المقالات

كيف تعامل المجلس الأعلى مع أزمة العيساوي

792 18:52:00 2012-12-28

عباس المرياني

لا يختلف موقف المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عن مواقفه العقلائية السابقة في رؤيته لمعالجة الازمة الاخيرة التي تولدت وتسارعت تداعيات احداثها بطريقة مؤسفة بعد ان تم القاء القبض على عدد من حماية وزير المالية رافع العيساوي من قبل قوة حكومية في مقر الوزارة بتهم تتعلق بالارهاب وتشكيل مجاميع ارهابية بطريقة غير حضارية كما يعتقد الوزير فجاءت ردة الفعل معاكسة ومتساوية مع عملية القاء القبض عندما هرع الى مسقط راسه محشدا الحشود ومؤلبا الجماهير بطريقة ليست حضارية ولا تتمشى مع النهج الديمقراطي وكشفت عن عورات هو غير عابئ بها بقدر اهتمامه باستثمار المناسبة بطريقة ديمقراطية تحسب نتائجها في صندوق الانتخابات.كما استغل بعض المنحرفين واصحاب النفوس المريضة الحشود الجماهيرية والنقل الفضائي لبث سموم الفرقة الطائفية والتجاوز على اغلبية الشعب العراقي بطريقة فجة ووقحة ولا تنم عن ادنى شعور بالمسؤولية .ورغم حالت الشد والجذب التي تشكلت بعد حادثة اعتقال افراد حماية العيساوي وما سببته من احتقان في الساحة السياسية وانقسام الشارع بين طرف مؤيد وطرف متسائل ورافض وطرف ثالث معارض، وبمراجعة مواقف هذه الاطراف نجد ان الطرف الذي وقف الى جانب العيساوي قد تسبب بكشف عورات هذا الطرف بسبب الممارسات والاليات وطبيعة الخطاب الطائفي العدائي الذي سيطر على حديث هذا الطرف وطرف وجد ان ما حدث مع العيساوي امر ليس صحيحا ولكن معالجته ليست بهذه الصورة انما تتم من خلال الحوار والطرق القانونية وبعيدا عن تاجيج الشارع واستغلاله بصورة سيئة لاغراض شخصية وانتخابية وطرف ثالث يرى ان ما حدث مع حماية العيساوي عين الصواب وان ما قام به العيساوي وافراد حمايته تجاوز واعتداء ويجب ان يحاكم عليه ودليلهم على هذا التجاوز الاحداث التي اعقبت عملية الاعتقال وتجمعات وخطب الفلوجه .ويمكن القول ان موقف المجلس الاعلى اتجاه القضايا التي تشهدها الساحة السياسية هي مواقف عقلائية ثابتة وتركن الى التهدئة والحوار والاحتكام الى الاليات القانونية والدستورية والتوافقات السياسية التي تشكلت على ضوئها الكثير من محطات الدولة ويبتعد بكل المسافات عن الاثارة وتاجيج الشارع او حقنه بمصل انتبايتك البعد الطائفي او الحزبي او الشخصي لانه يعتقد ان بناء الدولة وليست الحكومة على اساس وحدة الوطن والمشاركة الحقيقية في صناعة القرار وبناء البلد وتقديم الخدمات لا ولن يتم من خلال صناعة الازمات او خلق العداوات .كما ان المجلس الاعلى يعتقد ويجزم ان تسيس القضاء او تضعيفه او التشكيك باستقلاليته ليست منطلقات صحيحة لبناء سلطة قضائية ناجزة ومستقلة تساهم باستقرار البلد وتحقيق عدالته والقضاء على الفساد والجريمة.لكن المجلس الاعلى على الطرف الاخر يرفض الارهاب بكل اشكاله ويدعوا الى القضاءعلى جذوره نهائيا ويطالب ان تكون معالجة هذه الملفات بطريقة حضارية وبعيدة عن الاعلام او الاصطفافات .لا اخفيكم سرا اذا ما قلت ان مواقف المجلس الاعلى العقلائية قد تسببت له بحرج كبير امام اتباعه وتنظيماته ومحبية خاصة بعد تداعيات احداث اعتقال حماية العيساوي وما تلاها من تصعيد وخطاب طائفي وتجاوز على الاكثرية لان في الجنون حكمة في بعض الاوقات كما يرى البعض لكن المجلس الاعلى لا يعتمد على هذا البعض انما يتصرف بحكمة في كل الاوقات ولا يهمه ما يفعله الآخرين من تجيير واستغلال لهذه المواقف من اجل مكاسب حزبية وشخصية حتى وان كانت مواقفه هذه تتسبب بانكفاء الناس والشارع عنه لانه يؤمن بالبناء الصحيح لمشرعه الحضاري في بناء الدولة المدنية العصرية الحديثة ولا يؤمن ببناء الفرص لتدمير الدولة واستهلاك الوطن وقتل المواطن. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس المرياني
2012-12-29
الاستاذ الجامعي المحترم..قلنا ان موقف المجلس الاعلى عقلائي ولم نقل وسطي والفرق بين الاثنين كبير وما تراه استاذي المحترم المحب يراه ايضا المجلس الاعلى بقيادته وتنظيماته ...واطمئنك ان تقدير الامور لن يكون خارج حسابات الواقع وما قام به المجلس الاعلى بمنع سحب الثقة في سقيفة اربيل يبين بما لايدع مجالا للشك ان المجلس الاعلى يعرف متى يضرب واين...شكرا لحرصك وولائك وبارك الله بك وتشرفنا بكلماتك
أستاذ جامعي
2012-12-29
يجب أن تكون للمجلس وقفه واضحه لا يوجد شيء أسمه الوسطيه اليوم لأن الشيعه مهددين بالأباده من قبل متطرفي السنه. كافي مجاملات. ألم تستوعبوا أبعاد المؤامره المعده من قبل الهاشمي وأمثاله. نحن الآن أمام خيارين أما نكون أو لا نكون؟ فيامجلس أحزموا أمركم وتحملوا مسؤوليتكم في الفاع عن الشيعه قبل فوات الأوان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك