حيدر فوزي الشكرجي
لم أجد أجمل ما يصف عملية تصويت الناخب، إلا ما قاله المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني(دام الله ظله الوارف) "صوتك من ذهب"، نعم فمن كان يملك ذهبا لا يفرط فيه بسهولة إلا إن كان في ضائقة شديدة، وعندها يجب أن يحصل على أفضل سعر بعملية المقايضة، وأن لا ينخدع بالكلام المعسول.
هكذا هي الديمقراطية وعملية الانتخاب، فلا توجد ضائقة أكبر من الضائقة التي يعاني منها العراقيون هذه الأيام، تدهور أمني وتفجيرات يومية، وفقر ونقص في الخدمات والاحتياجات الضرورية للمواطن، وعمليات فساد بالمليارات تعمل على نقل خيرات العراق إلى بلدان أخرى، يخبأ بها الفاسدون أموالهم المسروقة من الشعب العراقي.
وبرلمان وحكومة تعانيان من خلل واضح، ظهر للكل في الفترة الأخيرة عند إضافة فقرتين لقانون التقاعد الموحد، واحدة تضمن امتيازات الرئاسات الثلاثة، والثانية امتيازات النواب، وقد وافقت الحكومة عليهما و صوت أغلب البرلمان لصالحهما،ولم تستجب الكتل الكبيرة إلى نداء المرجعية بكشف أسماء المصوتين، بل بالعكس عمدت على إتباع سياسة التشويش ضد الكتل التي كشفت أسماء نوابها لغرض خداع المواطن العراقي، والالتفاف على قرارات المرجعية.
وفي حقيقة الأمر أن الخلل ليس في البرلمان والحكومة بقدر ما هو في المواطن العراقي نفسه، فلم يأتي هؤلاء بانقلاب عسكري بل أتوا عن طريق صناديق الاقتراع.
لم يفهم أغلبية الشعب العراقي إلى ألان أنه للحصول على أفضل النتائج من الانتخابات، عليهم أن يستخدموا عقولهم في الأختيار وليس مشاعرهم، يجب على كل مواطن أن ينتخب فهذا حقه في التغير، وأن تنازل عنه سيكون كمن يرمي الذهب في البحر على أمل أن تبلعه سمكة يصطادها بعد حين!!
يجب على كل مواطن أن يسأل نفسه عند انتخاب أي مسؤول سابق، ماذا قدم هذا المسؤول للمواطن الفقير على مدار الأربع سنوات الفائتة، لا يكفي أنه يجيد انتقاء الكلمات المنمقة التي تدغدغ المشاعر، المهم ماذا حقق في هذه السنوات؟ لم يستطع تحقيق شيء لأن المعرقلات كانت أكبر منه، له منا التحية، ولكن عليه التنحي وترك المجال للآخرين.
وأن كان المواطن سينتخب شخصية جديدة، عليه أن يتحرى عنها هل هذا الشخص كفوء نزيه فاعل في المجتمع، أو هو مجرد واجهة لنفس الوجوه القديمة.
وأخيرا،على المواطن أن يعي أن النصر في المعركة القادمة بيده وحده، اذ أن المسؤولية التأريخية تحتم على القوتين الكبيرتين في الشارع الشيعي، وأعني بهما تيار شهيد المحراب بكل أرثه وثقله وتاريخه، ومشروعه السياسي، وأبناء التيار الصدري الذي تضرر كثيرا من حماقات السلطة وتخبطاتها، أن يقولا كلمتهما الواحدة الموحدة، وأن يقودا سوية ومن صندوق واحد، عملية التغيير المنشودة، فلا تبنى الأوطان بالأمنيات والمشاعر الطيبة بل تبنى بسواعد أبنائها الشرفاء.
https://telegram.me/buratha