المقالات

رسالة من عناصر في جيش المهدي تعلن فيها انهزامها

2137 19:56:00 2008-04-27

( بقلم : د. خلود عدنان )

لاشك ان العلم باليقين أقوى من الحدس والقول المباشر أفضل من التأويل، والكلمة الواضحة انصع من الإيهام ، وهذه هي المفردات التي درجت عليها المعرفة الذاتية للبشر ، والمعلومة اذا كانت مباشرة من المصدر تختلف عن النقل الشفاهي او التحريري ، وبيانها أفضل من التلغيز ، وهي عملية تأتي في ضوء إدراك المضمون ومعرفة السطر من القراءة الأولى دون اللجوء الى التحليل او الاجتهاد الذي يوقع ربما وفي اغلب الحالات بمشاكل ضخمة وتترب عليه وجروح كبيرة لا يمكن علاجها او تداركها ، وهذه المعلومة مهما كانت بسيطة فهي ربما تقلب موازين عامة او تغير من سياسة أنظمة وتكون لها عواقب وخيمة فيما اذا لم يحسن التعامل معها ، وتأتي هذه المقدمة في ضوء ما نشره موقع الممهدون الالكتروني الناطق باسم التيار الصدري وجيش المهدي وفي رسالة عاجلة الى مقتدى الصدر بعثها لفيف من أهالي مدينة الصدر من عناصر جيش المهدي يسألونه وبتوسل توضيح خطاباته وبياناته وكتاباتها بصورة دقيقة دون اللجوء الى العبارات التي لا يستطيعون فك شفراتها وحل طلاسمها واحاجيها.ودللت الرسالة في أكثر من وجه على مدى الحيرة التي يعاني من اغلب المنتمين الى هذا التيار ودخولهم في دوامة القلق بين القتال او عدمه بسبب القرارات المفاجئة والتصرفات التي لا يمكن ان يؤخذ بها والتصرف على أثرها لأنها تتغير بين لحظة وأخرى ، فهي تارة تدعوهم الى القتال وأخرى تدعوهم الى التهدئة ، وناشدوه في الرسالة التي نشرها الموقع يوم الأحد 26/4/2008 ان يبين لهم رأي الشريعة المقدسة في حكم القتال ضد الجنود العراقيين ، وهي مناشدته وضعته على المحك فأن أفتى بجواز القتال والحرب على القوات العسكرية العراقية وهي تضم في غالبيتها عناصر شيعية فقد دخل في موضوع القتال مع أبناء الجلدة الواحدة ويكون مصيره الى الهلاك كون الجميع لن يقبل بهذه السياسة ويخسر بعدها آخر مؤيد له في العراق وخارجه ، فالقتال ضد القوات العراقية إيحاء مباشر بان هناك تعاون مع القوات الأجنبية وتركها على جانب وان كلام المباحثات والاتفاقات الجانبية صحيح بعد ان قامت بموجة من الاعتقالات الشديدة وهي ذاتها التنازلات التي نقلها فتاح الشيخ الى أياد علاوي للتوسط بين الطرفين فضلا عن ان فتوى القتال او عدمه لا يمكن ان تصدر الا من مرجع ومقتدى معروف بعدم تقليده الى أي مرجع وعدم امتلاكه جواز الإفتاء وخصوصا في هذه المسائل الصعبة ناهيك عن موضع الجهاد اذا جازت تسميته بهذا الشكل فانه يحتاج الى إجماع وتأييد ثم ان الجهاد لا يتم الا بشروط معروفة حتى اذا كان جهادا دفاعيا ويتطلب الى تصريح وتفويض من المرجع الأعلى والذي لا يقر مقتدى بأعلميته ولا يتبعه او يقلده لا هو ولا أنصاره ، فكيف يتخلص مقتدى من هذا المأزق المحرج لاسيما انه أعلن قبل فترة الحرب المفتوحة غير انه تراجع في خطابه الأخير ودعا الى التهدئة وضبط النفس وهذه الإشكالية كما أشارت الرسالة قتلت الجانب الحماسي في نفسية جيش المهدي كونهم سيخوضون معركة مع أبناء جلدتهم وهم لا يملكون التفويض لذلك ،اننا لا نلغي وجود أشخاص معتدلين في التيار يدعون الى حل جيش المهدي وتخليص الناس من شرورهم غير ان الغالبية من العصابات الغير منضبطة .

كما دعت الرسالة الى ضرورة ان يكون الجواب واضحا ودون طلاسم وهي عبارة صريحة لا تحتمل التأويل بأن بيانات مقتدى خالية من الوضوح وسطحية ولا تصب في نفس الموضوع ولا يمكن فهم عباراتها وإيحاءاتها ، وان الموضوع لا يحتمل الطلاسم فهي مسألة مهمة فيها أهراق دماء وإزهاق أرواح وموت وضحايا وقتال واعتقالات وتهديم منازل وحرق محال وانهيار اقتصاد وتعب من المطاولة وانقلاب القاعدة الشعبية وعوامل كثيرة يمكن ان تجرها المعارك والحروب ، وهنا يتوسل أعضاء جيش المهدي به ان يبين لهم الموقف من هذه المعارك ونهايتها وماذا يمكن ان تكون الحصيلة النهائية لها والى متى ستستمر ، وهل يبقى الوضع على هذا المنوال ؟ كذلك التأكيد على ضرورة ان يكون الجواب منه شخصيا ودون قصائد ، فهم لا يريدون بلاغة او نحو رغم يقينهم انه لا يمتلكها بل يطلبون جوابا شافيا للخروج من الدوامة والحيرة والمطب الذي أوقعهم فيه خلال هذه الفترة .

كما أشارت الرسالة الى سوء الفهم والالتباس حول قرار التجميد فهل هو ساري المفعول ومستمر ام انه ملغى ؟ وهذه العبارة بالذات تشير بما لا يقبل الشك الى الحيرة الكبيرة والذهول وعدم الثبات على الرأي ، فهم يقاتلون ويرفعون السلاح ضد الدولة ويمارسون عملياتهم تحت ضوء النهار وإمام الجميع بينما الإعلان العام ان قرار التجميد لم يلغ ، فهذه الازدواجية في التعامل وهذا التخبط في القرارات يعطي مدلولات كثيرة على ان الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت لا يتحملها سوى مقتدى نفسه كونه صاحب القرار الأول والأخير في حل الجيش من جهة وفي أمر القتال من جهة أخرى والغاء التجميد او استمراره من جهة ثالثة ، فإذا كان قرار التجميد مستمرا فمن الذي يقاتل الآن؟ هل هو جيش المهدي ام عصابات أخرى ام الخارجين عن طاعته الذين لا يريدون استقرار الوضع؟ وهل الذين يرفعون السلاح بتفويض منه ام باجتهاد شخصي؟ واستمرارية التجميد جعلت الحيرة تبدو على الجميع وهم يسألون عن معنى الإذن بالمقاومة كما فهم من فحوى البيان الأخير على الرغم من ان بعض فقراته تشير الى إنهاء القتال والهدوء وليس كما صرح مشايخ المكتب والهيئة السياسية ، بينما نشرت القنوات الفضائية البيان مع قراءة تحليلية لمفرداته تشير الى الدعوة الى التهدئة في الوقت الذي يدعو أكثر من قيادي مقرب من مقتدى ان البيان دعوى للانتفاضة . وهذه الإشكالية توضح مدى ضعف التيار وانهياره وعدم ثقته بقياداته ويقينه التام ان القائد العام له غير مؤهل لشغل هذا المنصب بعد ان إطاعتهم لفترة طويلة بدافع عاطفي من مقلدي السيد الشهيد الصدر ،وهي الحقيقة التي حاءت متأخرة بعض الشيء غير أنها تبين النظرة الصائبة للعقل المغيب طوال هذه الفترة .

وطالب أبناء جيش المهدي ان تتضح معالم البيانات وتتوحد لأنها فرقت الجموع ويراها الشارع مبهمة ومتناقضة وقد ضيعت فرص النصر ، وهي شهادة صريحة بالانهزام والتقهقر خلاف ما يدعيه مقتدى وحاشيته المقربين وعصاباته الإجرامية ومدى تأثير قوة الضربات العسكرية ووصولها الى أهدافها وإعلان جيش المهدي صراحته بأنه لا يقوى على المقاومة والقتال وإصرار الحكومة العراقية على عدم السماح لأي جهة مهما كانت للعبث بأمن البلاد وتخريبه وتأزيم الوضع فيه وتغليب لغة السلاح على لغة السلام ، كما اشارت الرسالة الى ضرورة إيضاح بيان موقف مقتدى حتى يتحرك جيش المهدي على أساسه في برقية سليمة وجريئة تنم عن نفاذ صبر وتدفع بالاتهام الى الأصابع الخفية التي تتلاعب بالجيش وتتلاعب بمقتدى نفسه وتجبره على إصدار الييانات الغير مفهومة حتى تبقى عناصر جيش المهدي في دوامة من أمرها ولا تعرف الى أين تتجه وهذا بالضبط هو الهدف من كل هذه ألازمات لتحقيق المصالح الشخصية والمنافع الدنيوية على حساب الدين وعلى حساب العراق وعلى حساب أرواح الناس الابرياء، فضلا عن ان الرسالة كتبت عن طريق المواقع الالكتروني واختارت هذا الطريق بعد ان حاولت ولأكثر من مرة إيصالها الى مقتدى دون جدوى لأن الحاشية التي تحيط به تمنع وصول أي كلمة يمكن ان تؤثر على اتخاذ القرارات التي يريدونها الآن ، كما أشارت الى انها لا تعرف مكانه الشخصي في أي دولة سواء في العراق او خارجه وهي دلالة واضحة على انه يتخفى عن أنصاره ومن أي موقع يدير العمليات ويصدر البيانات ، وربما كانت قضية وجوده إيران خديعة للتمويه بعد ان طردته من أراضيها . هناك نقطة مهمة في الموضوع وهي ان الرسالة تضمت إرسال استفتاء فهل وصل مقتدى الى مرحلة الإفتاء ام انه سيرسلها الى جماعة من المراجع الزور والبهتان و مراجع الفتوى المادية الذين لا يعرف جهة التي اجازت لهم الاجتهاد او أين هم الآن، في النهاية نقول ان لانهيار بدا واضحا ومكشوفا والاستياء دب في النفوس وربما سيتحول في نهاية الأمر الى انقلاب يقلب الموازين رأسا على عقب ، واله التمر يلتهم في نهاية المطاف بعد تشرق شمس الحقيقة .وتجدون الرسالة على هذا الرابط

http://www.15mum.net/mum39/AAjel-26-4.htm

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الطباطبائي الحسني
2008-04-28
يسئلون عن ماذا عن فتوه شرعيه يفتي بها اليهم وهي لا عن صلاة او صوم او خمس او معاملات بل هيه عن مستجدات تخص ما استجد من فتوى تخص الوضع الحالي للناس وماذا يتصرفون من خلالها وهو اي السيد مقتدى حاله مثل حالهم لا مفتي ولا مرجع تقليد بل ولا وكيل لاي من مراجع التقليد ولا يستطيع اصدار فتوى بذلك بل اظن انهم جهله كما قال لهم قائدهم والقائد عايش على جهلهم وسذاجتهم . وعصفور كفل زرزور وثنينهم طياره .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك