المقالات

شموخ المرجعيه...وصراع الارادات السياسيه

1181 01:20:15 2014-06-30

الارادة (السيستانية).. هي انعكاس لحكمة المرجعية النجفية بتاريخها المجيد وتساميها على المصالح الايديولوجية او السياسية او الحزبية الضيقة. في خضم هذا الصراع المرير بين تلك القوى الخارجية القادمة للعراق سعيا ً وراء مصالحها القومية اوالقوى المحلية اللاهثة وراء مصالحها الفئوية او الحزبية يقف السيستاني طودا ً شامخا ً مدافعا ً عن مصلحة العراق و العراقيين لا تأخذه في الله وفي العراقيين لومة لائم او يثنيه عن دوره الرباني الكبير ارجاف المرجفيين او تشكيك المغرضين او تهديد المجرمين.
تتجلى قوة ارادة هذا الرجل وعظيم شأنه وعلو كعبه ورفيع منزلته في (دربونته) حيث بيته المتواضع في احدى محلات النجف الاشرف القديمة , تلك الدربونة التي راح يحج اليها القاصي والداني طمعا في لقاء( السيد) الثمانيني . اضحت دربونته أشهر من نار على علم فبين زائرٍ دولي او موفدٍ افليمي او مراجع محلي تغص بهم اروقة تلك الدربونة التي باتت اليوم بالنسبة الى اكثر العراقيين من سياسيين وغير سياسيين الركن الامين في المحن والشدائد.
تنبه الانتهازي الى اهمية (دربونة) السيستاني فراح يتحين الفرص واحيانا ً كثيرة ً يصنعها كيما تطأ قدماه الدربونة حيث وسائل الاعلام أتخذت لها مقاما ً دائما ً هناك لتصوير الزائين ونقل اخبارهم للمشاهدين , و ما عليك ان كنت سياسيا ً فاشلا ً او انتهازيا ً مغمورا ً الا ان تحث الخطى صوب (الدربونة) لتجد نفسك وقد اصبحت حديث الشارع ومادة الاعلام وما عليك الا ان تلج بيت السيد للحظات وتخرج على الناس لتحدثهم بوصايا السيد اليك وتكون بذلك ضربت اكثر من عصفور بحجر.
فأتباع السيدالسيستاني وهم أغلب العراقيين سيثقون بتقواك وأيمانك بخط المرجعية.... وخصومك السياسيون سيحسبون لك بعد هذه الزيارة الف حساب لانك موضع ثقة المرجعية التي فتحت اليك بابها ومحل بركتها, والدول صاحبة الشأن في العراق والمتناحرة فيما بينها ستبعث وراءك تفاوضك لأنك ابن المرجعية ( البار) وتدخل معك في مساومات لا تنتهي الا وحسابك المصرفي قد أمتلأ بملايين الدولارات... كي تعينك في صراعك ضد الاضداد.
واذا كنت زعيما لتنظيم وتعاني من منافسة خصومك الحزبيين أمكنك بزيارة خاطفة ل (دربونة السيستاني) من توجيه ضربة قاضية لهم وكسب ودَّ قاعدة التنظيم. أما اذا كنت طامعا ً في تجديد فترة رئاستك للوزراة او الفوز بالانتخابات القادمة فما عليك الا بتكرار زيارة ( الدربونة) والتصريح بعدها وتحديدا ً عند رأس ( الدربونة) بأن السيد السيتساني بارك جهودك واثنى على انجازاتك حتى وان تردت احوال البلاد وفسدت مصالح العباد في ايام حكمك الثقيل. نعم فدربونة السيستاني تفعل العجائب اليوم.
لكن مع كل ذلك يبقى صاحب الدربونة أطهر من كلِّ ألاعيب الساسة والقادة , وفوق ألاتجاهات والميول, ولطالما أكد ويؤكد حرصه على الجميع ورفضه لمحاباة زيد او عمر. فهو ابو العراقيين بعربهم وعجمهمهم , بشيعتهم وسنتهم , بمسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم, بمؤمنيهم وكل اتباعهم.., الخيمة التي يستظل بها الجميع , وهو ذو القلب الرحيم الكبير والعقل النير الحكيم... ..لا تغره زيارة من زاره وتحدثَّ باسمه او تجنى عليه مثلما لاتضره مقاطعة من قاطعه.
سيبقى السيدالسيستاني عصيا ً على الانتهازيين والفاشلين, وسداً منيعا ً بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضد العراقيين وصمام الامان في صراع الارادات الوافدة على ارض الانبياء والأوصياء . واذا نجح بعضهم في تجيير أسم السيد (السيستاني )في الايام السابقة فان أمره بات مكشوفا وعمره قصيرا ً وأيامه أمست معدودة ً وستلاحقة لعنة السيد الكريم ودربونته أبد الأبدين وسيركله ابناء المقابر الجماعية في الانتخابات القادمة الى مزبلة التاريخ وأن غدا لناظره لقريب......
الدكتور 
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك