بقلم : سامي جواد كاظم
قلق العرب من وصول الشيعة إلى السلطة في العراق ، التقارب بين السنة والشيعة ، ومن يكسر الحاجز بين السنة والشيعة ؟ هذه عدة محاور تخص الطائفية وكثيرا ما كتبوا عن الاسباب والمعالجات ولكنها الى الساعة لم تاتي بجديد يمكن لنا ان نستدل به حتى نتقدم خطوة .
اعتقد ان التشخيص غير دقيق للخلاف يتبع ذلك خطأ المعالجات ، هل الاسباب تاريخية ؟ واذا كانت تاريخية لاي حقبة من الزمن تعود ؟ واذا كانت عصرية فما هي الموجبات لهذا القلق والعداء ؟ هذه الاسئلة تقودنا الى ابحاث ودراسات ولكننا سناخذ مقتطفات قد تعتبر من صلب الغاية المنشودة من معرفة سبب هذا القلق .
بالاجماع يعتقدون الخلاف هو الامام علي (ع) واولاده المعصومين وما شرعوا للشيعة من احكام وشرائع يتمسك بها مواليهم ، ومن هذه المعتقدات الشيعية افضلية الامام علي (ع) للخلافة بعد النبي والتقية والبداءة ولا جبرية ولا تفويض والمتعة وصفات الله عز وجل والموقف من الصحابة وكيفية الصلاة والخمس وما الى ذلك من الكثرة الكاثرة من الخلافات منها الجوهرية ومنها الفرعية .
ولو غصنا في بقية الملل والنحل لوجدنا ان لها من المعتقدات الالحادية التي لا يختلف عليها لا الشيعة ولا السنة الا انها في منأى من عدواة بقية الطوائف فهاذ بوذي واخر سيخي وثالث لا يقر بالعبودية لله وغيرهم من هذه الطوائف فهل احتاجوا في يوم ما الى مؤتمر للتقارب على عكس السنة والشيعة .
ومن خلال دراستي وبحثي لجذور الخلاف توصلت لسبب رئيسي واحد لا يمكن معالجته اطلاقا الا بقدرة قادر من خلال امام غائب السبب الرئيسي هو ان الفقه الشيعي لا يبرر للظالم ظلمه ولا يقر له بالطاعة على العكس من بقية المذاهب التي تجد عدم طاعة الحاكم وان كان فاجر يعد الخروج من الملة .
فالخارج على يزيد الحاكم عاصي ، وهذا عبد الله ابن عمر يذهب للحجاج لكي يبايعه فيساله عن السبب فيقول من مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية ( المبسوط ج7ص263 للطوسي )هذه البيعة التي يمنحها المسلم باستثناء الشيعي لا يهم لمن تكون سواء كان ظالم ام عادل وها هو البخاري والمسلم يقول بجواز الصلاة خلف البر والفاجر اذا لا يحق التطاول على اولي الامر بغض النظر عن عدالته وهذا لا تقره الشيعة منذ الوهلة الاولة لاستشهاد رسول الله (ص) واستخلاف غير المنصوص عليه من قبل رسول الله (ص) واعتكاف امير المؤمنين (ع) عن ذلك نجد اصرار الخلفاء على بيعة الامام علي (ع) له وهذا ينطبق على بقية الائمة الذين بايعوا طواغيت عصرهم كراهية لم يثبت لنا التاريخ قيامهم بثورة او انقلاب للأستئثار بالحكم فلماذا هذا العداء الشديد من قبل الامويين والعباسيين للائمة وشيعتهم ؟
عبارات كثيرة ما ترددت في كتب التاريخ وخصوصا من قبل الخلفاء العباسيين مثلا قول ان الملك عقيم ، وقول الرشيد لولده لو نازعتني على الملك لاخذت الذي بين عينيك وقول الامام الصادق عليه السلام لابي حنيفة عندما ناظره في مسائل فقهية واقرار ابو حنيفة لاعلمية الصادق (ع) وتعهده بانه سوف لن يفتي مستقبلا فقال له الامام الصادق (ع) ان حب الرياسة لا يمكن لك ذلك .
السيد محمد باقر الصدر (قده) يقول في احد ابحاثه ان الانسان هو مشكلة العالم حيث يحاول الحكام او من له حب الرياسة ان يستخدم شتى الوسائل لكي يتسلط على الانسان ، وهذا قول ينطبق على تاريخنا فعملية التسلط على الانسان تتم من خلال الزام الانسان المتسلط عليه باعتناق مباديء الحاكم على حساب مبادي الانسان نفسه وبعيدا عن صحة احد المبادئ .
التقية الشيعية فالسنة تمارس التقية اكثر من الشيعة بدليل مبايعة الظالم حتى لا تفرق الامة وعلى حساب دينهم ومع اقرارهم بظلم من بايعوه، المتعة فنجد عدة مخارج افتائية خرجوها علماء الطوائف السنية منها المسيار والعرفي والفندقي بل وحتى ابو حنيفة يقر ذلك ، البداءة فكثير من الاحاديث التي تقر بها موجودة في البخاري قبل ان توجد في كتب الشيعة الصلاة والوضوء تقر بها عائشة قبل غيرها .
اما مسالة سب الصحابة والقصد منه هو اللعن فالشيعة تقول كما يقول السنة اللهم العن اعداء الاسلام والمسلمين ، والعداء هذا يظهر من خلال قول وفعل الشخص فهل لا يوجد من الصحابة من كان يضمر النفاق بداخله ويكيد للاسلام والمسلمين ؟ لست بصدد البحث التاريخي فمثل هكذا مواضيع اصبحت من المسلمات في التاريخ .نعم هنالك من المتشددين من الشيعة الذي ينزلون سيل من اللعنات والشتائم على بعض الصحابة وهذا ما لا يتفق وخلق الائمة (ع) ( لا تكونوا سبابين بل قولوا فعلهم كذا وكذا فهذا احجا ) .
اذن من اين يبدأ التنافر من السقيفة ام الدولة الصفوية والذي ادى الى القلق المتحدر من فقدان الثقة بين الشيعة والسنة ؟ كل معتقدات الشيعة التي يعتقدونها لا اثر سلبي لها على الطرف الاخر بل العكس قد تكون ايجابية للضد بدليل التسامح والتغاضي مع الاعداء . لو كان الفرس سنة هل سيقل حدة الخطاب التهجمي على الشيعة ؟ الجواب هو سؤال قبل الصفوية كانت ايران سنية فما بال الحجاج ومعاوية والمنصور يظلمون الشيعة ؟ لماذا قتل الاميون والعباسيون ائمة الشيعة مع عدم وجود أي مبرر لذلك بل نلاحظ ان هؤلاء الخلفاء اذا ما استدعوا الائمة يسالونهم عن مدى رغبتهم بالخلافة او ان هنالك من سرب اليهم اخبار تقول ان الائمة يعدون العدة للانقضاض على الخلافة وهذا يجعلهم يأرقون ويفكرون كيفية التخلص من الائمة وكان لهم ما ارادوا باستثناء الامام الاخير .
مستشاري كل الخلفاء كانوا من اليهود ومن النصارى الذي يشيرون عليهم بمحاربة اهل البيت واتباعهم لانهم الخطر الحقيقي على كرسي الخلافة ولا دليل صدق واحد على ذلك اذن الخلاف بين السنة والشيعة ليس خلاف معتقدات بل خلاف محوري واحد وهو ان الشيعة لها شروطها للحاكم كائن من يكون على عكس السنة التي تبرر الفسق والفجور للحاكم وجعله ولي الامر
اذن اصل الخلاف هو كرسي الحكم فالمذهب الذي يجوز لمن هب ودب ان يتسلط على رقاب الناس يكون في منأى من عداء بقية المذاهب ، وهذا ما لا يتفق ومعتقدات الشيعة فالشيعة تريد حاكم عادل فاذا ما توفرت في الحاكم العادل الشروط الصحيحة فيحق لان يحكم وطالما اننا نرى في الائمة كامل الشروط في الولاية لهذا نراهم الاحق في الحكم الا انه لا نلزم الناس بالخضوع لحكم الائمة
فلو التزم معاوية بشروط الصلح التي وضعها الامام الحسن عليه السلام الا تجعل حكومته شرعية واليوم ونحن نعيش عصر الغيبة لو وجد حاكم تمسك ببنود الصلح هذه الا يعتبر حاكم عادل الم تتأسس حكومات شيعية يشهد لهم التاريخ منهم الفاطمية في مصر والادارسة في المغرب والصفوية في ايران فهل قامت هذه الحكومات على الغاء الاخر .
معاوبة ابن يزيد اليس هو اموي سني لماذا قتل بعد اربعين يوم من خلافته ؟ قتل لانه اثبت ظلم ابي سفيان وجده معاوية وابيه يزيد ؟
لماذا كل مؤتمرات التقارب يطلب من الشيعة التنازل على عكس الطرف الاخر وماهو الخطأ الذي نعتقده حتى نتنازل عنه ؟ ما هي التنازلات التي قدمها الطرف الاخر ؟ بل الاغرب ما ادعاه القرضاوي في مؤتمر للتقارب عقد في الدوحة يطالب بضرورة وقف المد الشيعي في بلاد الشام وفلسطين والعديد من الدول الأخرى وهو ما يؤدي إلى إذكاء نار الفتنة،( موقع القرضاوي 13/1/2007 )اذا كان هذا تصورهم فكيف يكون التقارب ؟جرت انتخابات في العراق واظهرت حجم الشيعة والسنة في العراق فثارت ثائرتهم لذلك .
شيعة السعودية يطالبون بالعدالة ولا يطالبون بالحكم لماذا هذا التضييق عليهم ؟ شيعة البحرين تطالب بالتمثيل الحقيقي لهم في البرلمان رافضة الاساليب التي يلجأ اليها وزير شؤون مجلس الوزراء احمد عطية ال خليفة لغرض التغير الديموغرافي لنسيج الشعب البحراني فلماذا هذا الاضطهاد لهم ؟
https://telegram.me/buratha