المقالات

فك الارتباط

1005 20:47:30 2014-06-18

عبدالله الجيزاني

أصعب شعور يعاني منه الإنسان، عندما يتصور الآخر، أن ترفعه وحسابه للمصالح العليا، ناجم عن ضعف وعدم قدرة، وأصعب منه عندما يجد الإنسان كل الإمكانات والقدرات لديه، لكن هناك أهداف أسمى وأعلى تفرض عليه، أن يلتزم جانب السكوت والمهادنة، رغم ما يتعرض له من انتهاك وتجاوز.
الشيعة على مر تاريخهم كانوا ضحية الشعور بالمسؤولية، والحرص على بيضة الإسلام، وتجنب سفك الدماء، حتى وصل الحال إلى أن يسفه الآخر عقائدهم، لهذا السبب ولغيرة.
لذا تجد من يقول أن العقيدة المهدوية، نشأت بسبب معاناة الشيعة من الظلم والتهميش، والمواجهة ذلك تم ابتكار العقيدة المهدوية، لتسليه النفوس وزرع الأمل فيها..!
وكذا طعن في التقية التي يلجأ إليها الشيعة، عندما يحصل تزاحم بين القيام بوجه الظلم وبين تحمل الظلم، لأجل المصلحة العليا للأمة، وفي التاريخ نماذج وأدلة كثيرة تعبر عن هذه الحقائق. 
بعد 2003 إلى اليوم تحمل الشيعة، وهم الحكام الكثير من الدماء والتهجير، قدموا التنازلات وضحوا بالاستحقاق، والهدف الحفاظ على الوطن ووحدته الجغرافية ونسيجه الاجتماعي، نعم ارتكبت اخطأ واخطأ ممن تصدوا للمواقع في الدولة، لكنها لا ترتقي في كل الأحوال إلى معشار ما جرى بحق الشيعة من إخوانهم وشركائهم في الوطن، كي يحول بعضهم بيته إلى مأوى للقتلة والمجرمين من شذاذ الأفاق، ممن لفظتهم بلدانهم ليتحولوا إلى هائمات، لها شكل الإنسان لا تفهم إلا لغة القتل والسلب والنهب. 
حصل ما حصل في الموصل، وقدم الأجانب من خلف الحدود، وأعدادهم لا تتجاوز بضعة مئات، كيف تمكن هؤلاء من السيطرة على المحافظة الثانية في العراق، ثم تمددوا إلى تكريت وكركوك وغيرها، أن لم يكن اغلب أبناء الموصل معهم، 
وهنا وضع الشيعة في اختبار جديد، أما الاستمرار بما هم عليه من السكوت على المحتل، ومن وفر له المأوى والدعم ، والنتيجة ضياع العراق كبلد،، وإذلال الموصل والشرفاء من أهلها، وانتهاك الحرمات، تحت عناوين الجهاد، بالاعتداء على الأعراض وسلب الأموال، أو مواجهة الهجمة وضرب كل من يكون جزء منها. 
وتصدت المرجعية لتعلن فتوى الجهاد الكفائي، تلك الفتوى التي لم تصدرها حين استهدفت مقدسات الشيعة، ولم تصدر حينما قطعت الطرق على زوار أمير المؤمنين وأبي الشهداء، وحينما هجر الشيعة من ديارهم، واغتصبت أموالهم وأعراضهم، هذا ينفي الصبغة الطائفية التي يحاول البعض صبغ هذه الفتوى المباركة فيها، خاصة وان النداء وجه لكل عراقي قادر على حمل السلاح.
هنا على الشيعة ممن استجابوا لنداء المرجعية، أن يصنعوا ملحمة تثبت لمن تصور، أن سكوتهم سابقا كان عن ضعف، من خلال صولات حيدرية، لدك أوكار الإرهاب، وحواضنهم في كل العراق، وعدم الالتفات للأصوات النشاز التي تحاول أن تفت من عضدهم، من خلال الإشاعة والدعاية والشعار الفارغ، واستثمار هذه الفتوى، لنفض غبار طالما استخدم ليذر في عيونهم من قبل الآخر، تحت لافتات لا يؤمن من يرفعها بحرف منها. 
أما بقية مكونات الشعب العراقي، وبالخصوص أنفسنا السنة، ندعوهم هم الآخرين لاستثمار هذه الفتوى للتبرؤ قولا وفعلا من التكفير والبعث والإرهاب، والالتحام مع أخوانهم في الدين والوطن، فلا نظن أن تسامح الأمس، سوف يستمر بعد هذا الفتوى، لأنها فكت التداخل بين الإرهابي والمسلم، وسيعامل كل حسب معسكره....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك