعاليات الجماهيرية، و الغاية من هذه الدعوة كما يتضح، إبقاء القضية الفلسطينية حيه في وجدان وضمير الأمة، وعلى مر الأجيال لمواجهة أهداف طي القضية الفلسطينية وتهويد القدس إلى الأبد، كما تسعى الصهيونية وأذنابها من حكام وملوك.
وأيضا من ضمن أهداف هذه الدعوة، اعتبار هذا اليوم صرخة من الشعوب المظلومة في العالم، ضد السياسات المنحرفة، وضد شهوة الحكم الذي يدفع في العادة المستضعفين والفقراء ثمنها.
وعالمية يوم القدس، تأتي من كون الدعوة وجهت لكل المسلمين في العالم وللمستضعفين في الأرض، وليس لشعب فلسطين أو للعرب فقط، وكذا هذه الدعوة حملت أهداف أخرى، يمثل اغتصاب القدس مصداق لها.
هذا العام يأتي يوم القدس وفلسطين تحت النيران، وسط صمت مريب كالعادة لمعظم المسلمين والعرب، وانحياز دولي واضح وفاضح للصهاينة، وأيضا بروز كبير لتغير معادلة الصراع التي أرستها المقاومة اللبنانية في حرب تموز، حيث أن الصهاينة اليوم يستجدون الحل والمقاومة ترفض.
ويأتي يوم القدس وهناك أكثر من مليون مشرد من أبناء الشعب العراقي، لا يجد معظمهم ابسط سبل العيش، نساء وأطفال وشيوخ فقدوا المسكن والمأوى والمعيل في مواجهة داعش، ومن صنعها وتأمر معها، إضافة لخروج أكثر من 60% من الأراضي العراقية عن سلطة الحكومة المركزية في بغداد، كذا فأن يوم القدس هذا العام يأتي وسط جدال ونقاش في العراق، بين التغيير والإصلاح من جهة، وبين تكريس الفشل وتقسيم البلد وتحويله إلى أقسام تتصارع بينها، والنتيجة مزيد من المظلومين والمشردين، وربما تصل الأمور إلى أقداس جديدة تلتهمها الصهيونية، بشكل مباشر أو بواسطة المجاميع الإرهابية التي دربتها وسلحتها، لتكون واجهتها في ذبح الإسلام والمسلمين.
أذن ليوم القدس هذا العام نكهة خاصة، حيث يتجسد الواقع مع الدعوة، وبما أن حزب الولاية الثالثة من الأحزاب التي أمنت ودعت لإحياء يوم القدس، وطالما دعت قياداته وشاركت في أحياء هذا اليوم المبارك، تحت نفس المبررات أعلاه، واليوم اختبار لمدى قناعته بهذا اليوم، وإيمانه بأنه صرخة للمظلومين على وجه الأرض، والشعب العراقي ألان واحد من هذه الشعوب، التي تعاني من القتل والتشريد والحرمان وفقدان الأمن والأمان وضياع الأمل بالمستقبل.
والدعاة مطالبين اليوم وبمناسبة يوم القدس العالمي، للخروج إلى الساحات مع الجماهير المحتفلة، وإضافة نداء آخر للمعتاد في هذا اليوم ( كلا..كلا للصهيونية) ننتظر من الدعاة أن يضيفوا له ( كلا..كلا للولاية الثالثة)، فكما الصهيونية اغتصبت فلسطين وقسمتها وشردت أهلها في كل أنحاء العالم، فأن الولاية الثالثة سوف تقسم العراق وتشرد أبنائه، كما هو حاصل اليوم واشد ضراوة، إذن الوقوف بوجه الولاية الثالثة واجب أخلاقي وتطبيق لروح مبادرة يوم القدس العالمي...
https://telegram.me/buratha