المقالات

دول الخليج لمصر: نعم لإسرائيل... لا لإيران

1314 22:12:00 2011-04-30

بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني

لم يتوقع رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف أن يكون موقف الدول الخليجية جراء بعض التصريحات التي صدرت عن إمكانية عودة العلاقات بين مصر و إيران شديدا ً و حساسا ً إلى هذه الدرجة. فقد عبّرت هذه الدول عن مخاوفها من هذا التقارب المفاجىء مع إيران عقب سقوط نظام مبارك. في حين لوحت دول أخرى بسحب استثماراتها من مصر و التضييق على العمالة المصرية المتواجدة على أراضيها.

لكن المستغرب أن دول الخليج العربي لم تستهجن على نظام مبارك تقاربه الحميمي مع إسرائيل و لا صفقات الغاز المشبوهة لها و لا إغلاق المعابر أمام الفلسطينيين أو حتى إذلال الشعب المصري بل كانت علاقاتها مع مصر في أوجها. حتى أن الإمارات عرضت على مبارك استضافته على اراضيها و يقال بأنها سمحت لأمواله بأن تبقى في بنوكها من دون إطلاع الحكومة المصرية الجديدة عليها.

في ظل هذا التناقض الواضح في المواقف فإن الحكومة المصرية الجديدة تقف في حيرة من أمرها. فهي من جهة مطالبة من شباب ثورتها بأن تحجم علاقتها مع إسرائيل إلى درجة القطيعة و بأن تعزز من دورها الدبلوماسي في المنطقة خاصة ، لكنها من جهة أخرى تتهم بأنها موالية لإيران و بأنها تغازلها.

و الحقيقة هي أن مبررهذه الاتهامات الخليجية هو استباق أي عمل قد تفكر القيادة المصرية الجديدة القيام به من دون تنسيق مع دول الخليج ، و لإفهام مصر بأنها لم تعد رائدة كما كانت في السابق أو يراد لها أن تكون كذلك.

و هنا تأتي حملة الفتنة المذهبية في مصر كورقة تستخدم ضد أي محاولة تقوم بها مصر من دون التنسيق المسبق مع دول الخليج العربي. و هذا ما بدأت الإمبراطورية الإعلامية السعودية تهيؤه و تعد له من خلال تقارير عن سلفيين يهددون بإحراق أضرحة و مساجد أو من خلال التخويف من التيار السلفي المدعوم أصلا ً من السعودية ذاتها.

و لا نغفل هنا الضغوط الدولية غير المباشرة على الدبلوماسية المصرية لإجبارها على الاستمرار في معاهداتها مع إسرائيل و ممارسة الضغط على إيران و حلفائها في المنطقة.

و هذا ما يفسر على ما يبدو التحركات البطيئة و الحذرة للسياسة المصرية في المنطقة و حساسية القرارات الصادرة عنها سواء في الداخل المصري أو في إطار السياسة الخارجية للجمهورية.

و يترافق هذا الكم الهائل من الضغوط بحزمة كبيرة من المغريات المتمثلة بإمكانية عودة الاستثمارات الخليجية إلى مصر و مساعدتها على حل بعض المعضلات الاقتصادية التي تواجهها.

و بين خيار التبعية و المهادنة و خيار استقلالية القرار و التقارب مع دول المنطقة كلها يبقى الموقف الشعبي هو الحكم . و هنا تجد حكومة شرف نفسها بين خيارين . فهي إما أن تقررعودة مصر إلى حضن إسرائيل فينفتح عليها خليج العرب أو أن تتقارب مع إيران فيبتعد العرب عنها. معادلة سوف يلعب الوضع في سوريا أثرا ً كبيرا ً على نتائجها. فتغيير النظام السوري يعني زيادة في نفوذ السعودية في المنطقة و انحسارا ً لدور إيران. أما إذا بقي الحال في سوريا مستقرا ً فإن محور إيران و العراق و سوريا و لبنان سوف يمتد إلى مصر و سوف تجد مصر نفسها قريبة من إيران و غريبة عن مجتمعها العربي. و هو أمر ستساهم دول الخليج في تعميقه طالما كانت السياسية المتبعة (معنا أو علينا).

و تتناسى هذه الدول أن لمصر حضورها و قرارها السيادي لذا فإن اية محاولة للسيطرة على القرارات المصرية و الضغط عليها لتغييرها سوف تنعكس سلبا ً على العلاقة المصرية العربية و سوف تؤدي إلى ردود فعل مصرية لم تكن في حسبان لا دول الخليج و لا من يحرضهم على هذا الموقف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Sahar mageed Lazm Al fartousey
2011-05-01
Unsuprisingly that is the reason behaind keeping their chaires untill now,if they do the opposit they will be chocked out easily,loyaity its realy needed to sereve their deman to stay in powers.Even though it may cause them to sell their people case,no woder?
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك