المقالات

مساع لعودة عقارب الساعة الى الوراء ... فهل سيتم ذلك؟

1366 05:13:00 2007-03-15

بقلم: الدكتور جمال العلي d-j-z-d@maktoob.com

تسلسل الاحداث خلال الايام القليلة الماضية في العراق والتقارير من حولها تشير وبصراحة الى تورط جهات عربية ودولية وفي مقدمتها الاحتلال الأمريكي بما يجري من تصعيد شديد للعمليات الاجرامية والارهابية الانتحارية التي يقوم بها التكفيريين ضد زوار وأنصار ومحبي أهل البيت(ع) وكذلك عمليات التصفية والاغتيالات التي تطال الشخصيات السياسية والدينية الفاعلة في الوسط العراقي الى جانب استهداف العناصر المهمة في المؤسسات السياسية لا سيما الاسلامية منها. هذه العمليات الارهابية المبرمجة تتقارب مع مشروع تديره الولايات المتحدة غايته إضعاف نفوذ التيار الاسلامي والذي يأخذ بالسلطة مقابل دعم تيار علماني تأمل واشنطن من انه سيتمكن من الوصول الى السلطة قبل ان تغادر قواتها العراق وذلك على اساس سياسة الاستعمار العجوز "فرق تسد" بعد أ، عجزت من تحقيق ذلك عبر التطبيل لزمرها للنجاح في العملية الديمقراطية خلال الانتخابات التشريعية التي شهدها العراق العام الماضي ومن هذا المنطلق نرى تحركا مضاعفا وسريعا من قبل رجال الاحتلال والزمر الخيانية في الداخل العراقي هذه الايام وعلى الساحة العراقية من وسطها وحتى شمالها وكذلك على المستوى الاقليمي العربي خاصة في دول الجوار بحثا منها عن دعم داخلي أو عربي أو غربي لعودة عقارب الساعة الى الوراء الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء العراقي وبصراحة مؤخرا ايضا .لذا نرى ان تلك القوى التي رفضت الدخول في العملية السياسية بعد سقوط الطاغية لأنها كانت تمتلك زمام الامور آنذاك وبالتالي لم تكن تريد تغيير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق خاصة خلال العقود الأربعة الماضية والتي أضرت بالأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي من عربه وأكراده و أبادت وهمشت الكثير من الأقليات العرقية والدينية الاخرى ، نراها تسعى اليوم جاهدة الى إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل إسقاط الطاغية وبدعم عربي اقليمي جواري ولكن الشعب العراقي شدد على كلمة الفصل في دعم الحكومة الوطنية المنتخبة والبرلمان والدستور رافضا العودة الى العهد البائد مهما كلفه ذلك ثمنا .كما أن حالة التدهور الأمني في ارتفاع مستمر ومدمر وأخذت تطال كل أبناء الشعب العراقي وبدء وصول الأسلحة الحديثة والمتطورة الى الارهابيين بقوة ويتم كل يوم الكشف عن إجراء صفقات لشراء الأسلحة لهذه الجماعات التي لا تبغي سوى الموت لشعبنا العراقي تقوم بها حكومات أنظمة عربية رجعية جارة للعراق وعميلة للاستعمار الغربي هنا وهناك ، تؤكد لنا من أن هناك سيناريو جديد يستهدف العراق ووحدته حكومة وشعبا وأرضا وثروة وقوميات وأعراقا ومذاهب وأديانا كما فعلوه العام الماضي اثر انتخاب السيد ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء من قبل الائتلاف العراقي الموحد وهو استحقاق انتخابي مشروع وطبقا للدستور نرى الأمور تعود ثانية هذه المرة ولكن اثر تخوف هذه القوى العميلة داخليا وإقليميا عربيا من آثار وتبعات نجاح الخطة الأمنية الجديدة لحكومة المالكي والكشف عن الذين يقفون من وراء التصعيد والعنف الدموي الذي طال كافة أبناء العراق دون استثناء . فالارهابيون الذين هم وليدوا هذا التحالف غير المشروع بين الأنظمة العربية الأقليمية والبعيدة من جهة والبعثيين المجرمين والمجموعات التكفيرية من جهة اخرى باتت لا تدخر جهدا ولا وقتا من اجل الاسراع في افشال الخطة الأمنية الجديدة وسياسة فرض القانون ، وذلك عبر شن المزيد من الهجمات المفخخة الانتحارية او المفجرة عن بعد وفي مناطق وأرجاء مختلفة من العراق خاصة أستهدافها لمواكب زوار أب الأحرار الامام الحسن (ع) في الأربعينيه . هذا الى جانب مساعي داخلية وعربية جارة لعودة تشكيل حزب البعث المنحل والبائد في العراق من جديد وتحت مسميات جديدة مثل حزب العودة أو حزب الفلاني وتسللاتهم في الحزب المعين هنا او هناك. فهؤلاء المجرمون تعودوا على الاجرام والفساد ولديهم من القدرات المالية الكبير مليارات الدولارات تصلهم باستمرار من الدول العربية الخليجية أو أبعد من ذلك وعبر جمعيات خيرية تحت مسميات رنانة وفي مقدمتها جمعيات حزب العمل الاسلامي في الاردن واخوان المسلمين في مصر ودعم المقاومة المسلحة في السعودية والكويت والامارات وقطر أو عبر اتفاق مع جهات سياسية معينة في هذه الدولة أو تلك كما هو الحال مع الأمير بندر عضو مجلس الأمن الوطني السعودي من اجل تمويل هذه العمليات الارهابية في العراق وقتل الشيعة ومن ثم الأكراد وغيرهم . وتنفيذا لهذا المخطط الجهنمي نرى تحركا سريعا للجامعة العربية وعلى مستوى وزراء خارجيتها بتدخل واضح وصريح في الشأن العراقي الداخلي قبل أيام عندما دعوا الى إعادة تنظيم الحكومة العراقية المنتخبة واعطاء حصة أكبر لأقلية قليلة بعثية خيانية مجرمة تلك المجموعات التي رفضها وطردها الشعب العراقي خلال العملية السياسية الديمقراطية الجديدة ، بدلا من أن يكون هناك دور عربي إيجابي لادراك حقيقة أن استقرار الوضع في العراق هو استقرار لكل دول المنطقة والتهديد الأمني في العراق هو تهديد أمني للآخرين الأمر الذي يحير العقول فأين كان هذا الدور العربي وحرصه على العراق عندما اقترف النظام البائد الأجرام ضد أبناء العراق في الأهوار والأنفال والمقابر الجماعية وحلبجة والانتفاضة الشعبانية وقتل الآلآف من العلماء والمفكرين والشخصيات السياسية العراقية في الداخل والخارج ؟. أما على صعيد الاحتلال فبدلا من أن تقوم قواته وطبقا لاتفاقيات جنيف الدولية ومنشور الأمم المتحدة بضرورة حماية المدنيين العراقيين من الارهاب والارهابيين وتجهيز الأجهزة العسكرية والأمنية العراقية حسب ادعاءات كبار قادة الاحتلال ، نراها تماطل في حفظ النظام والأمن وتعطي الضوء الأخضر للاهاربيين للقيام بأعمالهم الاجرامية وتتماشى مع رغبة الفئة القليلة البعثية الفاسدة في دعم مشروع الانقلاب على حكومة المالكي المنتخبة والذي يقوده "أياد علاوي" بدعم من "خليل زاد" والذين حاولوا جاهدين قبل أيام لاقناع الأخوة في القيادة الكردية للحاق بركبهم دون نتيجة كون أن قادة التحالف الكردستاني أذكى من الوقوع في هذا الفخ الخياني كما وقع فيه بعض ذوو النفوس الضعيفة .فهذا هو ديدن الاحتلال حيث يسعى ساسته الأمريكان القبض على الأمور بطريقة تضمن لهم مصالحهم وبقائهم لفترة أطول في العراق والمنطقة لذا لابد من اللعب على الحبل النفاقي بين الحكومة الوطنية المنتخبة وبين بقايا النظام البائد وبقاياه الاستخباراتية والمخابراتية والجماعات الارهابية التكفيرية والبعثية لأنهم جميعا قد خدموا المصالح الأمريكية بدلا من مصالح العراق والعراقيين وحتى من مصالحهم الفئوية والحزبية والطائفية وقد جاء دور الاحتلال للوفاء بوعوده لهم على حساب العراق والعراقيين ومن هذا المنطلق لابد من تأجيج نار حرب داخلية أو افتعال صراع طائفي أو تصعيد للعنف الدموي وتدهور الوضع الأمني في العراق لدفع الشارع العراقي نحو هاوية الصراع الداخلي بعد لكي ييأس من قدرات حكومته المنتخبة وقواته المسلحة الوطنية في دحر الارهاب والارهابيين .ولكنهم جميعا أغبياء لايعون الحقيقة جيدا ولا يعرفون من أن الشعب العراقي شعب ذكي يتطلع الى المستقبل ولديه الخبرات المتراكمة في جميع المجالات ويملك وعيا كبيرا يعجز الاخرون عن ادراكه وله صبر طويل وتحمل كبير للمصائب والمحن بعمق العقود والقرون الماضية ، ولكن اذا ما قرر هذا الشعب الأبي الشجاع الانتفاض فليس بمقدرو لا الاحتلال ولا الجامعة العربية التي تسعى حاليا الوقوف الى جانب طرفا معينا مع جهة صغيرة حقيرة معينة على حساب الغالبية المطلقة والعظمى لأبناء العراق وتحديدا مع بقايا النظام البعثي الدموي البائد وهيئة ما تسمى ب"علماء المسلمين" وتتبنى الموقف السني ضد موقف الشعب العراقي بعربه و أكراده و تركمانه وغيرهم ، من التصدي له أو الحؤول دون تحقيق أرادته ورغباته وحقوقه الانتخابية المشروعة فهذا أمر مستحيل وبعيد المنال كل البعد .فعلى الجامعة العربية تغيير مواقفها وعلى الحكومات العربية الجارة للعراق والبعيدة منه تلك التي تدعم الارهاب وتصعيد العنف وزعزعة أستقرار العراق وشعبه وتحتضن الخونة من زعماء المجموعات العراقية تلك التي ظهرت على الساحة بعد سقوط الطاغية خاصة تلك الأنظمة المعلومة الحال التي تسعة جاهدة بوعي أو دونه من صب الزيت على نار الاحتلال ضد العراق وشعبه واستقلاله من خلال دعمها للم شتات البعث المتناثر وإعادته الى الساحة العراقية والضغط على الحكومة الوطنية لاشراكه في العملية السياسية القائمة من أن لصب الشعب العراقي على هذه التدخلات في شأنه حدود وأن ابناء العراق لقادرون على تصدير هذه الأزمات وتسويقها نحو تلك الدول والأنظمة المعنية اذا ابتغى الأمر ذلك لتلقين تلك الحكومات الدروس اللازمة أو تفهم الدول العربية أن معادلة الحكم السابقة في العراق لا يمكن العودة لها.فالعراق حكومة وشعبا وقيادته الحكيمة التي لطالما تدعو أبناء العراق الى الصبر والحذر واليقظة ، لقادر على حلحلة الأمور وفرض القانون والأمن والاستقرار بالاعتماد على الذات العراقية الذي بامكانه أن يبني العراق الجديد وتطلعاته الى المستقبل وان يبني اقتصاد متطور جديد و بامكانه ان يبني أجهزة أمنية قوية تحمي حدوده بالاعتماد على ذاته وليس على الآخرين. الشعب العراقي هو شعب أقام أول الحضارات للبشرية وهو قادر على ان يحقق الكثير بعيدا عن تدخل الاخرين وهو ليس بحاجة الى ذرف دموع التماسيح من قبل هذه الجهة أو تلك التي تسعى الى تدويل القضية العراقية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقية
2007-03-15
هذا شيء من المستحيل وسوف تندلع حرب أهلية حقيقية اذا كانت الآن مخفية.
رسام الكاريكاتير العراقي
2007-03-15
اية عقارب هذه التي يريدون ان يرجعوها الى الخلف بل ستقطع ايديهم قبل ان يصلو اليها لقد دفع العراق الكثير من الشهداء والجرحى والايتام والارامل والثكالى من اجل انجاح العملية السياسية العزيزة على قلوب العراقيين سنسحق كل من تسول له نفسه في اغتصا ب اي حق من حقوقنا بالقانون والحق والعدل لن ينالوا مرادهم ابدا ما دام هنالك صناديد اشداء تحت راية ابي عبد الله الحسين عليه السلام فلن نهزم ابدا,رسام الكاريكاتير العراقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك