المقالات

المشروع العالمي

696 17:26:00 2010-12-19

احمد عبد الرحمن

يختلف الناس في عموم بقاع العالم عموما، وفي العراق على وجه الخصوص، حول مختلف قضاياهم وشؤونهم، وذلك امر طبيعي، ولعل الاختلاف يصل الى مرحلة ومستوى الخلاف والنزاع والتقاطع والافتراق في احيان كثيرة، وهذا مانلمسه واضحا في القضايا السياسية اكثر من غيرها.ومن الصعب-ان لم يكن من المستحيل-ان يتوحد ويلتقي ملايين الناس ويتوافقون على قضية معينة، ولكن قضية الامام الحسين عليه السلام والملحمة الخالدة التي رسمها في ارض الطف قبل اربعة عشر قرنا بدمه الطاهر والدماء الطاهرة لاهل بيته واصحابه مثلت استثناء عن القاعدة.ففي يوم امس الاول، اجتمع فقط في مدينة كربلاء المقدسة حول مرقدي الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام اربعة ملايين زائر لم يكونوا جميعهم من العراقيين فحسب، ولم يكونوا جميعهم من مذهب اهل البيت عليهم السلام، بل لم يكونوا جميعهم من اتباع الدين الاسلامي الحنيف.هذه الملايين التي من الطبيعي ان تختلف في توجهاتها وارائها السياسية والثقافية، وتتنوع في انتماءاتها القومية والمناطقية، وتتعدد في مستوياتها وخلفياتها الاجتماعية اجتمعت تحت راية العز والاباء والتضحية والفداء الحسيني، ورددت بصوت واحد شعارات لايمكن ان تردد أي شعارات غيرها بصوت واحد وبوقت واحد وبأيقاع واحد.والملايين الاربعة التي اجتمعت وتجمعت في كربلاء الحسين لاتمثثل سوى جزءا قليلا ونزرا يسيرا من عشرات-او مئات-التي احيت ذكرى الملحمة الحسينية الخالدة في العاشر من محرم الحرام، والايام التسعة التي سبقته.يمكننا ان نقطع بأنه لم تبق بقعة من بقاع الارض لم يصدح فيها صوت الحب والولاء والعشق الحسيني بكل صدق وتفاعل وذوبان، ولم تبق بقعة من بقاع الارض لم تنهمر فيها الدموع حرى على مصاب ابي الاحرار وسيد الشهداء واهل بيته.ماذا يعني كل ذلك؟.. انه يعني ان الحسين عليه السلام كان بتضحياته العظيمة مشروعا عالميا للوحدة، ومشروعا عالميا للحياة الحرة الكريمة، ومشروعا عالميا للعز والاباء ورفض الضيم والتسلط والفساد والطغيان، ولو لم يكن كذلك لما اصبح قبلة لكل الاحرار، ومنارة لكل الشرفاء، وقدوة للانسانية جمعاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك