المقالات

الفاتحة بين الشرع والأعراف

789 14:55:00 2012-07-15

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

مجالس الفاتحة موضع جدل واسع في الوسط الاجتماعي العراقي.. شان متفق عليه عند الجميع مسلمين ومسيحيين إلا ما شذ من الحركة الوهابية ، واختلفت آليات تنفيذه بين منطقة وأخرى ... غاية إقامة المجلس تعزية وتسلية ذوي المصاب أولاَ ، وقراءة سورة الفاتحة وآيات من القران ثوابا له بعد موته ثانياً ... هذا متفق عليه ولا جدال فيه ، في هذا الموضوع أناشد الأخوة الكتاب في كافة المواقع الالكترونية والإعلام المقروء والمرئي والمسموع أن يتدخلوا يرفعوا أصواتهم بقوة لرفض الممارسات التي لا علاقة لها بالنقطتين المذكورتين ، حيث يشكوا عدد كبير من المواطنين من ثقل وطأة الفاتحة خاصة عند أبناء جنوب العراق وتحديدا في البصرة والعمارة والناصرية ... هذه المحافظات بحاجة إلى مراجعة نقدية لفواتحهم التي بدأت ترهق كاهلهم ، خاصة إن اغلب العشائر في المناطق المذكورة تسن قوانين التكافل الاجتماعي وتوزيع ما تتحمله الفاتحة من مصاريف على مجموعة من فخذ أو بيوت اغلب أبناءها من الفقراء وذوي الدخل المحدود يعملون بأعمال بسيطة ، يرهقون في مناسبات متكررة من السنة بنفقات ذبائح وطعام وإسراف وبذخ لا يفيد الميت مطلقا ويرهق الحي ، إضافة إلى نقطة أخرى مهمة هي الجلوس طيلة أيام ثلاث من الصبح إلى ساعة متأخرة من الليل لاستقبال المعزين، علما إن أبناء الجنوب العراقي حين يقدمون العزاء لأبناء عشائر الفرات الأوسط يلتزمون بأعرافهم ويذهبون للفاتحة حسب الوقت المخصص عصرا لاستقبال المعزين فقط ... وبهذا لا فرق بين فاتحة أبناء الجنوب وأبناء الفرات الأوسط الذين يخصصون ساعتين أو ثلاث ساعات للفاتحة عصرا وبين أبناء الجنوب اللذين ترهقهم المناسبة ...وكلامي هذا موجه للعائلة الشجاعة التي ستكسر الطوق العرفي عند أبناء الجنوب العراقي، فيعقدون مجلس فاتحة حين يفقد احد أقرباءهم ويستقبلون الأصدقاء والأقرباء المعزين في وقت يحددونه عصرا في مكان معلوم .... والنقطة الثانية إلغاء البذخ وطبخ الطعام ونحر الذبائح للتفاخر والتباهي ليس إلا..!! ثم تأتي الأزمة الاقتصادية على الفقراء والمساكين الذين يتحملون كلفة الفاتحة.. أن يكون الاستقبال طبيعيا خاصة لأبناء المنطقة القريبين التي فيها مجلس الفاتحة ، ويقدم فيها ما يقدمه المضيف للضيف دون كلفة ولا أبهة وإسراف ، يقرأ المعزي سورة الفاتحة ويتناول استكان شاي وفنجان قهوة ويغادر ، وبهذا حقق التواصل مع ذوي الميت ، وقرء الفاتحة للمتوفى ، فما الضرر في ذلك وما هي المسالة الشرعية التي تتعارض مع الموضوع...؟النقطة الأخيرة التي يحققها الاقتراح هي تمكن أهل الفقيد من الاستراحة الكافية بين يوم وآخر ، علما إن فيهم مرضى وكبار السن لا يقدرون أن يطاولوا ثلاثة أيام وربما أكثر أن يقفوا بالفاتحة من الصبح إلى الليل ... هذا النداء أرجو أن يقبله الأخوة القراء ويعملون من اجله إذا وجدوا فيه فائدة اجتماعية، لأنه سيؤدي إلى تحقيق نتائج يرجوها ذوي الفقيد في كل عائلة في قرارة نفوسهم ولكنهم يخشون { كلمة من هذا وذاك} باعتبارهم كسروا القاعدة المرهقة المتبعة لدى أبناء الجنوب العراقي الشرفاء.. لنعمل به ما زال غير متعارض مع الشرع الإسلامي ، خاصة إن مراجعنا العظام يعملون بالأسلوب الذي أشرت أليه في النجف وكربلاء وقم المقدسة والكاظمية المطهرة في عقد فواتحهم وهم قدوة لنافي كل أمورنا، ثم في كل الأماكن الأوربية والبلدان العربية والإسلامية التي يعقد فيها مجالس فاتحة لأبناء الجنوب يعملون بالطريقة المشار أليها .. دعوة تحتاج إلى موقف وتثقيف ضد دعوات من المتمسكين بالعرف الخاطئ ، سيقولون هذا عرف تعودنا عليه من آباءنا وعشائرنا ، ليس عندهم غير هذا الرد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك