حسين الركابي
قد لا يخفى على معظم الشعوب العربية، والاسلامية، والإقليمية؛ ما كان يقبع تحته الشعب العراقي اكثر من ثلاثة عقود من الزمن، منذ سبعينيات القرن المنصرم الى 2003 ابان الاحتلال الامريكي الى العراق، الذي اطاح باركان الفكر البعثي المتحجر بين ليلة، وضحاها.
حزب البعث الذي حكم العراق منذ سبعينيات القرن المنصرم، حيث وضع كثير من الأسس، والمرتكزات التي تجعل منظومته الحزبية هي الرائدة، والمهيمنة على جميع مؤسسات الدولة العراقية، وضرب جميع منافسيه بتهم التآمر على الوطن ارضا، وشعبا؛ وكسب الراي العام للمصلحة الحزبية، والشخصية.
ذلك الحزب صاحب الاذرع الاخطبوطيه، التي تغذت من انابيب البترول، ومقدرات الشعب، وترعرعت على ارضه، وتربعت على جماجم ابنائه؛ نتيجة الحروب التي مر بها خلال تسنمه مقاليد الحكم، حيث لم يفلت من قبضة تلك الأذرع أي شبر من العراق، والتي امتدت الى جميع الاماكن، والمؤسسات، والبيوت، والازقة، والتقاطعات، والساحات العامة، بسماسرة الحكام آنذاك؛ والذي جعلوا فيه الاخ يخشى اخيه، والاب يخشى ابنه، والزوج يخشى زوجته؛ نتيجة الحكم الماسوني، البعثي، الذي كان يحكم فيه الشعب العراقي.
من اهم تلك المؤسسات التي اراد النظام البعثي ان يكون له موطئ قدم فيها، هي المؤسسة الدينية، التي ركز على احتوائها بشكل كامل في الآونة الاخيرة من حكمة، بدايت التسعينيات القرن المنصرم، حتى فرض على جميع الخطباء، والمحاضرين، بالدعاء، والثناء على الرئيس، وكابينة حزبه الحاكم.
واحدة من تلك المؤسسات الاسلامية في العراق هي المؤسسة الشيعية، وتسمى بين الاوساط العلمية (الحوزة العلمية)، والتي رفضت الخنوع، والاستجابة لتلك المخطط الموساد الكبير، الذي تأسس في تل ابيب، ونشر في المحيط العربي، تحت يافطة الاسلام، والدين الحنيف.
وقد تعرضت هذه المؤسسة العلمية الكبيرة في النجف الاشرف الى كثير من المضايقات، والاعتقالات، واخفاء معظم اساتذتها، وعلمائها من اجل زلها عن جادة الصواب، التي ارادها الباري عز وجل، ونبيه الكريم.
حيث عمد ذلك النظام العفلقي على دس المتسكعين على ابواب الاستخبارات، والمخابرات الصدامية في هذه المؤسسة، التي وجد موطئ قدم في بعض اركانها؛ حيث ركز في كبدها اولئك الذين يسعون اليوم الى تمزيق البيت الشيعي، وتفتيت هذه المؤسسة، واستغلال بعض العقول الفارغة من اجل فتح معركة داخل البيت الواحد، وارضاء دول اقليمية، وعربية، وتنفيذ مخططات رهيبة، التي رسمت لهم منذ سبعينيات القرن المنصرم.
وما يجري هذه الايام في محافظة كربلاء، ما هو الا حلقة من المسلسل الداعشي، الذي اعلن خلافته الاسلامية في العراق والشام؛ ودعا اركان دولته للالتحاق بركبه الماسوني؛ ذلك البيان الذي تلقاه بشغف المتمرجعين الجدد، واصحاب"كرة القدم الليلية"، التي تعادل عندهم مئة ركعة في جوف الليل...
https://telegram.me/buratha