المقالات

السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير

1314 19:53:27 2014-03-11

لم تعد السياسة في عالم اليوم, مقتصره على ما يدور من مؤامرات داخل بلاط الملوك وقصورهم؛ بل أصبحت تمثل اليوم, عمقا ضاربا بأطنابه في دقائق الحياة اليومية للمواطن.
المشاكل الصغيرة في لعبة السياسة (في العراق اليوم مثلا), يمكنها أن تجلب الكثير من المصاعب والعراقيل, وتسلطها على حياة الناس اليومية, وفي كل مجالاتهم: الإقتصادية, والأمنية, بل وحتى الإجتماعية الحياتية؛ هذا هو الصعيد الطبيعي للعمل السياسي في الوقت الحاظر؛ وإذا أردنا أن نضيف لها خصوصية ما يجري في العراق, من توجه شبه كامل, لأغلب العاملين في الحقل السياسي, نحو تغليب المناهج والرؤى المبنية على أهداف, هي عبارة عن مسالك ضيقة, قد تتمثل بالطائفة, او الدين, او العرقية, او الحزب, او القومية؛ فإننا نجدها قد تم اتخاذها, منارا يستدل به أغلبهم اليوم.
لا غرابة في أن نشهد ابتعاد العملية السياسية برمتها, عن تقعيدات الإستقرار المؤسساتي, الذي يفترض ان يتوفر فيها؛ لينعكس هذا الإستقرار, كنمطية توجيهية لكل مؤسسات الدولة الإقتصادية والخدمية والأمنية. بل وإتجاه البلد الى عملية انشطار للأزمات, لم يسبق أن حدثت, في تأريخ دولة من الدول في عصر الحداثة السياسية؛ بل وخلقت وباءا يصعب علاجه, تلون بتسميات عديدة, تصب كلها في خانة الإرتباك العام في ادراة ملفات البلد؛ مما انعكس بالنتيجة على ظهور هبوط حاد وملحوظ, في الخط البياني المرسوم, لمستوى تفاعل الدولة وأجهزتها الخدمية, وما تقدمه من حقوق؛ مع مدى استجابة المواطن لها, والذي بدأ يغير أسس اعتقاده بمفهوم الدولة الديمقراطية, حيث بدأ يضعف ويقل هذا الإعتقاد يوما بعد آخر. فالمواطن اليوم, لم يعد ذلك الجزء المكون لمجتمع والذي يمثل فيه, أتباع الملك وقطيعه؛ بل انه بدأ يتفاعل ويراقب حراك السياسيين, ولقائاتهم وحواراتهم؛ وهو في كل ذلك, لم يلمس منهم -ومنها- الا توترا, وتشنجا, وتصعيبا وتعقيدا للأمور؛ التي تبدأ في ظاهرها سياسية, لتنتهي في آخرها حياتية تمس حياة الإنسان وكرامته.
إذا فالحل الذي(قد) يعيد الأمل الى المواطن, هو من خلال إدراك السياسيين, أن صراعاتهم الفئوية والحزبية, السياسية الضيقة, يجب أن تنتهي؛ لأنها سبب خراب العراق؛ ويجب أن يغيروا منظومتهم القيمية القائمة على حب ذواتهم, إلى حب وطنهم وحب تقديم الخدمة لمواطنيهم؛ كقيمة عليا يؤمنون بها, وينكرون ذواتهم من أجلها !! .
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك