المقالات

أللاعب الإقليمي والدولي وما بينهما

1307 20:04:06 2014-05-26

عبدالله الجيزاني

تعود الشعب العراقي بعد كل مرحلة انتخابية، أن تشهد الساحة السياسية ماراثون طويل من المفاوضات بين الكتل السياسية، ، ينتهي في العادة بالوصول إلى حل، تسهم الكتل السياسية بنسبة ضئيلة منه، والانجاز الأكبر للاعب الإقليمي والدولي. 

اليوم بعد انتهاء الانتخابات وظهور نتائجها، بدأ هذا الماراثون كالعادة، ولازالت ملامحه غير معروفة، حيث تلملم القوى السياسية أوراقها التفاوضية ،وتضع سقف لمطالبها، هذه الكتل التي قامت الآن بتشكيل تكتلات تخص القومية أو المذهب. عدا المكون الشيعي، الذي نعتقد صعوبة إعادة تشكيل التحالف الوطني، بسبب ابتعاد معظم مكوناته عن الأهداف السامية، التي يفترض أن تحملها، وإصرار بعض مكوناته على الحصول على كل شيء، وجعل الآخرين أتباع له لا شركاء معه.  وربما بعد أيام نشهد انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة بين الفرقاء، ونجزم أن التحالف الوطني سيكون على الأقل كتلتين، كل واحدة تحاول أن تكسب شركاء الفضاء الوطني. 

حيث تعول دولة القانون على عدد المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة، ويعول المجلس الأعلى والأحرار على ثقة الشركاء الآخرين بهم، وما تبقى من مكونات التحالف تنتظر لمن الغلبة لتضع أوراقها مع الغالب. وطرف دولة القانون الذي يعرف قبل غيرة، كيف حصل على هذه المقاعد، وكم من الأموال العامة صرفت لهذا الغرض، والتلاعب الذي حصل أثناء وقبل وبعد الانتخابات، إضافة إلى أن هناك سابقة عند تشكيل الحكومة الحالية لم تعني الأرقام فيها شي، فضلا عن انعدام ثقة الشركاء بوعود دولة القانون بسبب التجربة السابقة. 

إضافة إلى أن أللاعب الإقليمي الذي تعول عليه دولة القانون في الساحة العراقية، لا يمكن أن يغامر بدعم مرشح دولة القانون لولاية ثالثة، بسبب التجاوزات التي حصلت ضد المرجعية، والاعتقالات التي طالت طلاب العلوم الدينية في النجف الاشرف، مما قد يضعه بمواجهة مرجعية النجف الاشرف وأتباعها، ويضع مصداقيته على المحك، أما أللاعب الدولي فهو الآخر لا يمكن أن يغامر بدعم مرشح مرفوض داخليا ومن الحلفاء في الإقليم كالسعودية وتركيا، كل هذا يجعل دولة القانون ومرشحها في خانق ضيق يصعب الخروج منه بما يتمنى. 

وأول خطر سيواجه دولة القانون تفككها، بسبب التأثير الكبير للاعب الإقليمي في قرار جزء مهم منها، وقرب جزء مهم آخر من المرجعية، إضافة لوجود طموحات لدى كتل ضمن دولة القانون، لديها تطلع لرئاسة الحكومة، ووجود عوامل تساعد على ذلك كعدد مقاعدهم، وسهولة حصولهم على دعم ألاعب الإقليمي أو المرجعية الدينية. 

أما طرف التحالف الأخر المجلس الأعلى والتيار الصدري، فهو الآخر يعول على ثقة الشركاء الآخرين، وأيضا دعم أو على الأقل قبول من المرجعية الدينية، وعدم ممانعة ألاعب الإقليمي أو ألاعب الدولي على تولي من يرشحوه، رئاسة الوزراء، ولديهم شخصيات كبيرة ومقبولة داخليا وإقليميا ودوليا.

رغم محاولات دولة القانون إظهار معطيات خارج الواقع، لكن نعتقد أن التعويل على الإقليم والعالم، من قبل دولة القانون أصبح خارج السيطرة، ولا يمكن أن يقدم لهم أي شيء، فكل من الإقليم والعالم، لا يمكن أن يضحي بأي شيء من مصالحة، لأجل شخص استعجل انهياره سياسيا..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك