المقالات

أللاعب الإقليمي والدولي وما بينهما

1079 20:04:06 2014-05-26

عبدالله الجيزاني

تعود الشعب العراقي بعد كل مرحلة انتخابية، أن تشهد الساحة السياسية ماراثون طويل من المفاوضات بين الكتل السياسية، ، ينتهي في العادة بالوصول إلى حل، تسهم الكتل السياسية بنسبة ضئيلة منه، والانجاز الأكبر للاعب الإقليمي والدولي. 

اليوم بعد انتهاء الانتخابات وظهور نتائجها، بدأ هذا الماراثون كالعادة، ولازالت ملامحه غير معروفة، حيث تلملم القوى السياسية أوراقها التفاوضية ،وتضع سقف لمطالبها، هذه الكتل التي قامت الآن بتشكيل تكتلات تخص القومية أو المذهب. عدا المكون الشيعي، الذي نعتقد صعوبة إعادة تشكيل التحالف الوطني، بسبب ابتعاد معظم مكوناته عن الأهداف السامية، التي يفترض أن تحملها، وإصرار بعض مكوناته على الحصول على كل شيء، وجعل الآخرين أتباع له لا شركاء معه.  وربما بعد أيام نشهد انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة بين الفرقاء، ونجزم أن التحالف الوطني سيكون على الأقل كتلتين، كل واحدة تحاول أن تكسب شركاء الفضاء الوطني. 

حيث تعول دولة القانون على عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة، ويعول المجلس الأعلى والأحرار على ثقة الشركاء الآخرين بهم، وما تبقى من مكونات التحالف تنتظر لمن الغلبة لتضع أوراقها مع الغالب. وطرف دولة القانون الذي يعرف قبل غيرة، كيف حصل على هذه المقاعد، وكم من الأموال العامة صرفت لهذا الغرض، والتلاعب الذي حصل أثناء وقبل وبعد الانتخابات، إضافة إلى أن هناك سابقة عند تشكيل الحكومة الحالية لم تعني الأرقام فيها شي، فضلا عن انعدام ثقة الشركاء بوعود دولة القانون بسبب التجربة السابقة. 

إضافة إلى أن أللاعب الإقليمي الذي تعول عليه دولة القانون في الساحة العراقية، لا يمكن أن يغامر بدعم مرشح دولة القانون لولاية ثالثة، بسبب التجاوزات التي حصلت ضد المرجعية، والاعتقالات التي طالت طلاب العلوم الدينية في النجف الاشرف، مما قد يضعه بمواجهة مرجعية النجف الاشرف وأتباعها، ويضع مصداقيته على المحك، أما أللاعب الدولي فهو الآخر لا يمكن أن يغامر بدعم مرشح مرفوض داخليا ومن الحلفاء في الإقليم كالسعودية وتركيا، كل هذا يجعل دولة القانون ومرشحها في خانق ضيق يصعب الخروج منه بما يتمنى. 

وأول خطر سيواجه دولة القانون تفككها، بسبب التأثير الكبير للاعب الإقليمي في قرار جزء مهم منها، وقرب جزء مهم آخر من المرجعية، إضافة لوجود طموحات لدى كتل ضمن دولة القانون، لديها تطلع لرئاسة الحكومة، ووجود عوامل تساعد على ذلك كعدد مقاعدهم، وسهولة حصولهم على دعم ألاعب الإقليمي أو المرجعية الدينية. 

أما طرف التحالف الأخر المجلس الأعلى والتيار الصدري، فهو الآخر يعول على ثقة الشركاء الآخرين، وأيضا دعم أو على الأقل قبول من المرجعية الدينية، وعدم ممانعة ألاعب الإقليمي أو ألاعب الدولي على تولي من يرشحوه، رئاسة الوزراء، ولديهم شخصيات كبيرة ومقبولة داخليا وإقليميا ودوليا.

رغم محاولات دولة القانون إظهار معطيات خارج الواقع، لكن نعتقد أن التعويل على الإقليم والعالم، من قبل دولة القانون أصبح خارج السيطرة، ولا يمكن أن يقدم لهم أي شيء، فكل من الإقليم والعالم، لا يمكن أن يضحي بأي شيء من مصالحة، لأجل شخص استعجل انهياره سياسيا..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك