( بقلم : سعد خيون البغدادي )
لعل مؤتمر بغداد يشكل اعترافا متعدد الاطراف بعمق الازمة العراقية وتشعباتها وبالتالي تعيقدها على المستوى المحلي. ولعله يشكل فرصة للتخفيف عن الحكومة الحالية كما انه فرصة مناسبة للحكومات السابقة بان ما حدث في العراق سببه هو التدخل الدولي والاقليمي في الساحة العراقية التي شهدت عدم استقرار طيلة السنوات الاربع الماضية حتى وصل العنف الى ابلغ مدياته.وحسنا فعلت حكومة الائتلاف من اشراك او دعوة الدول الاقليمية والدولية لتجتمع على وقف نزيف الدم العراقي ولتكف من تدخلاتها وصراعها. ما انجزته حكومة الائتلاف كبير جدا فمثل هذا المؤتمر الدولي فضلا عن منحه الشرعية الدولية للحكومة العراقية خاصة من دول ظلت تكابر وتتدخل تحت مسميات الاحتلال ومقاوم الاحتلال ودعم المقاومة الشريفة؟ جاءت الان لتعلن ان مصالحها في خطر وعليها ان تكف عن اللعب بالنار. الدول الاقليمية بدورها استشعرت الخطر المحدق بها من جراء اتساع دائرة العنف الطائفي في العراق والذي امتد اليها . فلا احد ينكر ان المسالة الطائفية اصبحت هي السمة التي توجه سياسات الدول الاقليمية حتى ان حربا مع اسرائيل تم النظر اليها طائفيا. فالدول السنية اصطفت مع الدولة العبرية فيما كانت الدول الشيعية او ذات الاغلبية الشيعية تناصر حزب الله ومعها الجماهير العربية التي وجدت في الحرب الاسرائلية متنفسا ضد الهيمنة الاستبدادية من قبل حكامها. كل هذه التداعيات لم تكن معروفة قبل استفحال القتال الطائفي في العراق حتى ان دولا مهمة بدات تعقد مؤتمرات طائفية على اراضيها وسمحت لفقهاء البلاط باستنساخ التاريخ الاسلامي والصراع المذهبي وبدنا نسمع في الفضائيات العربية بل الاخبارية تحديدا من هو اولى في الخلافة علي ام ابو بكر. وهل كانت السقيفة بداية انهيار الامة ؟ وهلم جرا... صراع سرعان ما لاقى الفشل الذريع في الشارع العربي المحبط والمقيد والمغترب عن ذاته وعن مجتمعه؟ هذه الاسباب دعت هذه الدول الاقليمية الى مراجعة الذات بعد فشل المشاريع الطائفية ؟دعتها الى مناقشة الازمة والمشاركة في حلها بدلا من ارسال المخخات ودعم الارهاب. الدول الاقليمية اليوم مدعوة الى دعم العملية السياسية الجارية في العراق بدلا من صب الزيت على النار
فشل المشاريع الطائفية هو احد اسباب نجاحنا في العراق .الثمن كان غاليا دماء طاهرة من العراقيين شهداء تدمير كامل للبنية التحتية استشراء ظواهر الفساد الاداري المفجع. سرقة اموال النفط الهروب بملايين الدولارات بل امريكا مثل ايهم السامرائي. سرق منا سبعة مليار دولار كثيرون من امثاله كانوا السبب في الحالة الماساوية التي وصلنا اليها. والامر الاكثر ماساوية هو الموت اليومي في الشارع العراقي . نتفق جميعنا ان سببه هو الدول الاقليمية التي دخلت في صراع مع بعضها البعض اضف اليه صراعها الايدلوجي مع امريكا . هذه الصراعات استمرت وبعناد على الرغم من دعوات الحكومة العراقية لدول الجوار بان تلعب دورا ايجابيا .ولاكثر من سبعة مؤتمرات لدول الجوار العراقي الا اننا في كل مرة نلمس المزيد من المفخخات ونكتشف مزيدا من الاموال الداعمة للارهاب. نكتشف هذا ونصارح به . الا اننا فوجئنا بان للقوم مارب في العراق. بعضهم يريد حقوق السنة والحفاظ عليها من التهميش والاقصاء ؟ وهو يفرض الوصاية بكل وقاحة حتى ان موظفا في سفارة تلك الدولة يكتب بان بلاده ستتدخل لحماية سنة العراق. في الاتجاه الاخر تطب دولة اقليمية بطرد منظمة ارهابية تحظى بحماية القوات الامريكية في العراق وهي تصرح بهذا في اكثر من مناسبة وتمتد قائمة الدول الاقليمية لتشمل كركوك ؟ والفلوجة ومدن واماكن متعددة من العراق اما القائمة الدولية فتتنوع من حقل مجنون الى بابا كركر؟
هذه الامور وغيرها تحطمت على الصمود الاسطوري للارادة العراقية في مواجهة اخطر التحديات. كل هذه الامور ستجعلنا في مؤتمر بغداد اكثر قوة واكثر صراحة ترى ماذا تريدون لوقف هذا النزيف ؟؟
https://telegram.me/buratha