قيس النجم
تابعت خطوات الدواعش ومقرراتها, خطوة بخطوة, من خلال جرائمهم المجردة من الإنسانية, لا أريد أن أعظمها, وبنفس الوقت لا اقلل من قيمتها, لكونها مؤامرة سفيانية كبرى, لتغيير بوصلة الإيمان الإلهي إلى الأمر الشيطاني؛ ومن أجل هذا تجدهم ساعين, بكل جهد وإتقان, في مواصلة الدرب لتحقيق الغاية المرجوة, وهي السيطرة التامة على بلاد المسلمين!.
العراق الجديد, لم نسمع فيه غير التهديد, والوعيد, وحرب طويلة الأمد؛ وندها الأول هو الإرهاب, مما جعلنا نعيش بلا استقرار, ولا أمان, وجروحنا تنزف بلا توقف, والعراقيون يحصدون فشل الاختيار.
إن الخطوات التي تتخذها (داعش), في نشر رسالتها الشيطانية, ودينها الجديد, الذي يبشرون به بقوة السلاح, وغسل الأدمغة, لبعض الشباب ذوي النفوس الضعيفة, ليكونوا قنابل بشرية تتفجر على المواطنين, وتقتل الأبرياء بدون ذنب؛ بيد أنها ساعية لزرع الحقد والتفرقة, والسير على مبدأ( فرق تسد), ومخالفة رأي سيدهم معاوية, وكسر قاعدته, حين اعترف أن قلوب العراقيين, كقلب رجل واحد.
داعش زمرة من الأغبياء, يسيرون ضمن مبدأ اضرب وأهرب؛ لكونهم جبناء لا يمتلكون شيئاً من الرجولة, ولكن ما جعل لهم هذه الفقاعة من (السطوة والقوة!!), هم الساسة الخونة, عندما أصبحوا كزوجة أبي لهب, وجمعوا الحطب وبدءوا يحرقون العراق به؛ بسبب صراعاتهم السياسية على المناصب, ومصالحهم الضيقة, وسكوتهم المقصود, رغم كل هذا يدعون أن ولائهم للعراق, شعاراتهم الكاذبة والمزيفة, مثل وجوههم التي تلبسها الشيطان, وأنساهم الحديث الكريم, (كلكم راعِ وكلكم مسئول عن رعيته).
علينا جميعاً أن نتعلم حب الوطن, ولنبدأ من الأعلى, إلى ادنى مواطن في عراقنا الحبيب, لأننا بأمس الحاجة إلى تعليم سياسينا مبدأ الوطنية أولاً؛ ليس عيباً إن اختلفنا من أجل الوطن, ولكن من الخزي أن نختلف على الوطن, وليبعدوا عنا نظرية الخداع والمؤامرة, لأننا أصبحنا على دراية تامة بكل تصريحاتهم المزيفة؛ وأقوالهم الكاذبة, وتصورهم المريض بأن الشعب هو الجاهل, غير مدرك لحجم البلاء والمصائب التي حلت علينا بسببهم, والحقيقة هم الجهلاء, لا يفقهون من الدنيا غير السرقة, والعزف على وتر الطائفية.
لماذا بعض الإطراف ترتمي بأحضان أجندات خارجية, وتتلقى التعليمات منها؟!, وهذه الدول أصبحت مصالحها أكثر ديمومة, واكبر عظمة في العراق, الذي علمها كيف تتكلم, وكيف تلبس, وكيف تكتب!.
كل الأوطان لديها مشاكل, لكنهم يجتمعون متكاتفين يداً واحدة, حتى يجدوا الحلول لها؛ إلا العراق, حين أصبحت مشاكله مكاسب للأحزاب والكتل, وعلى حساب الوطن والمواطن, هل نحن عقلاء عندما نتخلى عن مسئوليتنا, ونتهاون فيها؟!, أليس هولاء الساسة اخطر علينا من الدواعش؟!, لأنهم يحملون الحطب بكل وقاحة, ويرمونها فوق نار الطائفية, ويمهدوا الطريق لنشر الرسالة الشيطانية, التي يسعى إليها بنو أمية.
https://telegram.me/buratha