المقالات

الكتل السياسية في عنق الزجاجة

1171 13:21:46 2014-05-29

عبد الكاظم حسن الجابري

بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق, ومعرفة كل الكتل للمقاعد التي حصلت عليها, تتجه تلك الكتل لبناء تحالفات جديدة, تنسجم مع ما طرحته من برامج او وعود قطعتها امام ناخبيها.
لم تتضح للان شكل الخارطة السياسية للأربع سنوات القادمة, وشكل التحالفات لم يظهر للعلن, لكن الامر الاهم في هذا ان على الكتل ان تلتزم بما طرحته امام ناخبيها, فالكتل التي نادت بال "لم" وال "لن" و"سوف" عليها ان تلتزم بما قالته, لان مخالفته تعد خيانة للناخب ومخالفة للوعود.
دولة القانون التي قالت سوف نشكل حكومة اغلبية سياسية, عليها ان تلتزم بقولها هذا, وعليها -لإثبات صدقها امام ناخبيها- ان ترسم ملامح الحكومة التي دعت لها من خلال تلك الاغلبية, وعليها ان لا تشترك في اي حكومة توافقية او حكومة شراكة, فدولة القانون تدعي ان سبب فشلها في الدورتين السابقتين هو وجود المحاصصة, وان الكتلة قادرة على النهوض بالبلد بحكومة اغلبية سياسية.
وليس خفي على المتتبع للشأن العراقي, ان حكومة الاغلبية السياسية تعد ضربا من الخيال, اذ انه ليس بمقدور اي كتلة ان تشكل ثلثي البرلمان, والذي من خلالها تتمكن تلك الكتلة من تشكيل مجلس رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب, ومن هذا المنطلق فان دولة القانون وضعت نفسها باختبار صعب امام جمهورها, وامام عموم الشعب العراقي, اذ يتوجب عليها اما ان تشكل حكومة اغلبية سياسية, او تلتزم المعارضة, في حال تشكيل حكومة شراكة وطنية توافقية.
الكورد والوطنية ومتحدون من جهتهم, ملزمون ب "لن" التي وعدوا بها جمهورهم, وهي لن نسمح بولاية ثالثة لنوري المالكي, وهذه ال "لن" تُوجِبْ على تلك الكتل اما السعي لتشكيل تحالفات تقطع الطريق امام الولاية الثالثة, او اثبات صدقها من خلال عدم اشتراكها بحكومة يرئسها رئيس الوزراء الحالي.
الصدريون والمجلسون والجعفريون, ليسوا بحال افضل من الكرد ومتحدون, فالجميع صرح بضرورة عدم التجديد لولاية ثالثة, وهذا التصريح هو وعد قاطع امام الناخب, ملزمة به تلك الكتل فهم قالو "لا" نشترك بحكومة يرأسها المالكي و "لن" نقبل بولاية ثالثة, وهذا الامر سيختبر صدقية وجدية هذه الكتل امام ناخبيها, والتي ستتضح عند تشكيل الحكومة.
يبدو ان الصيف القادم سيمر ساخنا سياسيا كسخونة اجواءه, وستكون امام تشكيل الحكومة عقبات كبيرة, نتأمل ان تأخذ الكتل السياسية على عاتقها تذليل تلك العقبات, وان تحاول الكتل الخروج من عنق الزجاجة بأفضل تشكيلة حكومية, تخدم الوطن والمواطن وبعيدة عن ترسيخ فكرة القائد الرمز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك